رأي

عز الكلام

 أخوك لو حلقوه أهبش راسك!!
أم وضاح
الفساد الذي فاحت رائحته لدرجة تزكم الأنوف في إدارة الجمارك لم يكن أحد يتصور أن يكون بهذا الحجم وهذا المقدار الذي جعلنا ننظر تحت أقدامنا، لنتبين أي بركة آسنة يقف فيها هؤلاء الذين تجردوا من كل قيم الحق والأمانة، وهم يجلسون على أخطر المناصب والمقاعد التي تجعل المال العام منساباً تحت أيديهم بلا رقيب ولا حسيب!! ولعلي منذ أن كتبت زاويتي أمس لم يتوقف هاتفي لحظة من متصلين جميعهم من المتقاعدين أو الذين أحيلوا للتقاعد عن الجمارك، وأشهد الله أن كثيراً مما قالوه يشيب له الولدان لكنها تبقى حقائق دونما دلائل في يدي ويدهم، اللهم إلا ما شاهدوه بأعينهم أو شاهده وسمعه غيرهم ونقل إليهم. ولعل ما جعل غطاء نافوخي يكاد أن يطير أن أحد الضباط حدثني كيف أنه وعلى يده تم إلقاء القبض على (كيلوهات) من الذهب المهرب، ويومها وفي مثل هذا الوضع الشيء المتوقع والمفروض، أن يكافأ هذا الأمين النزيه الذي يرابط على واحد من ثغور بلاده لكنه تفاجأ في صبيحة اليوم التالي بنقله إلى أقصى شمال البلاد، في مفارقة تجعل الأسئلة دونما توقف كيف يستقيم ذلك؟؟ ولمصلحة من تم نقله؟؟ وهو الدهب أصلاً حق منو؟؟ لكن ما لفت انتباهي أكثر تساؤلات مشروعة طرحها بعض ممن لازالوا في الخدمة من الضباط الذين دفعوا مبالغ مليونية نظير قطع أراضٍ في كافوري ظلت ولسنوات مجهولة المصير، وكل ما يعرفونه أن الأموال وردت في حساب شخص باسم أحدهم ويدعى (ش) لتظل المليارات في الحساب (تفرخ) والحسابة تحسب!! أعتقد أن الرياح التي ضربت من قبل مكتب الوالي وجعلت المستور ينكشف وتخرج إلى العلن، والآن ذات الرياح تعمل عملتها في الجمارك تجعلنا نترقب وننتظر أن تصبح (تسونامي) عاتياً يضرب كل معاقل الفساد في الوزارات والمؤسسات، ويطيح بكل الرؤوس التي همها الأول والأخير التفكير في كيف (تكوش) وكيف تخطط لجعل العام خاصاً، وما دلالات بعض المؤسسات الحكومية إلا خير برهان على ذلك، وسيارات من ذوات الموديلات الحديثة تتحول فجأة وبقدرة قادر إلى (هكر) على الورق، طبعاً وتباع بأبخس الأثمان لمن هكروها ودللوها (ومن دقنه وأفتله)!!
أنا شخصياً ومن خلال ما تلمسته من نبض الشارع أتخيل أن يتعدى الأمر حد الإحالة أو التقاعد أو حجز الأموال، إلى قانون ناجز واستثنائي يضرب بيد من حديد (سجناً وتغريماً) كل من تسول له نفسه أن يمد يده للمال العام لأن الفساد وصل حد الركب. وزمان قلنا إن حكاية العنده دليل يقدمه على الفساد ليست منطقية ورجل الشارع العادي لا يملك القدرة ولا الآلية التي يمتلك بها مستنداً رغم أن كل ما حوله هو مستند ناطق يصرخ بأعلى صوته، يا جماعة أنا موجود. وموظف كل مرتبه لا يتعدى ألفين جنيه يمتلك أسطولاً من العربات للأسرة وكمان عنده ليموزين للإيجار، وآخر حسابه في البنك شيء وشويات لو أنه قلب الهوبة واللا بقى عفريت العلبة لن (يحوش) ربع ريعها.. الحكومة لو كانت جادة في محاربة الفساد فهي من تملك الآلية للمراقبة والمتابعة والتقصي وبالتالي امتلاك الدلائل التي تقدم هؤلاء إلى ساحات العدالة وتقصيهم عن الساحة نهائياً، وفي ذلك نقول لكثير ممن هم على هذه الشاكلة كان أخوك حلقوه (أهبش) رأسك.
كلمة عزيزة
مررت أمس مصادفة بسوق بحري الكبير ولفت نظري خلو المنطقة من الباعة المتجولين وحالة الزحام والفوضى التي كانت هي العنوان العريض للمشهد هناك، وبسؤالي واستفساري علمت أن معتمد بحري الجديد قد قام بحملات كبيرة وبنفسه حتى يعود للمكان نظافته وشكله الطبيعي، لكنني أقول للسيد المعتمد إن سوق بحري وحده ليس المشكلة ومنتظراك (جكة) في السوق المركزي ومنتظراك (جكة) في موقف شندي ومنتظراك (جكة) لإزالة الأنقاض والنفايات، لذلك أرجو أن تكون لديك اللياقة لإكمال هذا المشوار الصعب.
كلمة أعز
والله نحن بلد طيب حد الطيبة ومتسامح حد التسامح وبننسى بدرجة الزهايمر. أقول ليكم دليل هذا البلد يكرم “منصور خالد” وكفى!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية