رأي

المشهد السياسي

موسى يعقوب

أشياء لها معناها ولكنها منسية..!

* كثيرة تلك الأشياء التي لها جدواها ومعناها ولكنها تمر دون أن يقف عندها قلم أو رأي، لأن السياسة في بلادنا ومجتمعنا هي سيدة الموقف.. وإن كانت تلك الأشياء ليست بعيدة عن السياسة وتدور في فلكها.
قبل أيام وأنا أعبر نفق السجانة أو الخرطوم جنوب الجديد ذهلت لما تم انجازه ودوره في تسهيل عملية المرور على شارع الحرية الذي لم يعرف من قبل غير كبري الحرية الذي كان حديث المدينة في حقبة الستين من الزمان.. ونفق الخرطوم جنوب الجديد ليس الوحيد وإنما هناك أنفاق أخرى كنفق (ود البشير) بأم درمان، وكلها لها معناها ومغزاها في عاصمة ولاية الخرطوم التي تعاني من مشكلات المرور، وقد زاد عدد سكانها وغدت أكثر تواصلاً مع عواصم الولايات الأخرى، وهي المركز حيث الإدارة والمجالس التشريعية والرئاسة.
وعلى ذكر الأنفاق والكباري الطائرة وطرق المرور السريع والداخلي، تقول الذاكرة إن ربع القرن الأخير قد شهد الكثير منها وكان له مردوده وعائده.
فقد ترك المستعمر: كبري النيل الأزرق وكبري النيل الأبيض تقريباً.. وترك الفريق “عبود” كبري الحرية وكبري شمبات والمسلمية ربما. وأما الرئيس “نميري” فقد رفد البلاد بكبري القوات المسلحة في الخرطوم.
وما ظهر بعد ذلك في العاصمة كثير ولا تخطئه العين ولا الذاكرة.. إلا أنه – والله أعلم – منسي وفي زحمة السياسة يغيب عن الإعلام..!
ولمن أراد الحقيقة، فإن الأنفاق والكباري الطائرة والطرق الداخلية ليست وحدها التي لها معناها وتغيب عن الذاكرة أو منسية.. وإنما هناك أشياء أخرى كثيرة.
* الأسبوع الماضي نقلت إلينا الصحف عبر مؤتمر صحفي أن شرطة ولاية الخرطوم تمكنت من القبض على منفذ سرقة (6) كيلو جرامات من الذهب المشغول من معرض شركة في (مول واحة الخرطوم).
وبعد فترة وجيزة من البلاغ تم القبض على السارق ومعه (80%) من المسروقات والبقية تم التصرف بها.
وقد وصفت عملية السرقة بأنها (احترافية دقيقة) ومن قبل شخص مختص كان يعمل بـ(المول)، وكان قد فُصل في مارس الماضي.
السيد مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق شرطة “محمد أحمد علي” هو الذي أدلى بتلك المعلومات في ذلك المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه القبض على السارق. وكان السيد مدير الشركة وإخوانه قد وجهوا صوت شكر لشرطة ولاية الخرطوم.
ونتصور أن هذا الشكر من مدير الشركة وإخوانه ليس بكافٍ في عملية جرى الفحص فيها والقبض على الجاني بتلك السرعة والكفاءة والمهنية الأمنية.
يدل ذلك على أننا من ناحية أمنية بخير ومن يعملون في هذا المجال يستحقون الإشادة والذكر على كل الصعد الرسمية والمجتمعية والإعلامية. ففي مجتمعنا وبلادنا هناك أشياء لها (معناها) ويجب ألا (ننساها) وندعها تمر هكذا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية