رأي

خطة إسكانية في كوكب الأرض

عدد سكان الأرض وصل إلى سبع مليارات نسمة.. لذلك اتجهت سفينة الفضاء (ڤينكس) إلى الكوكب الأحمر (المريخ) في رحلة استكشافية، وقد وصلت السفينة بعد مسير تسعة أشهر وعشرة أيام متوالية ولم تتوقف لحظة بطبيعة الحال.. والهدف هو اكتشاف إلى أي مدى يمكن أن يكون كوكب المريخ صالحاً لسكنة الإنسان فيه، من ناحية وجود الأوكسجين والمياه، والتربة الصالحة للزراعة، وعوامل الضغط وأشياء أخرى تهيئ للإنسان العيش هناك.
والواقع أن نظرية (مالتس) المعروفة قالت إن عدد سكان الأرض يزيد بمتوالية هندسية (2، 4، 8، 16، 32.. الخ) بينما كمية الغذاء في الأرض تزيد بمتوالية عددية (1، 2، 3، 4.. الخ).. وهكذا سيصبح الغذاء في الأرض أقل بكثير من ما يطلبه البشر، وبالتالي فإن المجاعة والهلاك قادمان ومعهما ستأتي الحروب والصراعات من أجل الحصول على الغذاء.
ما هو الحل إذن؟ الحل في نظر العلماء الغربيين والأمريكان هو اكتشاف كواكب وعوالم أخرى ليعيش فيها الإنسان الأمريكي والأوروبي المتحضر وأثرياء العالم، وترك الأرض للفقراء والجوعى والمتخلفين الذين لا يعلمون كيف يفكرون في إنقاذ حياتهم وإطعام أنفسهم وتطوير شعوبهم!! وطرحوا خطة إسكانية في كوكب المريخ للأثرياء الذين يريدون إنقاذ أنفسهم من هذه المجاعة والكارثة القادمة لا محالة.. والغريب أن كثيراً من المواطنين قد تقدموا لشراء قطع أراضٍ في المريخ!!
فكر العلماء الأوروبيون والأمريكان في فكرة أخرى، هي الاستفادة من المحيط المتجمد الشمالي، وعمل ثلاجات طبيعية في الثلج في وسط المحيط، وتخزين الخضروات واللحوم وأشكال الغذاء الأخرى فيها حتى إذا جاءت المجاعة القادمة وجدت عندهم كمية كافية من الغذاء لإنقاذ شعوبهم!!
قلت لصديقي الصيني: لماذا أنتم تعملون في الصين ليلاً ونهاراً ولا ترتاحون؟ فقال لي: ببساطة نحن تعدادنا في الصين ربع سكان العالم تقريباً واحد مليار ونصف المليار نسمة وإذا أصابتنا مجاعة أو كارثة لن تستطيع كل دول العالم إغاثتنا.. الواضح من كل أخبار شعوب العالم أنها تفكر في المستقبل، وأنها كرست جهود كل علمائها لإيجاد روشتة حل لهذه الكارثة التي حلت بالعالم وهي (نقص الغذاء)، الذي سيسير إلى انعدام الغذاء.
ونحن في السودان- وما زلنا نغني في أجهزتنا الإعلامية جدودنا زمان وصونا على الوطن- ماذا نحن فاعلون؟ وكل العالم يشهد أننا نملك مقومات أن ننقذ أنفسنا أولاً من هذا الجوع القادم.. من هم علماؤنا في هذا المجال؟ وهل فرغناهم ووفرنا لهم كل وسائل وإمكانيات البحث العلمي ليخرجونا من هذه الورطة الغذائية؟ الآن كل ما نتحدث عنه هو الأسعار.. وتوفر السكر والدقيق والزيت واللحوم.. أين الخطة الإستراتيجية ربع القرنية؟ وماذا قالت في ذلك؟ أنا أعرف أن خطة دولة ماليزيا واسمها (ماليزيا 2020) قد أجابت عن سؤال الغذاء.. وكذلك خطة سنغافورة واسمها (من اليأس إلى البأس)، وظهرت ملامح نتائج خططهم.. وأغلب دول العالم المتحضر سارت في هذا الدرب.. ونحن في السودان للأسف ما زلنا، مواطنين ومسؤولين، (غرقانين)- استغفر الله- في جدودنا زمان، بينما العالم يفكر في خطة إسكانية في كوكب المريخ!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية