شهادتي لله

القانون الدولي الجديد .. سوريا والفشقة وحلايب !!

إذا كانت الجهة المعتدية على أراضي ولاية القضارف على الحدود هي عصابات (شفتة) إثيوبية، فالواجب أن تتعامل معهم القوات النظامية بكل قوة وحسم وتلقي القبض عليهم، تماماً كما فعلت السلطات المصرية مع المعدنين السودانيين أو كما تعاملت الأجهزة الأمنية السودانية مع الصيادين المصريين الذين دخلوا المياه الإقليمية لبلادنا دون تصريح، فأحيلوا للمحكمة إلى أن عفا عنهم الرئيس “البشير”، ثم عفا الرئيس “السيسي” عن المعدنين السودانيين .
مثل هذه الأمور لا تجدي فيها الاتصالات الدبلوماسية التي تفهم في كثير من الأحايين تعبيراً عن موقف ضعف .
لا مفاوضات حول أراضٍ تابعة  للسيادة السودانية، ولم يحدث قط أن تنازع عليها الطرفان أو اشتكى أحدهما لجهة دولية مدعياً تبعيتها له بينما يرفض الآخر، كما هو الحال في “حلايب” منذ خمسينيات القرن الماضي، إبان حكم رئيس وزراء السودان الأميرالاي “عبد الله بك خليل” والرئيس الخالد “جمال عبد الناصر حسين” .
نحن في عالم لا يعترف إلا بمنطق القوة، انظروا ماذا يحدث في سوريا الآن؟ “روسيا” العظمى استباحت بطائراتها الحربية الأجواء السورية وسيطرت عليها تماماً، وأمريكا لم تجد غير أن تنسق معها خوفاً من اصطدام طائرات (التحالف) بالمقاتلات الروسية! أما “إسرائيل” التي تعتبر أن كل ما يحدث في سوريا والعراق وفلسطين ومصر واليمن وليبيا من مصلحتها وربما من صنع مخابراتها، فإنها نسقت (من بدري) مع روسيا إبان زيارة رئيس وزرائها لموسكو الشهر الماضي !!
تخيلوا لو أن تحالفاً من قوات (عربية) على شاكلة (عاصفة الحزم) يريد التدخل في سوريا، هل كان سيجد الموافقة و(الإذن) من الولايات المتحدة وروسيا، وهل كانت إسرائيل تسمح من حيث المبدأ، بتشكل تحالف من هذا القبيل بالقرب من حدودها ؟! بالطبع لا .
إذن هو عصر (القوي يأكل الضعيف)، عصر غاب ولكن بآليات وأدوات تجميل حديثة !
على أي قرار من مجلس الأمن اتخذت روسيا شرعيتها لدخول الأراضي والأجواء السورية بترساناتها الحربية دعماً لحكم “الأسد” الذي لم يعد حاكماً إلا على “دمشق” ؟!
لا قرار من مجلس الأمن ولا من الجمعية العامة للأمم المتحدة، فهل هذه المنظمة الأممية صارت مختصة بدول العالم الثالث المستضعفة مثل “السودان”، ولا ولاية لها على دول السلاح النووي حاملة أختام (الفيتو) !!
يبدو أن ذلك هو ما يحدث منذ سنوات، ولهذا ظللت أتعجب لبعض قادتنا السياسيين من (المعارضة) بمن فيهم السيد “الصادق المهدي” عندما يتحدثون مستخدمين عبارات ومصطلحات مثل (القانون الدولي) و(الشرعية الدولية) و(المجتمع الدولي) !!
عن أي قانون وشرعية دولية يتحدثون ؟! هل اقتحام سوريا وقبلها العراق من قبل قوات (التحالف) ثم الغزو الروسي الحالي لضرب المعارضة السورية، هل هذا ضمن القانون الدولي وتم بموافقة واعتماد المؤسسات الشرعية الدولية ؟!
نعود لموضوعنا الأول، ونقول لابد أن تتصدى قواتنا المسلحة الباسلة للمعتدين على أراضينا في “الفشقة” براً وجواً .. غض النظر عن رد الحكومة الإثيوبية على طلباتنا بالتدخل ووقف مواطنيها عن التمدد على أراضي دولة أخرى .
هكذا يقول القانون الدولي الذي تعرفه أمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا ..ومصر وإثيوبيا نفسها !!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية