رأي

المشهد السياسي

 “عبد الله عبيد” صحفي مهني وقومي
موسى يعقوب
ولد في حي المسالمة بأم درمان في أغسطس – آب 1929م، وهو في سن الخامسة والعشرين تفرغ للعمل الصحفي والسياسي بصحيفة (الميدان) الناطقة باسم الجبهة المعادية للاستعمار – الحزب الشيوعي السوداني فيما بعد.. وكان ذلك في العام 1954 عام الجلاء.
وهكذا معلومة فإن الراحل العزيز – عليه الرحمة- كان يعد من أبكار اليسار الشيوعي السوداني وأم درماني أصيل، عرفته ميادين الرياضة الكروية والصحافة والسياسة والمجتمع بسائر طوائفه شأن أهل أم درمان، حيث عاش إلى أن رحل وهو في سن السادسة والثمانين من العمر، بعد أن لزم السرير الأبيض في مستشفى فضيل بالخرطوم الأسبوع الماضي – الأربعاء 14 أكتوبر 2015- آخر ذي الحجة 1436 ودفن في مقابر “أحمد شرفي” بأم درمان مساء نفس اليوم وسط عدد كبير من مشيعيه.
إلا أننا وهذا كله معلوم لن نكون قد أنصفنا أخانا الذي رحل، وترك خلفه الكثير الذي يذكر ويقال، إن لم نقل عنه وهو السياسي الصحفي المهني المحترف والكاتب إنه:
–    كان رمزاً وطنياً قومي الهوى والشعور بالمسؤولية.. بل وشجاعاً.
–    وكان صحفياً مهنياً بمعنى الكلمة، وتجد ذلك في كل المرافق والمسؤوليات التي تبوأها في الصحافة الخاصة والقومية.
“عبد الله عبيد”، والشهادة لله، تلمس قوميته وانحيازه للمصلحة العامة في انتمائه والتحاقه وتعاونه مع كل الصحف -تقريباً- وفي كل أنظمة الحكم على اختلاف مشاربها وانتماءاتها ومواقف أبناء قبيلته السياسية (الأولى) منها..!
وهنا لي تجربة شخصية مع الأستاذ “عبد الله عبيد” وهي أني عندما كنت رئيس تحرير لصحيفة (الإنقاذ الوطني) في مطلع تسعينيات القرن الماضي، كان الراحل وصديقه “ميرغني حسن علي” – حفظه الله – من المتعاونين مع الصحيفة بأقلامهم وخبراتهم وأسمائهم. وكان في ذلك دعم لها وجماعات اليسار في الخارج يومئذٍ ترفع راية المعارضة والسلاح في وجه النظام الحاكم.
وأكثر من ذلك كان الأستاذ الراحل – حسب سيرته الذاتية وما نشر من نعي له كان رئيس تحرير في فترة لاحقة لصحيفة (الرأي العام) وعضو مجلس إدارة بصحيفة (السودان الحديث) ومستشاراً سياسياً بصحيفة (أخبار اليوم). فضلاً عن أنه كان كاتب عمود ومقال تحت عنوان (طرف الشارع) و(قلب الشارع)..الخ.
إلى جانب هذا كان ينعم على تلاميذه من الصحفيين بخبراته ومخزوناته المعلوماتية وهو الذي كان في المجلس القومي السابق للصحافة (عضو لجنة توثيق تاريخ الصحافة..) والذي سبق له أن نال جائزة التميز في العمل الصحفي في 2008 من منظمة الملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة.
وقد لا يفوت على القارئ وهو يطالع هذه الشهادة في حق الراحل “عبد الله عبيد”، أن الحزب الشيوعي السوداني الذي كان في حالة انقسام بين (كتلة صينية) وأخرى مع “موسكو” في وقت مضى، يجد في مؤلفات الراحل “عبد الله عبيد” ثلاثة تنم عن شجاعة في الرأي واستقلالية في الفكر، الكتب هي:
–    سوداني في الصين
–    سوداني في “موسكو”
–    وآخر تحت عنوان (جنوب السودان من الحرب إلى السلام) فهو ليس لديه ما يخفيه من رأي وأفكار يضاف إليها منتجات أخرى اشتملت على أعمدته ومقالاته.
ألا رحم الله “عبد الله عبيد” وتقبله القبول الحسن وعزى الجميع فيه.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية