مسألة مستعجلة
قرارات ارتجالية !!
نجل الدين ادم
لم أجد تفسيراً منطقياً لقرار معتمد الخرطوم الفريق “أحمد أبو شنب” بحظر عمل (الركشات) بعد الساعة الثانية عشر ليلاً، قد يقول قائل إن التقارير الأمنية أشارت إلى أن بعض الجرائم التي تقع في نطاق المحلية يكون أصحاب الركشات طرفاً فيها، لكن هل هذا مبرر كافٍ أن تتخذ المحلية قراراً كهذا بجرة قلم أخضر؟!، وفي محلية تساهر حتى الساعات الأولى من الصباح، تنام بصات الوالي والأخرى منذ الثامنة مساءً والحافلات تتوقف منذ التاسعة، لتبقى التكاسي والأمجادات والركشات المغلوب على حالها، وهي أخف وطأًة من حيث الكلفة المادية لمن يريد أن يصل إلى منزله. ثانياً لماذا لا تنظر المحلية إلى معالجة أصل المشكلة وتلجأ لأقصر الطرق دون النظر إلى تبعات القرار الذي بالتأكيد يتأثر منه الكثيرون، أول هؤلاء هم الذين تحول عملهم إلى منتصف الليل بسبب الظروف الاقتصادية، كيف يصلوا والوسيلة الوحيدة لترحيلهم ما بعد الساعة الثانية عشر أصبحت الركشات، ثالثاً إن عدداً كبيراً من أصحاب الدخل المحدود تجدهم يدخلون في دوامة وردية ثانية وتكون هذه الوردية هي العمل في ركشة أو أمجاد، ويمكن أن يتقصى المعتمد من ذلك بنفسه وسوف يتكشف له الكثير.
قبل فترة أصدر الوالي السابق قراراً بوقف تصاديق الركشات وعمل الأجانب بها بالولاية، ما شاء الله الأجانب يتمددون كل يوم في مملكة الركشات، ويكاد يكون السواد الأعظم بخاصة في محلية الخرطوم من السائقين أو المالكين هم أجانب!، والقرار السابق بات حبراً على ورق، والفائدة الوحيدة للذين يملكون ركشات حيث أن أسعارها ارتفعت بشكل كبير، السؤال المنطقي .. هل أعادت الولاية أو المحلية النظر في جدوى هذا القرار أم اكتفت بأن المهم أن تلغي القرارات السابقة حتى لو كانت على صواب؟، وهذه واحدة من مشاكلنا حيث أننا لا ننظر إلى ما هو مفيد من سياسات أو قرارات اتخذها المسؤولون السابقون من الذين ترجلوا، فقط يكون تركيز القادمين الجدد هو إلغاء كل ما هو قديم!.
السيد المعتمد هذه القرارات تحتاج إلى إعادة قراءة وتأنٍ، وإذا أردتم أن يكون القرار نافذاً ينبغي أن تنظروا إلى كافة التبعات لترجيح كفة الايجابيات.
نتفق في أن الركشات باتت واحدة من أدوات الجريمة في ولاية الخرطوم وتتفاوت من محلية إلى أخرى، لكن محلية الخرطوم في كل الأحوال الأخف ضرراً من عمل الركشات ليلاً.
أخيراً نقول إذا كان لابد من قرار مثل هذا فإن المحلية مطالبة بحل مشكلة ترحيل الذين يعملون حتى منتصف الليل، وتوفير حافلات أو بصات أو حتى ركشات حكومية، وعدم التخندق عند أقصر الطرق وقفل أضان بطينة وثانية بعجينة، والله المستعان.