رأي

بكل الوضوح

رحيل  نجوم “القاهرة” و”الخرطوم”
عامر باشاب
 
{ مثلما فجعنا هنا  في أرض النيلين قبل يومين برحيل الأديب والكاتب والرائد المسرحي العظيم  “حمدنا الله عبد القادر” الذي رحل تاركا وراءه إرثاً أدبياً  كبيراً في فن  الدراما، يضم العديد من الروائع  المسرحية ذات القيمة المضافة التي انطبعت في ذاكرة المتلقي السوداني، وستظل بتميزها الإبداعي علامات  بارزة في تاريخ الدراما السودانية  أشهرها (خطوبة سهير)  
{ وبعد ساعات قليلة من رحيل صاحب خطوبة شهير فجعنا برحيل الهرم الصحفي القدير “عبد الله عبيد” الذي سخر قلمه لأكثر من خمسين عاماً للدفاع عن قضايا الوطن وخدمة المواطن. 
{ بالأمس فجعت (أم الدنيا) وصدمت الخرطوم  برحيل الأديب والروائي والصحافي المخضرم “جمال الغيطاني” الذي  انتقل إلى رحمة مولاه بعد تاريخ حافل بالعطاء المتميز في مجال الإبداع الكتابي من أشهر أعمال الروائية الدرامية (الزيني بركات) (وقائع حارة الزعفراني) (التجليات) (متون الأهرام).
{ والروائي المتصوف “جمال الغيطاني” من المبدعين العرب الذين ربطتهم علاقة مودة رائعة الجمال بوطنه الثاني السودان، وربطته صداقات نبيلة مع كثير من رموز الفكر والإبداع  السوداني من بينهم الأديب العالمي الراحل “الطيب صالح” والأديب “عبد القادر الكتيابي” وأيضاً تربطه صداقة بالزميل الصحفي “أمير أحمد السيد” (رئيس تحرير مجلة فضاءات). 
{ ومن الأشياء التي تؤكد معزة  الراحل “الغيطاني” لبلادنا   حديث صحفي  قال فيه : (بالنسبة لنا السودان بلد مركزي في الثقافة العربية، البعض تؤرقه الآن قضية المركز والأطراف، خاصة أولئك الذين يشعرون بالنقص لفقر تكوينهم الثقافي وضموره نتيجة المحاذير العديدة التي يعيشون في إطارها أو تفرضها عليهم ظروف الفقر الثقافي التي لن يعادلها أبداً أي ثراء مادي، السودان بلد له خصوصية ثقافية فريدة. وأهم عناصرها التنوع الشديد. إنه مركز عريق للثقافة العربية وقاعدة لإشعاعها في أفريقيا، وقد انعكست الخصوصية في الإبداع المكتوب بالعربية، في إبداع الطيب صالح، خاصة بندر شاه، ومريود، ودومة ود حامد).
{ من الأشياء التي جعلتنا نحن أهل السودان  نحب “جمال  الغيطاني” ونفرد له مساحات معزة خاصة في قلوبنا روحه المتصوفة وقلبه العاشق للصوفية، ويظهر ذلك في معظم كتاباته الأدبية وعن الصوفية وتأثيرها في نفسه  يقول الغيطاني: (الصوفية بعد موجود في تكويني، وتجربة صالحتني على نفسي وعلى الوجود، وأنهت القلق الذي كان داخلي عنه) . ويضيف  بأن الذي لم يطلع على الشعر والنثر الصوفي تكون معرفته بالأدب ناقصة، باعتبار أنه ينقصه بعد روحي عميق، خاصة أن الأدب عندما يرق يزداد عمقاً).
{ وضوح أخير:
{ أخيراً نكرر عبارات  الإعلامية المصرية  “منى سليمان” وهي تنعي  “الغيطاني” بالقناة المصرية على الهواء قائلة: برحيل الروائي “جمال الغيطاني”  لم نفقد أديباً فحسب، ولكن تفقد القاهرة القديمة عاشقاً لكل حجر ومؤرخ وراوي لحكاياتها.
{ (إنا لله وإنا إليه راجعون).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية