من وحي الأخبار

أمسيات الخرطوم

لو كنت مكان والي الخرطوم الفريق أول ركن مهندس “عبد الرحيم محمد حسين” وأركان حربه في الوزارة أو السادة معتمدي المحليات، لنظرت فيما أنظر إلى جانب إشكالات النظافة وتنظيم الأسواق وغيرها من شواغل الخدمات والأمن، إلى الجهة الايجابية قلت أو كثرت في المشهد العاصمي وأعني به صفة الأمن والأمان التي تجعل الخرطوم من أفضل المدن من حيث السلام واستقرار الأمن العام مقارنة بكثير من عواصم الإقليم وهو أمان جعل عادة ممارسة الجري في الصباحات على شارع النيل من العادات الثابتة في برامج عدد من الدبلوماسيين الأجانب بالسودان وهو فعل يعجزون عنه حتى في بلدانهم !
كثيراً خاصة في أمسيات (الخميس) و(الجمعة) تتحول عاصمة النيلين إلى بلد يضج بالأسمار العائلية، وقلت أكثر من مرة إن المتنفسات الأسرية والساحات على قلتها تكتظ بآلاف الأسر التي تخرج في جماعات بشكل جميل تنتشر من أم درمان إلى الخرطوم وبحري وأطراف جبرة. وقد صارت تبعاً لهذا مساحة مثل الساحة الخضراء إلى مكان جميل وملتقى سوداني جذب إليه رواد المناشط والمعارض، فامتزج اللهو النبيل بالوعي ليشكلا ملمح حياة جيدة اللحظات وقياساً على ازدياد أعداد الخارجين من الأسر فإن الحاجة تلزم السلطات بتطوير تلك الأماكن وتحسين بيئتها وابتكار أفكار إضافية لجعلها معالم وطنية وسياحية جاذبة.
شارع النيل الذي صار من المحطات الجامعة لمختلف الأجيال يستخدم ويستغل حتى الآن في الجزء الممتد من أمام أخر نقطة مما يلي القصر الجمهوري إلى مدخل كوبري المنشية، واعتقد مع الامتدادات الملحقة به التي مدته إلى أنحاء الحتانة بمحلية كرري مروراً بطابية أم درمان اعتقد أنه من المفيد أن يتم استغلال الكورنيش العريض والشريط النيلي بما يوسع مساحات الاستفادة وفي الأمر عوائد لصالح الترفيه عن المواطن ومظان عوائد استثمارية ومداخيل وتطوير لمفاهيم تحسين الأداء السياحي والمكتسبات فيه.
لقد  تغيرت كثير من العادات والمتجول في شوارع العاصمة ليلاً يلحظ جنوح الناس للسهر وانتظام حركة السير لساعات متأخرة، وبالتالي يمكن توظيف عدد من البرامج والمناشط الثقافية المصاحبة حتى في الأحياء وبعض المواقع بما في ذلك قلب الخرطوم ووسطها مثل شارع القصر الذي بقليل جهد وأفكار خلاقة يمكن أن يكون شارعاً حياً على مدار اليوم، بدلاً من تركه مظلماً كمعبر فقط للقاصدين أم درمان أو الداخلين منه لمناطق الخرطوم جنوب.
ميزة وايجابية التفكير في تحولات مثل هذه أن  إشكالات تنظيم المكان وشواغل الخدمات في المناطق الحيوية ستتحسن تلقائياً لأن هناك استثمارات ناهضة ولأن هناك شكل أنشطة يرتقي تلقائياً بما حوله ولذا أظن الولاية والمحليات بحاجة فعلية للنظر في قولنا هذا بما يحقق مقاصد الصالح العام وليتم التجريب ثم نقيس النتائج.
أقول هذا وعيني تحديداً وقصداً على الأخ الرائع “مجدي عبد العزيز” معتمد أم درمان، والرجل شاب خلاق وصاحب مبادرات ذكية وقد طرح في مفتتح تكليفه أفكاراً في ذات الاتجاه واعتقد أن آم درمان جغرافية وفكر وتاريخ وإنسان يمثل نموذج السودان عموم تصلح لأن تكون ميدان الاختبار والسبق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية