مجرد سؤال ؟؟؟
والله على ما أقوله شهيد
رقية أبو شوك
(ايش يكلف الحج عندكم في السودان) …. هذه العبارة سمعتها كثيراً من حجاج الكثير من الدول الإسلامية لحج العام 1436ه حيث كنت بينهم … فعندما أحكي لهم عن التكلفة بالسودان يندهشون لأن تكلفتهم عالية جداً مقارنة بكلفة السودان وخلال استطلاعي معهم عرفت بأن تكلفة الحج بالسودان هي الأقل حتى كنت أمزح مع البعض وأقول لهم: (خلاص السنة الجاية تعالوا الحج من السودان).
فالحج كما أشرت في مساحة سابقة ، شعيرة عنت ومشقة ومهما قدمت وقدموا لك من خدمات فإنك ستكون متعباً وقد تيقنت تماماً وأنا أؤدي شعيرة الحج هذا العام بأننا كنا جميعاً مخطئين ،عندما نتحدث عن القصور الذي يحدث ونتحدث عن الإطعام وغيره من الخدمات التي تقدم للحجاج، ونرمي باللائمة على الجهات المسئولة عن الحج ولكني الآن شاهدت بنفسي ،وقلت للكثيرين الذين تحدثت معه (والله إلا الزول يمشي ويشوف براهو حتى يقتنع)… وجدت الإطعام متوفراً خلال اليوم كله، بل ويكون لك الخيار في الذي تريده وتشتهيه نفسك وجدت الفواكه بكل أنواعها والعصائر والشاي والقهوة على مدار الـ(24) ساعة … اندهشت وأنا في منى قبل أن نذهب لعرفات بالترتيبات الجميلة التي تمت من قبل الجهات المعنية بأمر الحج في السودان … مخيمات السودانيين تم إعدادها على طراز خمسة نجوم وقد كان الحجاج يشتكون في الماضي … المخيمات تم إعدادها إعداداً جيداً وهذه شهادة مني لله وللتاريخ … المكيفات والمراتب حيث وضع اسم الحاج على فراشه حتى لا يتغول عليها الآخرون أما في عرفات . فالمخيم الواحد يحوى 8 مكيفات (اسبلت واستاندر) حتى أننا لم نشعر بسخونة الأجواء وهذا هو الجديد في حج هذا العام كما أكد لنا المدير العام للإدارة العامة للحج والعمرة المطيع محمد أحمد في الحوار الذي أجرته معه (المجهر) قبل عرفات استعداداً لعرفات ومنى… شاهدت الحركة الماكوكية مابين مكة ومنى وعرفات من مسئولي الحج حتى ينعم الحجيج بالراحة التامة وكذا الاسعافات التي أعدت لنقل المصابين جراء الكسور التي أصابتهم بمكة والمدينة … أبلغوهم بذلك حتى يطمئنوا بأن يصلوا عرفات ويؤدوا الشعيرة (فالحج عرفة) … البصات كانت متوفرة كل بص يحوى 47 حاجاً لا يتحرك البص إلى المشعر المعين إلا بعد أن يتأكد أميره بأن العدد وبالاسم قد اكتمل بل كان يتصل بالذي لم يحضر ثم ينتظره أو يذهب في حين يعتذر الطرف الثاني من الذهاب … كان معظم الأمراء ينادون الحجيج المسئولين عنهم لرمي الجمرات ولكن البعض من الحجيج يصر للذهاب بمفرده ويقدم اعتذارا للأمير … كنت أتابع ذلك وأشاهد وأسمع بنفسي دون أن يخبرني به أحد وكنت كثيراً ما أقول هذه ترتيبات أعدت من قبل الجهات المسئولة بالسودان والمملكة وهنا يتم التنفيذ
فالمهمة صعبة لشعيرة تعب ومشقة فأنت لا تستطيع أن ترضي كل الأطراف مهما اجتهدت، فمثلاً عندما يتأخر البص دقائق معدودة تجد من يثور ويتضجر وهذه طبيعة البشر فالإنسان خلق عجولاً ولكنه ما يلبث أن ينسى ويضحك ويعتذر.
فالتكلفة إذا قمنا بتوزيعها فنجدها لا تسوي شيئاً مقابل ما يقدم … فالإطعام هنالك غال جداً وكذا السكن والإيجارات وقد أجريت جولة سريعة لمعرفة أسعار السكن والإيجارات في موسم الحج وحمدت الله كثيراً وتذكرت الحجاج الفرادى الذين يعانون ما يعانون بحثاً عن مكان يحتضنهم لأن البعض منهم يكون على حساب الحجاج ولأن السودانيين معروفون بالجود والكرم فيقومون باحتضانهم ورعايتهم مثل ما حدث في تدافع منى حيث فتحت مخيمات السودانيين لاحتضان الموتى والمصابين حتى كانوا موضع إشادة من قبل جميع الحجاج … كانوا يتدافعون لمخيمات السودانيين بحثاً عن قارورة ماء بارد تطفئ عطشهم وخوفاً من ضربات الشمس. فالسودانيون كانت لهم بصمات في ذلك. كيف لا ونحن أهل علي دينار وكسوة الكعبة ومحمل الحجاج وشجر نميري يعرفه الحجاج بعرفات.
ومن هنا وعبر هذه المساحة أشكر جداً القائمين على أمر الحج بدء من وزارة الإرشاد والأوقاف والإدارة العامة للحج والعمرة وكل شركاء الحج الذين سهلوا المهمة لشعيرة نحسب أنها صعبة للغاية وأن تعظيمها يعتبر من تقوى القلوب، ولأن تعظيمها من تقوى القلوب أقول للحجاج وكل الذين ينوون الحج آو يتحدثون عن الحج والقائمين على أمره لا تلتفتوا للصغائر لتثنيكم عن جلائل الأعمال.
فحتى عندما حدث التدافع بمنى فهذه إرادة الله وليس للبشر يد فيها فالله سبحانه وتعالى اختارهم وهم خيار من خيار من خيار فميتة مثل هذه الكل يتمناها ولكن الله سبحانه وتعالى اصطفى لها.
وللحجاج اسأل الله لهم الحج المبرور وللذين ينوون نسأل لهم الاستطاعة وللسودان اسأل الله له التوفيق والسداد.