القائم بالأعمال الأمريكي يلتقى بأمانة الحوار الوطنى
تقديم مساعدات أم محاولة للبحث عن معلومات
تقرير – نزار سيد أحمد
بمبادرة منها، طلبت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة في القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم السفير “جيري لاينر” مقابلة الأمانة العامة للحوار الوطني، في خطوة وصفها الكثيرون بالإيجابية سيما أن للولايات المتحدة علاقات واسعة مع قيادات الحركات المسلحة والقوى السياسية الممانعة للحوار، وبالتالي يمكن أن يكون لقاؤها بالأمانة العامة بارقة أمل في دفع تلك الأطراف للتقدم إلى الأمام في طريق الحوار الوطني الذي انطلق بمشاركة (93) حزباً وحركة، ولعل أنصار هذا الرأي يعتقدون أن إدارة “أوباما” تريد أن تضع لها بصمة واضحة في السودان تمحو بها الصورة السيئة من التعامل مع بلد لم ير من أمريكا سوى العداء، إلا أن آخرين يرون عكس ذلك، ويشيرون إلى أن لواشنطن إستراتيجية واضحة المعالم وأنها ليس لديها ما تقدمه للسودان على الأقل في الوقت الراهن، وهؤلاء يستندون في تفسيرهم لمجريات الأحداث بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” الذي ربط حدوث أي تقدم في الملفات بين البلدين بإنهاء الأزمات والحروبات في مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور، وبالتالي لقاء القائم بالأعمال بأمانة الحوار لا يخرج عن كونه لقاء من أجل الحصول على معلومات فنية بشأن الحوار.
{ اتصالات أمريكية
الأمين العام للحوار الوطني البروفيسور “هاشم علي صالح” خرج على وسائل الإعلام عقب الاجتماع الذي جمع الأمانة بالقائم بالأعمال الأمريكي وهو أكثر تفاؤلاً بما يمكن أن تقدمه واشنطن من أعمال تدعم الحوار الوطني، وقال البروفيسور “هاشم” إن الإدارة الأمريكية وعدت بمساعدة الأمانة العامة، وذلك بتكثيف اتصالاتها بالحركات المسلحة المختلفة من أجل إقناعها بالحضور إلى السودان والانخراط في عملية الحوار الوطني التي انطلقت. وأضاف “هاشم” إن سفارة واشنطن طلبت هذا اللقاء من أجل الحصول على المعلومات الأساسية بشأن الحوار الوطني وكيفية إدارته، وأبدى الأمين العام للحوار أمله في أن تنجح السفارة الأمريكية في تجميع الحركات المسلحة في جسم واحد يسهل عملية التواصل معه من أجل الوصول إلى طاولة الحوار. وأشار “هاشم” إلى أن للولايات المتحدة الأمريكية ممثلة في سفارتها بالخرطوم جهوداً واضحة نأمل في مضاعفتها من أجل إنجاح الحوار الوطني.
{ مبدأ الشفافية
القائم بالأعمال الأمريكي السفير “جيري لاينر” في حديثه عقب الاجتماع مع الأمانة العامة للحوار أكد أنهم مؤمنون بأهمية إعمال مبدأ الشفافية والوضوح بشأن الحوار الوطني، وذلك من أجل مصلحة الشعب السوداني. وأشار إلى أن هناك أشياء مهمة يجب توفرها لإنجاح الحوار، لكنه بالمقابل لم يكشف عن تلك الأشياء، بيد أنه قال إنهم سيكونون متابعين لما يحدث من تطورات حول الحوار.
{ إحساس بالتقدم
عضو آلية الحوار الوطني المعروفة بـ(7+7) “بشارة جمعة أرور” علق على لقاء القائم بالأعمال الأمريكي مع الآلية بالقول إن واشنطن أحست بأن الحوار الوطني يمضي إلى الأمام بكل قوة وثبات بفضل الالتفاف الكبير الذي وجده من القوى السياسية السودانية، وبالتالي كان لابد لها من المساهمة في هذا العمل، وقال في حديثه لـ(المجهر) إن لقاء القائم بالأعمال بالأمانة العامة للحوار يندرج في إطار الاستماع إلى الترتيبات الفنية والإدارية لأعمال الحوار، والنظر لما يمكن أن يقدموه لإنجاح الحوار، ونفى أن يكونوا في آلية الحوار قد تقدموا بأي مقترحات للأمانة العامة لتدفع بها في اجتماعها بالمسؤول الأمريكي، مشيراً إلى أن الأمانة تعلم تماماً بواجبها الذي تقوم به. وعدّ “أرور” حديث واشنطن عن قيامها باتصالات مع الحركات المسلحة خطوة إيجابية، لكنه عاد وحذر من أن تحاول أمريكا فرض شروط الحركات على الحوار.
{ اختبار جدية
عضو المجلس الوطني والمحلل السياسي الأستاذة “مريم تكس” أظهرت قناعة كبيرة بنجاح أي تدخل أمريكي في الحوار، وقالت في حديثها لـ(المجهر) إن واشنطن نجحت قبل اليوم في إنجاح مفاوضات الدوحة عندما جعلت الإرادة الدولية تتوحد بأن يكون منبر الدوحة هو المنبر الوحيد، وأضافت إن واشنطن نجحت كذلك في العام 2011م في إحضار قيادات الحركات المسلحة الدارفورية لاجتماع عقد في معهد السلام الأمريكي وأقنعتها بالانضمام إلى وثيقة الدوحة، إلا أن بعض الأطراف حالت دون ذلك.. ومضت “تكس” في حديثها وقالت إن أمريكا تشعر في الوقت الراهن أن الاتحاد الأفريقي فشل في تحقيق السلام في السودان، بجانب كونه فشل في إيجاد اختراق بعملية الحوار الوطني وإقناع الحركات بالحضور إلى الخرطوم أو حتى إقناع الحكومة بقبول المؤتمر التحضيري. ورأت “مريم تكس” أن واشنطن من خلال حديثها عن إقناع الحركات تريد أن تسد ذرائع الحكومة نحوها بأنها لا ترغب في إحداث سلام في السودان، ومضت إلى أبعد من ذلك حينما أشارت إلى إمكانية أن تكون خطوة واشنطن هذه مرتبطة بشكل أو بآخر بالتفاهمات بينها والحكومة السودانية بما يعرف باختبارات الجدية.. (أمريكا تريد أن تختبر جدية الحكومة بشأن الحوار الوطني، والحكومة تريد أن تختبر جدية أمريكا في تحقيق السلام في السودان).