بكل الوضوح
واعتصموا بحبل الله جميعاً
عامر باشاب
{و الحوار الوطني تنطلق فعالياته نطلب من المشاركين فيه من كافة مكونات الشعب السوداني وفي مقدمتهم قادة الدولة و زعماء التنظيمات والأحزاب السياسية المشاركة والمعارضة أن يجتهدوا في إنجاح هذا الحوار حتى نخرج بلادنا من نفق النزاعات والخلافات التي أخرتنا عن ركب التقدم الأممي
{ يجب أن يعمل الجميع على إنهاء أسباب التنازع التي أدت للشقاق والاختلاف والفرقة ،من ثم ندعم كل ما يساهم في إنجاح التفاهم والوفاق والوطني .
{كما يجب أن نعلم بأن الاختلاف والخصومة نهايتهم الفشل والخسران والاتفاق والتصالح يفضي إلى النجاح في الأمور الدنيوية وفوز في يوم الحساب.
{ وعبر المساحة القادمة أهدي المؤتمرين عن تبيان ما وجدوه عن التنازع في موقع (الشبكة الاسلامية) تحت عنوان (ولا تنازعوا فتفشلوا)
{ورد لفظ ( التنازع ) في القرآن الكريم في سبعة مواضع، وورد لفظ ( الفشل ) في أربعة مواضع، وجاء الربط بين اللفظين في ثلاثة مواضع، قوله تعالى: { حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر } (آل عمران:152)
في موقعة أُحد؛ وقوله سبحانه: { ولو أراكهم كثيرًا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر } (الأنفال:43) وذلك في غزوة بدر؛ ثم قوله: { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } (الأنفال:46) ولنا مع هذه الآية الأخيرة وقفة .
والتنازع: التخالف والاختلاف والتخاصُم. والفشل: الوهن والإعياء والجبن وانحطاط القوة، مادية أو معنوية .
فقوله تعالى: { ولا تنازعوا فتفشلوا } إخبار واضح، ونهي جازم، وسنة ثابتة، يدل على أن الفشل والتراجع – على مستوى الأمة أو الأفراد – إنما مرجعه إلى التنازع والاختلاف؛ إذ العلاقة بين الأمرين علاقة تلازمية، كعلاقة السبب بالمسبَّب تماماً، لا تتخلف إلا إذا تخلفت سُنَن الحياة الكونية، كأن تصبح قوة الجاذبية إلى السماء لا إلى الأرض !
ولما كان التنازع من شأنه أن ينشأ عن اختلاف الآراء والتوجهات، وهو أمر مركوز في الفطرة والجِبِلِّة البشرية، بسط القرآن القول فيه ببيان سيئ آثاره، ومغبة مآله، ورتب عليه في الآية هنا أمرين: الفشل { فتفشلوا } وذهاب القوة { وتذهب ريحكم } والفشل في الآية هنا على حقيقته، إذ يعني الفشل في مواجهة العدو ومدافعته؛ وذهاب الريح في الآية، كناية عن ذهاب القوة، والدخول في حالة الضعف والوهن .
على أنَّه من المهم هنا حمل ( الفشل ) في الآية على معنى أعم وأوسع، بحيث يشمل الفشل في أمور الحياة كافة، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بحيث لا يقتصر الفشل على ساحات القتال فحسب
وحاصل القول في الآية: أن الاختلاف والتنازع عاقبته الفشل والخسران، وأن التعاون والوفاق سبباً للفوز والنجاح في الدنيا والآخرة؛ والقارئ لتاريخ الأمم والشعوب – بما فيها تاريخ أمتنا الإسلامية – لا يعجزه أن يقف على العديد من الأحداث والشواهد التي تصدق ما أخبر به القرآن الكريم. وصدق الله إذ يقول: { واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا } (آل عمران:103)
{ نسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه مصلحة السودان وشعبه الأبي