*رئيس حركة تحرير السودان (الثورة الثانية) "أبو القاسم إمام الحاج" في قبضة (المجهر)
* “البشير” لازال مطالباً بالمزيد من القرارات والإجراءات
*لا نثق حتى الآن في الحكومة وقد حضرنا بضمانات الحوار
*جئنا لنضع النظام في امتحان حقيقي
*لا نريد أن نتعجل بالحكم على الحوار وهذه هي ملاحظاتي
على الحكومة أن تتحمل تبعات فشل الحوار
حوار – نزار سيد أحمد – يوسف بشير
رئيس حركة تحرير السودان (الثورة الثانية) “أبو القاسم إمام الحاج آدم” الملقب بـ(أقراص) من مواليد “زالنجي” 1974م حي (كنجومية)، درس الابتدائي والوسطى والثانوي بزالنجي وفيها كانت بداياته الاجتماعية والرياضية وبعد ذلك السياسية. تلقى تعليمة الجامعي بجامعة “جوبا” كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية 1996م وحصل منها على درجة البكلاريوس مرتبة الشرف في مجال الإحصاء والدراسات السكانية، حيث كانت جامعة “جوبا” بمثابة المحطة الأولى في مجاله السياسي، إذ التحق منها مباشرة بالميدان في العام 2003م، حيث نشط في عدة جبهات، وكانت أول مهمة رسمية له هي مسؤول الشؤون السياسية بحركة تحرير السودان، ثم عمل مستشاراً لرئيس الحركة للشؤون السياسية، وشارك في جولتين من جولات المفاوضات الخامسة والسابعة بعد “أبوجا”. وقع بعدها اتفاقية “طرابلس” في نوفمبر 2006م والتي شارك بموجبها في الحكومة كجزء من اتفاقية “أبوجا” للسلام ومنها تقلد منصب والي ولاية غرب دارفور، والتي بعدها خرج للعمل المسلح من جديد ليشكل مع آخرين حركة تحرير السودان الثورة الثانية. التقته (المجهر) بعد حضوره للخرطوم ومشاركته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني، ووضعت أمامه الكثير من الاستفسارات حيث أجاب عليها في مساحة الحوار التالي:
{كيف جاء حضوركم للبلاد والمشاركة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني؟
-نحن تمت دعوتنا من الحكومة بوساطة من الرئيس التشادي “إدريس دبي”، وقد جرى نقاش كبير قبل الوصول إلى السودان، والآن مثلما ترى نحن في السودان وشاركنا في اللقاء ووضعنا الحكومة السودانية في اختبار حقيقي .
{تريد أن تقول إن وساطة الرئيس “إدريس دبي” هي التي قادتكم؟
-قناعتنا وإرادتنا الوطنية هي التي شجعتنا على الموافقة لحضور الجلسة الافتتاحية.
{كيف تنظر للإجراءات والقرارات التي أعلنها رئيس الجمهورية بخصوص الحوار الوطني والتي مهدت لوصولكم للمشاركة؟
-في اعتقادي أن الرئيس “البشير” لازال مطالباً بالمزيد من القرارات والإجراءات فيما يتعلق بقضية الحريات وإطلاق سراح المعتقلين والمحكومين، كذلك لابد من اتخاذ خطوات عملية أكثر وضوحاً، حيث أننا لا نزال نسمع ونتابع أن النظام يمارس الكبت في منع السياسيين من السفر ومصادرة الحريات. هناك معتقلون وقمع، هناك قادة معارضة صودرت جوازاتهم، ونعتقد أن مثل هذه الممارسات تحتاج لمعالجات عاجلة، ولابد أن تتوفر الضمانات بعد الآن، عبر مؤتمر الحوار برئاسة “البشير”، عموماً الكرة الآن في ملعب الحكومة.
{ألم تكن هناك مخاوف من الحضور إلى أرض الوطن، أم أن الضمانات التي أطلقها الرئيس كانت كافية؟
-نحن حضرنا لنضع النظام في امتحان حقيقي، ولنرى هل سيخاطب هذا الحوار جذور الأزمة السودانية أم هو حوار كسابقيه ينتهي مثلما انتهت الاتفاقيات التي وقعتها الحكومة مع بعض الحركات. والآن نحن جزء من آلية الحوار ومن حقنا العودة لقواعدنا لوضع مزيد من الترتيبات، والعودة مرة أخرى.
{هل تقدمتم بأي شروط مسبقة للانضمام لطاولة الحوار؟
-لم نضع أي شروط على حضورنا، وجئنا للحوار بقناعة لمناقشة مختلف القضايا.
{حسناً: من خلال ما شاهدته الآن وشاركت فيه هل تعتقد أن الحوار الحالي يمكن أن يفضي إلى نتائج إيجابية تنهي أزمة البلاد؟
-نحن حضرنا وشاركنا لكننا لا نريد أن نتعجل ونحكم على الأشياء من بداياتها، لذلك دعونا ننتظر حتى يبدأ التداول والنقاش حول القضايا المطروحة.
{برأيك هل تعتقد أن فترة الثلاثة أشهر كافية لحسم القضايا المطروحة على طاولة المحاورين؟
-هذا الأمر يرتبط بشكل مباشر ويتوقف على مسارات الحوار.
{كيف تنظر لعدم قبول الحركات المسلحة المشاركة في الحوار؟
-هناك تحفظ وتخوف من هذه الحركات نتيجة لتجاربها السابقة مع الحكومة، والمثل بقول (من جرب المجرب حاقت به الندامة). ونحن عندنا تجربة وأتينا للمرة الثانية، باعتبارها فرصة تاريخية كي نعبر عن مواقفنا في قضايا البلاد، والحوار الوطني ليس بديلاً للمنابر التفاوضية الأخرى بخاصة في المناطق ذات الخصوصية كالمنطقتين، ونأمل أن تكون البداية مناقشة القضايا التي تهم المواطن السوداني بجانب قضايا الحكم والدستور والحريات وتسوية آثار الحرب .
{ما هي ملاحظاتك على ما جرى من خلال الكلمة التي تقدم بها رئيس الجمهورية؟
-ملاحظاتي أنها بداية جيدة ومطلوبة لكنها تفتقر لمزيد من الخطوات الإيجابية التي تمهد لحوار حقيقي يقود إلى نتائج تحقق تطلعات الشعب السوداني الذي ينتظر ويراقب عن كثب ما يجري الآن من نقاشات.
{هل جرى لقاء بينكم ورئيس الجمهورية على هامش هذه المشاركة؟
-نعم التقيت بالرئيس “البشير” وتبادلنا النقاش حول الكثير من القضايا، واتفقنا على تكملة المناقشات في وقت لاحق.
{هل كان هناك أي التزام من الرئيس “البشير” تجاهكم خاصة وأنكم الوحيدون من الحركات الذين لبيتم الدعوة؟
-نعم، الرئيس وعد بتنفيذ كل مخرجات الحوار إذا اتفق الناس عليها.
{هل تثقون في الحكومة لتنفيذ مخرجات الحوار؟
-إلى الآن لا نثق في الحكومة، وحتى اللحظة لم نتوصل لاتفاق، فقط حضرنا بضمانات الحوار.
{ما خطوتك القادمة في حالة عدم تهيئة الحكومة للأجواء ؟
-فلتتحمل الحكومة تبعات ذلك.
{هل ستظل متواجدا ً في السودان أم ستعود أدراجك إلى حيث أتيت؟
-حضرت ليوم واحد بعده سأعود إلى “انجمينا” وهناك ترتيبات أخرى، لكنني سأنطلق مباشرة في إجراء اتصالات مع الإخوة في الحركات المسلحة الأخرى، لأعكس لهم ماجرى ولنرى ما يمكن عمله خلال الفترة القادمة.
{هل تتوقع انضمام حركات أخرى للحوار؟
-هذا يتوقف على جدية القضايا المطروحة في الحوار، والإجراءات التي تتبعها الآلية.
{هل تركتم من ينوب عنكم لمتابعة جلسات الحوار؟
-لا، ولكن سوف يصل من ينوب عنا خلال الأيام المقبلة.
{بموافقتك على دعوة الحوار الوطني، هل يعني هذا انسلاخك من الجبهة الثورية؟
-أنا رئيس لحركة تحرير السودان، الثورة الثانية.
{أعرف، ولكن للجبهة موقفاً معلناً من الحوار؟
-لست منسلخاً منها، ولكن وجودي هنا لا يعبر عن موقف الجبهة الثورية.
{إذن أنت الآن خارج حسابات الجبهة الثورية؟
-لا أمثلها.
{بدخولكم للحوار هل يعني هذا تخليكم عن المفاوضات؟
-الحوار الوطني ليس بديلاً للمنابر التفاوضية الأخرى بخاصة في المناطق ذات الخصوصية كالمنطقتين، ونأمل أن تكون البداية مناقشة القضايا التي تهم المواطن السوداني، بجانب قضايا الحكم والدستور والحريات وتسوية آثار الحرب.