تقارير

الحوار الوطني مأزق أم مخرج؟؟

غاب “الصادق” و”جبريل” و”عبد الواحد” وحضر “مسار” و”أبو القاسم إمام” و”ندى القلعة” و”تراجي مصطفى”
الحزب الاتحادي صراع الأجنحة والمساومة في الدقيقة الأخيرة
هل يتنازل “البشير” عن مجلس الوزراء لصالح القوى السياسية؟؟
حديث السبت
يوسف عبد المنان
تبدى فشل النخب السياسية في بلادنا شاخصاً للعيان ومؤتمر الحوار الوطني الذي يبدأ جلساته اليوم تغيب عنه أحزاب لها وجودها في الساحة السياسية وجماعات تحمل السلاح ترفض دعوة الرئيس “البشير” لحوار وطني بلا وسيط أجنبي، أو شروط مسبقة.. وبدلاً من توحيد الحوار السودانيين مزقهم أكثر.. باعد بين الأخ وأخيه وتصدعت الجماعات المسلحة لمؤيدين للحوار يأتون اليوم (محمولين) على جناح رئيس دولة تشاد التي أصبحت (وكيلاً) عن بعض القوى السودانية، ودولة جنوب السودان (وصياً) على آخرين ومصر (أباً) لجماعات سياسية أخرى تحتضنها القاهرة وتمدها بأسباب البقاء بعيداً عن وطنها.. كل ذلك وقد أصبح الحوار نفسه (مأزقاً) بدلاً من يكون حلاً لما استعصى من المشكلات والقضايا.. واليوم تنعقد أولى جلسات الحوار الوطني بقاعة الصداقة بالخرطوم، ولن تنتهي جلسات الحوار وغلق الأبواب بنهاية جلسات اليوم، كما يقول المهندس “إبراهيم محمود حامد” نائب رئيس المؤتمر الوطني الذي تجول في الأسبوعين الآخرين بين القاهرة وأنجمينا بحثاً عن مشاركة الإمام “الصادق المهدي” ومتمردي حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة، بينما لم تبذل الحكومة جهداً في إشراك الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة “مالك عقار”.. ويقول “عوض الله الصافي نواي” القيادي المنشق من المؤتمر الوطني والذي يقود مبادرة أطلق عليها (أهل الشأن) أن الحكومة طلبت منه تسليم دعوة للحركة الشعبية موقعة باسم “زهير حامد” مدير مكتب المهندس “إبراهيم محمود” وأعتذر “عوض الله” عن استلامها.. ولكن رئيس الجمهورية يبعث بالوزيرين د.”فيصل حسن إبراهيم” و”الطيب حسن بدوي” لتقديم الدعوة للقيادي في الحزب القومي السوداني “أزرق زكريا خريف”.. ويطوف “إبراهيم” بين القاهرة وانجمينا من أجل مشاركة “جبريل إبراهيم” و”عبد الواحد محمد نور” و”مني أركو مناوي” والإمام “الصادق المهدي” ويبعث مدير مكتب مساعد الرئيس برسالة لـ”عقار”.. فهل أيقنت الحكومة بأن مشاركة الحركة الشعبية في الحوار الوطني (مستحيلة).. أم تراجعت الحكومة عن عدم اعترافها مبدئياً بالجبهة الثورية، واعتبرت دعوتها لـ”جبريل” و”مناوي” و”عبد الواحد” هي دعوة للجبهة الثورية مع أن الجبهة الثورية يخف وزنها السياسي و(قيمتها) العسكرية حال تجريدها من مكون الحركة الشعبية في المنطقتين!!
إذا كان الحوار الذي يبدأ اليوم بحضور كثيف للقوى السياسية الجديدة في الساحة وهي أحزاب نشأت في السنوات الماضية بعضها شريك في السلطة وبعضها (معارضاً) ولكنها أحزاب مسجلة (قانوناً) ولها الحق في ممارسة أي نشاط سياسي، وتدعي أنها لها وجود وقواعد جماهيرية، مع أن الانتخابات قد كشفت عن (هزال) وضعف بعضها.. ولكن هناك أحزاب قاطعت الانتخابات من حيث المبدأ مثل حركة الإصلاح الآن والمؤتمر الشعبي ومنبر السلام جناح “الطيب مصطفى” كل هؤلاء تختبر جلسات الحوار الوطني اليوم مواقفهم وأطروحاتهم بشأن القضايا الكبيرة والعناوين العريضة، مثل قضايا العلاقات الخارجية والسلام والوحدة والاقتصاد، والهوية والحكم وتنفيذ مخرجات الحوار الذي كان السودانيون ينتظرونه بالصبر والأمل والأشواق ، لوقف الحرب والصراع المقيت حول السلطة، والذي أقعد ببلادنا عن النهوض وجعلها مطية للتدخل الأجنبي حتى غدت أرض السودان تضم في جنباتها أكبر بعثة لحفظ الأمن من قبل الأمم المتحدة في القارة الأفريقية.. ولا يزال الأمل باقياً في دخول اللاعبين الرافضين ولوج ساحة الحوار من القوى التي تحمل السلاح والقوى التي أفواهها كسلاح موجه لصدر الحكومة.
يغيب عن الحوار الوطني اليوم “مالك عقار” عن النيل الأزرق، ويغيب “العمدة” و”هاشم أورطا” ولكن يحضر كمندان “جودة ” و”عبد الرحمن أبومدين” و”حسين أبو سروال” و”خالد أبو العلا”.. ويغيب “عبد العزيز آدم الحلو”.. و”أحمد عبد الله سعيد” و”بثينة دينار” و”أرنو نقولي” وفي قاعة الصداقة اليوم “أزرق زكريا” من الحزب القومي و”دانيال كودي” و”تابيتا بطرس” و”مركزو” و”خميس كجو” و”خاطر أبو رأس عسولة” و”أبو بكر خليفة” و”علي قدوم”.. ويرفض “جبريل إبراهيم” المشاركة ولكن أكثر من أربعة حركات منشقين عنه كل يدعي تمثيل حركة العدل والمساواة التي تمزقت ما بين الدوحة ومعركة كسر العظم الأخير.. ويتمادى “عبد الواحد محمد نور” في لاءات الرفض والتمسك بإسقاط النظام، ولكن من حركة تحرير السودان يأتي “أبو القاسم إمام” وربما “أحمد عبد الشافع” و”بشارة الطيب أحمد بوش” وقادة الحركة الميدانيين الذين تركوا “عبد الواحد” في باريس واختاروا العودة والتفاوض.. ويغيب “مني أركو مناوي” ويحضر “مصطفى تيراب” و”الصادق يوسف”.. ويقف الإمام السيد “الصادق” ما بين المقاطعة والمشاركة، ولكن ابنه العقيد “عبد الرحمن الصادق” يمثل حزب الأمة القومي بخصائص الجينات المهدوية.. بينما أكثر من حزب أمة في الساحة من “نهار” في الضعين إلى د.”أحمد بابكر نهار” في الفاشر إلى “بابكر دقنة” في كسلا، وحزب المرحوم “الزهاوي إبراهيم مالك” الذي آلت زعامته إلى الدكتور “إبراهيم آدم” من قرية أبو كندي ريفي أبو حراز غرب الأبيض.. وأخيراً حزب الأمة بقيادة د.”الصادق الهادي المهدي” المرشح الأبرز لخلافة ووراثة حزب الأمة الكبير الذي تمزق لكيانات صغيرة كلها تعادي الإمام “الصادق المهدي”.. وفي غياب “رشيدة عبد الكريم” و”فاطمة أحمد إبراهيم” وغياب د.”سارة نقد الله” تمثل المرأة في مؤتمر الحوار “سارة أبو” و”تراجي مصطفى” و”ندى القلعة”!! وليس في ذلك مدعاة للسخرية أو الرفض، و”تراجي مصطفى” التي تغزلت في دولة الكيان الصهيوني غفرت لها الحكومة وحزبها مدحها لإسرائيل بعد أن ألهبت ظهر الحركات المسلحة بالنقد الشديد والضرب تحت الحزام وبعثرة الملابس الداخلية وجعلتها عارية في مرآة الشارع السوداني، وحينما تبحث عن الاسبيرات اليابانية الأصلية ولا تجدها فلا خيار من اللجوء للاسبيرات الصينية والتايوانية وكل التقليد!!
{ الحوار وحرب المنطقتين
إذا لم تخطو عملية الحوار التي تبدأ اليوم خطوات جادة نحو وقف الحرب وإغراء الحركات المسلحة بأن المعروض في الداخل (أغلى) و(أثمن) من الذي بالخارج، فإن هذا الحوار يصبح مجرد خطب سياسية وأماني ووعود ومهرجانات تهدر ما تبقى من مال الضرائب وما جادت به إجراءات المالية الأخيرة من عائدات في إيجار القاعدات ويستفيد متعهدي الفول وبلح التيمان وصيونات أفراح الشمالية.. وشركات الليموزين.. وشركات الدعاية والعاملين عليها من الموظفين والمؤلفة قلوبهم من السياسيين.. ويخسر المواطن الذي أنهكته أسعار الدقيق واللحوم وزيت الطعام ولبن الأطفال.. وقضية الاقتصاد الأصل فيها الأزمة السياسية الخانقة التي تعاني منها البلاد.. وفي حال استمرار الحرب لن يكتب للاقتصاد عافية.. بل تسوء الأوضاع يوماً  بعد الآخر.. ولكن هل عملياً يمكن أن يعود “ياسر عرمان” و”عبد العزيز الحلو” للخرطوم لحضور جلسات حوار، ربما أفضت لاتفاق وربما حدث خلاف وانسدت دروب الحلول ولم يبق أمام القيادات التي جاءت من الغابة إلا العودة لمعاودة القتال؟؟ هل تستطيع الحكومة أن تعيد أعدائها للغابة ليقاتلونها حتى لو امتلكت شجاعة ومروءة مولانا “أحمد هارون” الذي حينما اندلعت حرب (6/6) كان اثنان من قادة الحركة والجيش الشعبي المقاتلين يتفاوضون معه في منزله، وهم العقيد “مهنا” والوزير السابق للمياه “تاو كنجلو” وحينما كانت كتائب الدفاع الشعبي تهتف (مولانا فك الزول) رفض “هارون” تصفية “مهنا” و”تاو” وسلمهم للأمم المتحدة لتنقلهم إلى نيروبي، ومن ثم للميدان ليقاتلوا إن كان القتال خيارهم!!
ليس منطقاً أن يعود قيادات التمرد من حاملي السلاح للخرطوم دون اتفاق سياسي وترتيبات متفقاً عليها ووجود (ضامن) بسبب ضعف الثقة ووهنها..
وكان للبروفيسور “حسين سليمان أبو صالح” وهو من حكماء البلاد وقادتها رأياً في كيفية نجاح مؤتمر الحوار الوطني بأن تتوصل الحكومة لاتفاق من خلال مفاوضات مع الجبهة الثورية حول القضايا الرئيسية التي حملت ودفعت الجبهة الثورية لحمل السلاح، وبعد الاتفاق تنخرط الجبهة الثورية أو الحركات التي تحمل السلاح في الحوار القومي للمشاركة برؤيتها في القضايا المطروحة، ولكن حرق المراحل ودعوة هذه الحركات للعودة داخلياً للتفاوض السياسي تشكك في أن المؤتمر الوطني يسعى لإغراق الحوار في لجة مساومات (تروح) معها قضايا المنطقتين (شمار في مرقه) ورؤية البروفيسور “حسين أبو صالح” أقرب للواقع، ولكن من يصغي لأمثال “أبو صالح” من الجالسين في الأرصفة والمراقبين لما يجري في الساحة.
{ الاتحادي وسيولة المواقف
منذ انتفاضة إبريل (1985)م، ظل للحزب الاتحادي أراء وأجنحة متصارعة تساوم في كل القضايا.. وخرج بسبب الصراع السياسي داخل الحزب تيار “الشريف زين العابدين الهندي” وبات د.”جلال يوسف الدقير” زعيماً لهذا الحزب.. ثم أصبح تيار الوطني الاتحادي مصدر عكننة للحزب بقيادة “علي محمود حسنين”.. وتوالت انشطارات الحزب من يوم لآخر حتى أصبح بيت “الميرغني” نفسه متصدعاً ما بين “محمد الحسن الميرغني” وابن عمه الناطق الرسمي باسم الحزب، ولكن في كل مرحلة من مراحل تصدعات الاتحادي يستطيع مولانا “الميرغني” لملمة أطراف الحزب وجمع المتناقضات و(تخويف)البعض وإغراء الآخر حتى بات “الميرغني” بعيداً عن الوطني وفوض سلطاته وصلاحياته في الحزب لأبنه “الحسن” الوريث الذي (قبض) السلطة بكلتا يديه وأخذ في قطف الرؤوس التي تمادت في نثر أدب (العكننة) في الحزب.. وقبل أيام معدودة من عقد جلسات الحوار مارس الاتحادي الديمقراطي لعبته القديمة بتبادل الأدوار والمساومة والضغط على المؤتمر الوطني من أجل نيل مزيد من المكاسب، والحزب الاتحادي بعقلية التاجر الذي يعرف متى يرفع من شأن بضاعته ومتى يبخس ما يعرضه عليه الآخرون.. صدرت تصريحات من السيد “حاتم السر” مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي لمنصب الرئيس في الانتخابات قبل الأخيرة، و”حاتم السر” ظل صامتاً وبعيداً عن الساحة السياسية وهو من كبار الاتحادي الرافضين للتقارب مع المؤتمر الوطني، وجاء في حديث “حاتم السر” الذي ورد في الصحافة.. أنهى القيادي ذائع الصيت بالحزب الاتحادي الديمقراطي المرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية في السودان “حاتم السر” حالة العزلة التي اختارها لأكثر من عام معلناً تأييد حزبه الدعوات لعقد مؤتمر حوار وطني جامع لا يستثنى أحداً، ولكنه شكك في نجاح مبادرة الحوار الوطني الحالية ووصفها بالمعيبة وبرأ الحزب من المشاركة في ترتيباتها مراهناً على أن الإصرار عليها بشكلها الراهن سيعيد إنتاج الأزمة، وشدد “السر” على ضرورة وجود الحركات المسلحة والأحزاب المعارضة في مبادرة الحوار، كاشفاً عن حزمة خلافات بين الاتحادي والمؤتمر الوطني حول كيفية ونوعية الحل المطلوب للأزمة السودانية، وقال “حاتم السر” إن حزبه مستعد للمساعدة في إنجاح عملية الحوار الوطني الشامل المفضي لحل الأزمة السودانية، ولكن في إطار مختلف مما يجري حالياً، وفسر بقوله لا بد ن توفر إرادة صادقة لتحقيق الوفاق وأن يكون هناك استعداد من قبل الحكومة لدفع استحقاق الوفاق واستعداد لتهيئة المناخ للحوار بالجدية المطلوبة، وليس بالمظاهر الاحتفالية وإيكال الأمر لأفراد وجهات بلا طعم ولا رائحة لها، وجاءت تصريحات “حاتم السر” متوافقة مع ما جاء في بيان “إبراهيم الميرغني” ولكن في ذات الوقت فإن قيادات الحزب المفوضة من مولانا ” محمد عثمان الميرغني ” لملف التفاوض مع المؤتمر الوطني كالقيادي “أحمد سعد عمر” كانت مجهدة في عمليات التحضير للمؤتمر الذي يبدأ أعماله اليوم، بل “أحمد سعد عمر” قال في اللقاء المغلق بين وفد حكومة السودان، برئاسة المهندس “إبراهيم محمود حامد” والرئيس التشادي إنهم في الحزب الاتحادي يتطلعون لأن يلعب الرئيس التشادي دوراً في إقناع الحركات الرافضة للحوار.. بينما الروافض في طرقات الاتحادي الديمقراطي ومفاصله يجهرون بمواقف قريبة من مواقف المنشقين من الحزب، مثل السيد “التوم هجو” الذي بات يتحدث باسم الجبهة الثورية كثيراً رغم إنه لا يزال عضواً في الحزب ولم يفصل أو يجمد نشاطه، بل تركه مولانا “الميرغني” في جسد الجبهة الثورية ممثلاً له ولا يتحمل كل تبعات ما يقول ويفعل مثله، و”نصر الدين الهادي المهدي” من حزب الأمة.. فهل مواقف الاتحادي المتباينة تمثل جزءً من تكتيكات الحزب السياسية التي برع فيها طوال مسيرته، ومن خلالها حصد الكثير من الثمرات والنتائج؟؟ أم هي امتداد حقيقي لتصريحات البيت الاتحادي منذ الثمانينات وحتى اليوم؟؟
{ “البشير” ورئاسة الوزراء
في كل يوم تثبت التجربة حاجة النظام الرئاسي لتغييرات كبيرة في الدستور تفتح الباب لمشاركة القوى السياسية وتضخ حيوية ونشاط في جسد الحكومة (المترهل) ويشكل تعديل الدستور الحالي لإقامة نظام مختلط ما بين النظام الرئاسي وبالنظام التنفيذي حلاً لكثير من المعضلات الكبيرة.. وبات وجود رئيس مجلس الوزراء سواء من المؤتمر الوطني في حال فشل الحوار الوطني أو من شخصية يتفق عليها من المعارضة أو من التكنقراط لتولي منصب رئيس مجلس الوزراء ويصبح مسؤولاً عن الجهاز التنفيذي ومتابعة أداء الوزراء والمثول أمام البرلمان، وأمام الرئيس ونوابه ضرورة لها تأييد واسع حتى بين أعضاء المؤتمر الوطني الذين هم أكثر قيادات الأحزاب حيرة، ماذا سيحدث في قادم الأيام إذا فشل الحوار أو حقق نجاحاً.. وتنازل الرئيس عن بعض سلطاته التنفيذية لرئيس مجلس وزراء يتفق عليه يمثل مبادرة قد تجعل الرافضين للحوار من القوى السياسية، وتلك التي تحمل السلاح يقبلون على الحوار، ولن يخسر الرئيس شيئاً ومن حقه الاحتفاظ بسلطته على الوزارات السيادية كالدفاع والداخلية وجهاز الأمن والمخابرات والخارجية، ويترك ما تبقى من الأجهزة التنفيذية لسلطات رئيس مجلس الوزراء خلال فترة انتقالية تنتهي بنهاية ولاية الرئيس بعد (4) سنوات من الآن.. ليدخل الجميع الانتخابات القادمة بروح الوفاق والاتفاق على الثوابت الوطنية، وليس مهماً بعدها هل يصبح “الصادق” رئيساً أم “التجاني سيسي” أم “الطيب مصطفى” أم يجدد الشعب للرئيس “البشير” دورة جديدة تنتهي في عام (2025)م.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية