الديوان

شعراء أثروا الصحافة السودانية وتقلدوا أعلى المناصب التحريرية

من بينهم  “فضل الله محمد” و”مختار دفع الله” و”سعد الدين إبراهيم” و”الحلنقي”
الخرطوم ــ سعدية الياس
عندما يدلق الشاعر حبر مفرداته  على ورق الصحف  يكون قد دق على وتر البوح بسنة القلم الصحفي، منتقياً العبارات التي تدخل الوجدان دون استئذان لاسيما أنهم يبحثون عن  تحرير الناس من زخم الحياة ومشاكلها  ليلعب الإلهام الشعري  دوراً كبيراً في إزاحة  الهموم، نسبة للاهتمام الذي تثيره تلك الأقلام الشعرية في التعاطي مع الممارسة الثقافية وتسخيرها لخدمة قضايا الوطن والمواطن عبر الصحافة اليومية، حيث نجدها زاخرة بـ(زوايا)  الرأي للكتاب الشعراء الذين دائماً ما يتناولون موضوعات يحفها الإبداع لتخرج بأريحية كاملة ويستقبلها القارئ دون أدنى صعوبة، وكم من قارئ استطاع الإبحار في الفن والسياسة والثقافة بفضل خواص إبداعه الشعري  .
صاحب الجريدة
 وشهدت الصحف الورقية قصة ارتباط وحب كبير جمعت شاعر الجريدة بالصحافة، رئيس مجلس الصحافة والمطبوعات الأستاذ “فضل الله محمد”، قضى سنوات طويلة طائفاً في محراب الصحف ينثر عبق كلماته الرصينة والرزينة عبر صفحاتها المختلفة، تحركه عاطفة جياشة وهدوء يصبغ على أشعاره وكتاباته حلاوة مغلفة بجمال الود.  “فضل الله محمد” بدأ قرض الشعر مبكراً منذ أن كان بمدينة ود مدني، وكبرت موهبة الكتابة معه إلى أن صار صحافياً وشاعراً مجيداً.  صاحب الجريدة عاش تعب وقساوة العمل التحريري والصحفي وحلاوته لسنين عدة في صحيفة (الخرطوم) وعمل بها وقتا طويلاً وهاجر معها إلى القاهرة في الأيام التي كانت تصدر من الخارج، وعاد معها للداخل وواصل رحلته في نشر الإبداع بكتابات ظلت تجد إشادة واحتراماً من شتى ألوان الطيف السياسي. شاعرية “فضل الله محمد” طاغية على مختلف تفاصيله ويؤكدها أغلب المقربين من “فضل الله”، وتعد أغنية الجريدة التي تغنى بها رفيق دربه وصديقه الفنان “محمد الأمين” واحدة من أروع أشعاره ويجزم البعض بأنه لو لم يكتب غيرها لكفته.
النشوف آخرتا
وعند انطلاقته في عالم الصحافة اتهمه البعض بأن الكتابة الصحفية حجمت الشاعر بداخل “سعد الدين إبراهيم”، وجاء رده على هذا الاتهام بأن الكتابة الصحفية لم تأخذه من الكتابة الفنية.. والشعر في صناعته وكيميائيته تحاصره، لكن يمكن القول إنها جاءت خصماً على الكتابة المسرحية والروائية، فقد كان واحداً من نجوم القصة القصيرة في السبعينيات.
الشاعر “سعد الدين إبراهيم” من أبرز الشعراء الذين عملوا في مجال الصحافة الورقية، حيث تقلد سابقاً رئاسة تحرير صحيفة (الحرية)، وكان يكتب بطريقة ميزته تماماً عن بقية الكتاب. واختار (النشوف آخرتا) عنواناً لزاويته الراتبة بسبب زوجته التي تضجرت من سؤاله المتكرر في بداية مسيرته ببلاط صاحبة الجلالة، حول العمود الذي يود كتابته فقالت له النشوف آخرة عمودك ده.
حبة فرح
وللشاعر “التيجاني حاج موسى” وكلماته سحر خاص يجعلها أليفة للأذن، وتنتشر أعماله المسموعة على نطاق واسع تدخل حبة الفرح في النفوس. شاعرنا “التيجاني” هو الآخر لديه تجربه ثرة مع الكتابة للصحف، قد لا يكون مثل سابقيه “سعد الدين” و”فضل الله”  إلا أنه يكتب بصورة راتبة في الصحف، وتجد كتاباته رواجاً كبيراً. الشعر والجمال حاضر لدى “التيجاني” الذي يسكب في كتاباته الصحفية شلالاً من الألق. وشغل “التيجاني” منصب الأمين العام لمجلس المصنفات الأدبية والفنية، الأمر الذي وطد علاقته بالإعلام والصحافة تحديداً، ورويداً رويداً دلف لبلاط صاحبة الجلالة وصاغ أعمدته الراتبة بروح شاعر فنان، مقدماً آراء جريئة ونقداً بناءً في مختلف القضايا والمواضيع متجولاً بين الناس بالفرح .
بمداد الحب
لم يتوقف مداد حب الشعراء عند هذا الحد للصحافة فكتب عدد من الشعراء بأساليب تفوقوا بها على الصحفيين أنفسهم، حيث كتب الشاعر “مختار دفع الله” إلى أن وصلت كتاباته إحدى الإصدارات المصرية، وفي السودان كتب في صحيفة (الخرطوم)،  وترأس تحرير عدد من الصحف كان آخرها صحيفة (وشوشة) الاجتماعية. وهناك أيضاً رئيس جمهورية الحب “إسحاق الحلنقي”الذي يكتب بالعسل الشرقاوي، ثم الشاعر “عبد العظيم أكول” و”مدني النخلي” و”المعز عمر بخيت” و”عبد العال السيد” و”نضال حسن الحاج”.
(المجهر) الأكثر حظاً
المتابع للكتاب الصحفيين الشعراء يجد أن صحيفة (المجهر) تحتضن أكبر عدد منهم،  حيث يكتب بها شاعر عن حبيبتي بقولكم وشاعر تباريح الهوى وشاعرة قصيدة أنا بكرهك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية