الحوار الوطني .. العبرة بالنتائج
تبدأ بعد غدٍ (السبت) بالخرطوم جلسات مؤتمر الحوار الوطني بمشاركة عدد من الأحزاب والقوى السياسية والحركات المسلحة، بحضور ضيوف على مستوى عالٍ من دول الجوار ومفوضية الاتحاد الأفريقي وممثلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية .
وأعلنت لجنة (7+7) أنها وضعت في برنامج الجلسة الافتتاحية كلمة للسيد “الصادق المهدي” رئيس حزب الأمة القومي، وتوقعت مشاركته إن لم يكن في الجلسة الأولى ففي الجلسات التالية .
وفي رأيي وكما ذكرت هنا أكثر من مرة أن عودة الإمام “الصادق” للبلاد مهمة وإستراتيجية لاستدامة السلام والاستقرار السياسي، عودته قيمة مضافة لمظهر وجوهر الممارسة السياسية في البلاد وحتى وإن لم يشارك بمؤتمر الحوار الوطني .
كما أن ما يتمخض عن هذا المؤتمر هو الأهم، سواء شارك “الصادق المهدي” أو “فاروق أبو عيسى” أو”محمد مختار الخطيب” أو لم يشاركوا، فالمسألة ليست احتفالية ولا مراسمية بروتوكولية، والقضايا مواضع الخلاف بين المؤتمر الوطني الحاكم وأحزاب المعارضة وعلى رأسها حزب الأمة القومي معلومة للجميع، وقد كانت مثار نقاش (داخلي) في دوائر وأجهزة الدولة خلال السنوات الماضية في إطار عملية الإصلاح والتغيير، وهي متعلقة بصورة أساسية بالعدالة والحريات ووقف الحرب وتحقيق السلام .
ولهذا فإن المطلوب من عضوية المؤتمر ولجانه التأسيس لمرحلة سياسية جديدة تستوعب تلك الرؤى وتتجاوز نقاط الاشتباك السياسي، وصولاً لنقطة التلاقي السياسي التي تجمع ولا تفرق، وحينها يقرر غالب أهل السودان إن لم يكن جميعهم بأن مؤتمر الحوار الوطني قد حقق (على أرض الواقع)، غايات طال انتظارها وتطاول الحديث في منابر الداخل والخارج عنها .
العبرة بالنهايات .. بالنتائج .. بالأفعال لا بالأقوال .. وإذا كانت بعض قيادات القوى السياسية (المعارضة) تشكك في إمكانية إتيان مؤتمر الحوار بجديد، فإن المحك هو تكذيب هذه المزاعم بإثبات العكس .
وبالتأكيد ليس الهدف الأسمى تكذيب مزاعم (المعارضة) فنحن نعلم أن البعض في السلطة لا يؤمن بوجود معارضة حقيقية في الشارع، ولكن الغاية الكبرى هي تحقيق الأهداف التي دعا من أجلها السيد رئيس الجمهورية لقيام هذا المؤتمر.
وما دام أن الرئيس قد دعا لمؤتمر حوار وطني جامع في الخرطوم، فلا شك أنه يعي أكثر من غيره الحاجة لقيامه ونجاحه في لم الشمل الوطني .
2
لم توجه آلية وسكرتارية المؤتمر الدعوة لرؤساء تحرير الصحف وقادة الإعلام ليكونوا حضوراً في جلسات الحوار الوطني، وهذا تقصير كبير وعجز بائن في تقدير دور الصحافة المحوري في تقويم مسارات العمل السياسي بصفة عامة، ودعم الحوار الوطني على وجه الخصوص .
هو لو ما جرايدنا دي كان في زول سمع بالحوار الوطني ولا عرف الجماعة بتاعين (7+7) ؟!!
دعواتنا تسبق أمانينا بأن ينجح المؤتمر في ما فشلت فيه سابق المؤتمرات .