عز الكلام
المحروق يروق!!
أم وضاح
خبر صغير من الأخبار التي تتكرر على صفحات الحوادث المليئة بالأخبار من شاكلة قتل وسرق وحرق، لفتتني إليه الصور المصاحبة له، وسحب الدخان تحكي تفاصيل حريق قيل إنه التهم أنابيب مياه جنوب الخرطوم، وكان يمكن أن أكتفي من الخبر بهذه المعلومة لولا (شلاقتي) التي جعلتني أقرأه كاملاً لأكتشف حجم الجريمة التي ارتكبت في حق الوطن والمواطن، حيث جاء في التفاصيل
أن هذا الحريق الهائل قضى على كميات كبيرة من أنابيب المياه التي كانت مخزنة داخل نادٍ بحي السلمة.. ح تقولوا طيب المشكلة شنو أنابيب ومحفوظة في مكان ما ليتم استخدامها للغرض الذي من أجله جلبت إلى هذا المكان؟ أقول ليكم المشكلة شنو.. هذه الأنابيب مخزنة لمدة عامين كاملين رغم أن غرضها الأصلي الذي من أجله تم شراؤها هو تحديث شبكة المياه بمنطقة السلمة التي ظلت تعاني القطوعات كما أحياء الخرطوم المختلفة.. طيب يا جماعة الخير هذه الأنابيب ما وقعت من السماء ولا جاتنا هدية من فاعل خير، بل هي من حر مال الشعب السوداني فلماذا لم يتم استخدامها للغرض الذي من أجله تم شراؤها في التو واللحظة؟ وحتى لو افترضنا أن التحديث سيأخذ زمناً فهل منطقي أن يصل إلى عامين كاملين حتى تتعرض للحريق ده إذا ما كان ما حرق هو نصفها وقد تسللت كمياتها بفعل فاعل (المال السايب يعلم السرقة)؟؟ إذن يا سادة يا كرام ينبغي ألا ينتهي هذا الخبر بانتهاء الدفن، أقصد انتهاء القراءة، وعلى الهيئة القومية للمياه أن تفتح تحقيقاً لمعرفة المتسبب في هذا الإهمال الذي كلف خزينة الدولة شيء وشويات، وإن كنت أشك أن القائمين على أمر إدارة المياه سيحركون ساكناً، لأن الإهمال واللا مبالاة هو العنوان العريض الذي تتعامل به مع المواطن ولم يفتح عمالها ومهندسوها مصرفاً إلا وتركوه شهوراً وأسابيع دون أن يعودوا إليه، وما حفروا حفرة لإصلاح خط أو ماسورة إلا وخلوها لمن تجيب سمك مفتوحة في قارعة الطريق تحيط بها تلال من أكوام الطين التي تحيط بها كإحاطة السوار.. بالمعصم فمن المسؤول عن تحريك أتيام هذه الهيئة لمعالجة الحوادث الطارئة والكسورات التي تحدث؟؟ بالمناسبة في أحيان كثيرة أقول إن الكسورات أفضل ألف مرة من معالجات الهيئة التي هي دائماً من شاكلة العمليات التي تترك ندوباً أكثر قبحاً وألماً من الجرح نفسه.
في كل الأحوال هذا الحريق الذي يرجح كما قرأت في متن الخبر بأنه بفعل فاعل ربما (لهف) ما لهف من الأنابيب وحرق الباقي لتضيع معالم الملهوف.. هذا الحريق يجب أن يفتح ملف الإهمال المتعمد في ممتلكات الدولة التي لا بواكي عليها ولا متابعة، بدليل أن أنابيب بهذا الحجم تخزن سنتين كاملتين دون مبرر رغم أنها استوردت لحل مشكلة عاجلة لا تحتمل التأجيل أو التأخير، وهي مشكلة مياه السلمة، فحتى متى هذا الاستهتار وهذا الهوان وهذه السبهللية في الحق العام؟؟ بالمناسبة المشكلة الرئيسية والسؤال الجوهري يفترض أن يكون: لماذا خزنت الأنابيب سنتين مش الحرقه شنو؟؟
{ كلمة عزيزة
ما زال عرض فيلم المواصلات متواصلاً رغم أنف كل الحلول التي يتباهى بها المسؤولون ويستعرضون عضلاتهم.. حدثتني صديقة أمس أنها اضطرت للوقوف قرابة الخمس ساعات حتى تجد وسيلة تقلها إلى منزلها!! أعتقد أن ملف المواصلات وملف النفايات هما الملفان اللذان وعد الأخ الوالي بحلهما، لكن واقع الحال يقول إن كلا الملفين لم يحدث فيهما أي حراك إيجابي أو ملموس.. الأخ الوالي ذاته الأيام دي ما ظاهر وما عارفين بسوي في شنو!! والحال يا هو ذات الحال إن لم يكن أسوأ، وهذا السوء ينعكس على المزاج العام والحراك العام، فكيف تطالب أمة بالإنتاج وموظفوها يستهلكون طاقتهم مدافرة في المواصلات؟ وكيف تطالب الشباب بالنجاح ولياقتهم تنفد صباح مساء ذهاباً وإياباً من مؤسساتهم التعليمية إلى بيوتهم؟! فيا أخي الفريق ورينا الفهم شنو عندك حلول ولاّ غلبتك؟!
{ كلمة أعز
كتب الأخ والزميل “ود الشريف” في زاويته المقروءة بالزميلة (الدار) أن أم وضاح (اللي هي أنا) تحاول أن تقنعنا أن “طه سليمان” هو فنان الساحة الأول.. وأنا أقول للصديق “ود الشريف” إنني أملك عشرات الدفوعات والمبررات لأقول إن “طه” هو فنان الساحة بلا منازع.. لكن عليك الله أديني سبب واحد وأنت تحاول إقناعنا بأن الشاب “محمد سيد أبو صلاح” فنان!!