بكل الوضوح

أفراح (المجهر).. وأحزان (السودان)

عامر باشاب
 
{ من نعم الله علينا في صحيفة (المجهر السياسي) مناسبات أفراحنا دائماً ما تخرج بمنتهى الوسامة والفخامة، حيث تبدأ تفاصليها وتنتهي بمعيار الجودة والتميز.
{ مساء (الأحد) أول أمس، احتفلنا بزفاف زميلنا الصحفي النشط  “محمد جمال قندول” على المصرفية “ألاء عبد الله”.. وكما توقعنا خرجت ليلة الفرح واحدة من الليالي المجهرية المدهشة، شاركنا فيها حشد من الزملاء الإعلاميين ورجال السياسة ونجوم الفن والدراما، ووثقتها العشرات من عدسات التصوير المبدعة على رأسهم المصور الفنان (التركي).
{ فرح “قندول” أخرجنا سريعاً من دوامة الأحزان التي أدخلنا فيها فريقا القمة الكروية السودانية “الهلال” و”المريخ” بهزائمهما النكراء المفاجئة  والقاسية التي أخرجتهما من البطولة الأفريقية (الأندية الأبطال) وأحرجتنا وأذلتنا كسودانيين.
{ بكل بساطة وباستهتار وعدم مسؤولية من اللاعب السوداني  (الهلال طار والمريخ لحق به في المطار).. والغريب العجيب أن الإعلام الرياضي للفريقين قبل حوادث الطيران يعيشونك في أجواء من الأحلام والأوهام.. يجعلونك مطمئناً بأن أبطال الهلال وأبطال المريخ في قمة الجاهزية للانقضاض على الفريق الخصم والفوز عليه بكل سهولة ويسر، وعندما تأتي لحظة الحسم داخل المستطيل الأخضر نفاجأ بأن (الجاهزية) تحولت إلى (جنائزية)، والأبطال تحولوا إلى أشباح وأخيلة مآتة.
{ يبدو أنه كتب علينا أن لا نفرح بانتصار كروي خارجي له قيمة يحققه أحد فرق القمة عندنا.
{ والله العظيم مفردة (قمة) هذه لا يستحقها لا (الهلال ولا المريخ) بمستوياتهما المتدنية والمتذبذبة. 
{ يبدو أنه كتب علينا أن نعيش على ماضي ذكريات الإنجازات الكروية لفرق القمة عندما كانوا بحق وحقيقة قمة في كل شيء، إدارة وتدريباً ولعيبة (أدب وذوق وفن وكورة).. أما إداريو ولاعبو هذا الزمان الأغبر فليست لديهم القدرة ليعودوا بنا إلى طريق الأمجاد الذي سلكه إداريون أفذاذ وضعوا خارطة طريق الانتصارات الخارجية،  ولاعبين حققوا بأقدامهم المستحيل وصنعوا لنا تاريخ كروي مشرف مازلنا نتباهى به حتى الآن أمام الأمم.
} وضوح أخير
{ إداريو وأقطاب فرق القمة في الخارج ينفقون الملايين لجلب المحترفين لكي يسعدوا الملايين.. أما إداريو وأقطاب فرق القمة عندنا ظلوا يصرفون المليارات على لاعبين محترفين في الفشل (مضروبين) ليجلبوا لنا الفضائح والأحزان المحمولة جواً.