"الكفرة" قبل "صنعاء" .. ويا حليلك يا بنك فيصل !!
1
ما تكشّف بالصور والوثائق عن محاولة اقتحام مدينة “الكفرة” الليبية بواسطة قوات من حركات دارفور المتمردة، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك تورط هذه الحركات في حرب الفصائل الليبية، ووقوفها بالجند والسلاح إلى جانب اللواء المتقاعد “خليفة حفتر” الذي يمثل حقبة ظالمة وسابقة من عهد الرئيس القتيل “معمر القذافي” .
والوضع إذ ذاك، لا يستقيم أن تقف حكومة السودان بجيشها واستخباراتها العسكرية وجهاز مخابراتها الوطني، متفرجة على سقوط المدن الليبية القريبة من الحدود السودانية في أيدي مجموعات مسلحة معادية للسودان .
وإذا كان السودان قد شارك بسلاح الطيران في تحالف (عاصفة الحزم) ضد الحوثيين في اليمن البعيدة، وأعلن النائب الأول للرئيس الفريق أول “بكري حسن صالح” قبل أيام عن استعداد حكومة السودان لإرسال (لواء) من القوات البرية لطرد الحوثيين من مدن “اليمن”، فإن الأولى والأوجب أن ترسل “الخرطوم” (لوائين) وليس واحداً لمساندة قوات الثورة الليبية في “الكفرة” والمدن المجاورة، لأن اجتياح “الكفرة” بسلاح “حفتر” المدعوم من أمريكا وأوربا، يعني اجتياح جديد لإقليم دارفور بقوات “مناوي ” و”عبد الواحد” و”جبريل” .
“الكفرة” قبل “صنعاء” .. انصروا الثوار قبل أن يتعملق “حفتر” ويصبح (القذافي 2)، وتعود دارفور لمربع الحرب الأول بعد أن تراجعت الحركات، وتجرعت كؤوس الهزائم وفرت من الإقليم إلى ليبيا .
2
قبل أكثر من (5) شهور، أقالت اللجنة المفوضة لمجلس إدارة بنك فيصل الإسلامي، أقالت المصرفي المخضرم والإداري الأنجح المدير العام “علي عمر”، وإلى يومنا هذا فشلت إدارة البنك في تعيين بديل للمدير المقال بحجة أنه (طول) وقضى ثلاث دورات!!
والمانع شنو إذا كان أنجح مدير عام لبنك سوداني ؟! وهكذا تقول التقارير والجوائز التي أحرزها بنك فيصل في عهد “علي عمر”.
لا تربطني بالرجل أدنى علاقة، ولم يحدث إطلاقاً أن زرته في مكتبه ولا بيته ولم أقابله غير مرة واحدة عابرة في “بورتسودان” بحضور معظم مديري البنوك الذين زاروا البحر الأحمر بدعوة من الوالي “أيلا” قبل عدة سنوات .
لكن سيرة الرجل تسبقه، ويكفي القفزات التي حققها البنك وعجزها عن تحقيقها بنك آخر كبير استجلب مديراً (أجنبياً) ونائب مدير أجنبي، بحثاً عن نجاحات، مع أنه كان أصلاً بنكاً (حكومياً) رابحاً وناجحاً، فتدخل السماسرة وباعوا البنك بدعوى أنه خاسر!!
مسكين الشعب الذي تباع بنوكه لرجال أعمال (نكرات) لا يعرف من أين أتوا ..ومتى .. وكيف ولماذا ؟!
ما يهمنا في الصحف أن بنك فيصل كان البنك الأكثر إعلاناً في الصحف الكبيرة والصغيرة، وبأسعار محترمة ومناسبة ويدفع (كاش) وخلال أسبوع .
بنك فيصل كان رابحاً ومتقدماً ومتفوقاً وكان يعلن بـ(نصف صفحة) أولى وصفحة كاملة أخيرة، وفاتورته الشهرية للصحف الكبرى أعلى من بعض شركات الاتصالات، الآن بعد ذهاب ” علي” صار البنك يعلن بـ(ربع) و(تمن صفحة) وفي جرايد ليست أولى ولا ثانية، وبأسعار أقل بالتأكيد !!
في مجال الصيرفة الإلكترونية، بنك فيصل كان الأول وربما الوحيد الذي يقدم خدمات غير مسبوقة بين البنوك السودانية .
لماذا أقالوا “علي عمر” .. بس عشان تم (12) سنة .. كتار تموها في مختلف المواقع وكمان فاشلين ؟!!
يا سيدي المدير العام الشامخ .. تبكيك البنوك .. تبكيك وزارات المالية في الولايات العينوا ليها (أفندية) لا بهشوا ولا بنشوا .. وهم عاوزنهم كدا … وكان مثلك أولى بالوزارة .
تبكيك – كما غنى كابلي – الجوامع الإنبنت ضانقيل !!
وتبكيك الجرايد .. !!
3
قبل شهور قلائل، كانت صحيفة زميلة تكتب لعدة أيام في أعلى ترويستها العبارة التالية: (طبع من هذا العدد أربعين ألف نسخة) !! تكتبها قبل الطباعة مع أن الناشرين ورؤساء التحرير يعرفون أن هذا كذب وضلال، ففي بلادنا وبحال مطابعنا، لا يمكنك التنبؤ بالعدد الذي تطبعه قبل أن تدور الماكينة ولو بخمس دقائق، فقد تطلب (ثلاثين ألفاً)، وعند الرابعة صباحاً يعتذر لك فني المطبعة بأنه لا يستطيع أن يزيد على (عشرين ألفاً) لأسباب فنية وأخرى متعلقة بمواعيد الصحف الأخرى !!
وكنت أعلم بخبرتي المتواضعة، أنها (فورة) مؤقتة مرتبطة بغياب صحيفة كبيرة عن السوق لنحو أسبوعين، صبرنا وانتظرنا و(قطعناه في مصارينا) كما كانت تقول جدتي رحمها الله، وكنا نعلم أن السباق طويل، لا يوم ولا يومين ولاهو شهر ولا شهرين .
الآن .. وبمعلوماتي الدقيقة من داخل جميع المطابع، وطيلة الأشهر الأربعة الأخيرة أستطيع أن أجزم أنه ليست هناك صحيفة سياسية في السودان تطبع أكثر من (20) ألف نسخة باستثناء (الانتباهة) و(المجهر).. ولا غير، وهذه رسالة للمفسدين في سوق الإعلان مزيفي الحقائق للشركات والمؤسسات والبنوك بحثا عن (كوميشنات) أعلى في صحف أدنى !!
كل الصحف السياسية باستثناء (المجهر والانتباهة) أقل من (عشرين ألف)، ونحن في سوق مفتوح والمعلومات فيه متاحة ومباحة، ومعروف أن كم المطبوع أهم مؤشر لنسبة التوزيع، ويتحتم أن تكون من (50%) وإلى أعلى، وإلا فالسجون مكان الناشرين، وهذا معلوم بالضرورة لأي ناشر مبتدئ .
وبعد .. لماذا توقفت تلك الإعلانات غير الدقيقة عن المطبوع أعلى الترويسة ؟!
يا جماعة دايما ما تبدوا حاجة وتخلوها .. وللا ما تعملوها ما دام ما بتقدروا عليها .
وين السفير “العبيد مروح” عشان يورينا تقرير الانتشار للربع الثاني والثالث والرابع، مادام ورانا الربع الأول ؟! دي كانت دايما طريقتو (الملولوة) في إدارة مجلس الصحافة .. غفر الله له .. ولنا .
كل سنة و الشعب السوداني بخير .. كل سنة وانتو تامين .. ولامين .. العفو والعافية .
العيد مبارك عليكم .