رأي

مسألة مستعجلة

فوضى الفتاوى!!
نجل الدين ادم
قبل سنوات خلت خرجت علينا هيئة علماء السودان بفتوى، وأظن مجمع الفقه كمان، بجواز الأضحية بالأقساط.. وعلى ذلك مضى الناس إلى سبيل شراء خراف ضحية بالأقساط، وفرحت الأسر التي كانت في هاوية سقوط بند الأضحية، وأصبح ما خرج به هؤلاء العلماء سنّة نافذة أعانت الناس في تسهيل أمر الأضحية، وفوق كل ذلك حرصت الهيئة على تجديد الفتوى على الناس لتعم الفائدة ويتنزل اليسر.
يوم الجمعة الماضية خرج علينا خطيب مسجد الجامع الكبير الشيخ “كمال رزق” بأنه لا تجوز الأضحية بالأقساط وأن الشرط الأساسي في القيام بها هو الاستطاعة، ومن لم يستطع شراء كبش فليس عليه وزر.
فتوى شيخ “رزق” دخلت المنازل من خلال الحديث الذي أوردته الصحف وأدخل عدداً من الأسر في حيرة من أمرها وأربك حسابات البعض من الذين يعملون بفتوى جواز الأضحية بالأقساط.
 مشكلة الشيوخ أنهم يفتون في أمور حساسة ترتبط بقاعدة واسعة دون أن يتنادوا جميعاً ليتفقوا على فتوى موحدة.. بعض الفتاوى حتى لو اختلف عليه العلماء لا تجد له أثراً كبيراً في المجتمع ذلك أن حيز تطبيقه ليس واسعاً، لكن فتوى كهذه تتعلق بعيد يهم كل المسلمين، وهو عيد الأضحى المبارك، بالتأكيد ستحدث حالة من البلبلة ويفقد الناس الثقة في الشيوخ في ظل فتاوى متعددة لا ضابط لها.
أرجو أن يرحم هؤلاء العلماء المواطنين، وأن لا يزحموا عقولهم بفتاوى مختلف عليها لأن الناس يعدّون هؤلاء العلماء القدوة الحسنة التي يمضون في سبيلها في المسائل الفقهية وغيرها.. فتوى “رزق” التي لم يجوز فيها الأضحية بالأقساط نزلت على الناس وأنزلت عليهم همّاً فوق همّ.. هؤلاء لا يريدون أن تكون الفتوى في اتجاه ما يرغبون بل يريدون فتوى موحدة تزيل عنهم اللبس وتلزم الكافة وليس فتاوى عند الطلب! لكن من يفعل ذلك ويضبط إيقاع الفتاوى المبعثرة؟!
 مجمع الفقه هو الجهة الرسمية المسؤولة عن مثل هذه الفتاوى، وهو مكلف من قبل الحاكم لتبصير الناس، فعلى المجمع أن يبادر ويوضح للناس ولا يجعلهم مرتبكين بين حزمة فتاوى، كل شيخ يدلي بفتواه.. هيئة علماء السودان جسم تطوعي به علماء دين ومتخصصون في الفتوى يفترض أن يستفيد المجمع منهم استفادة قصوى وينسق معهم عند إصدار أية فتوى في مسائل جدلية حتى لا يشقى الناس بهذا الزخم من الفتاوى التي أتوقع أن لا تقف عند الأقساط بل ربما تمضي غداً إلى الفتوى بشأن الأضحية بالوزن وفتاوى في أمور أخرى.
أعينوا الناس أيها الشيوخ الكرام، أعانكم الله ويسر لكم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية