البيان الختامي للزيارة الرئاسية لفخامة الرئيس "يوري كاغوتا موسيفيني" رئيس جمهورية يوغندا للسودان
١ – تلبية للدعوة الرسمية الموجهة من فخامة “عمر حسن أحمد البشير” رئيس جمهورية السودان، لفخامة “يوري كاغوتا موسيفيني” رئيس جمهورية يوغندا، قام فخامته بزيارة رسمية للسودان لمدة يومين رافقه خلالها وفد رفيع المستوى.
٢ – في بداية الاجتماع أعرب فخامة الرئيس “البشير” لفخامة الرئيس “موسيفيني” عن عميق تعازيه القلبية في الوفاة المفاجئة للسيد اللواء “أروندا نياكايريما” وزير الداخلية في جمهورية يوغندا. وطلب فخامة الرئيس “البشير” من فخامة الرئيس “موسيفيني”، نقل تعازي حكومة وشعب السودان لحكومة وشعب يوغندا وإلى أسرة الفقيد.
٣ – عقد الرئيسان خلال الزيارة جلسة محادثات رسمية ضمت كبار المسؤولين من الجانبين وأعقب ذلك عقد اجتماع مغلق للرئيسين، وجرى خلال المحادثات بحث العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك والجوانب والوسائل المناسبة لزيادة تعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية، كما تباحث الرئيسان حول القضايا الإقليمية والعالمية، وتعرضا إلى الأحداث المضطربة في بعض الدول العربية والأفريقية، وأكدا على ضرورة توافق المواقف تجاه تلك القضايا وتنشيط التنسيق السياسي والدبلوماسي في جميع المحافل للتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة والقارة الأفريقية.
٤ – اتفق الرئيسان على استثمار هذه الزيارة الهامة والتاريخية، وفتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما من خلال تجاوز وتذليل كل الصعوبات والعقبات التي تلقي بظلالها على البلدين، استناداً على العلاقات التاريخية والروابط الوثيقة بين البلدين، ولمصلحة الشعبين الشقيقين.
٥ – أكد الرئيسان على رغبتهم في ضرورة تعبئة وتوحيد الجهود الأفريقية بهدف مواجهة مزاعم المحكمة الجنائية الدولية التي لا تتمتع باعتراف عالمي مطلق، وتستخدم من قبل بعض القوى الغربية كأداة لعدائهم ضد أفريقيا وفي إطار مساعيهم المسيسة التي تستهدف القادة الأفارقة.
٦ – رحب الرئيسان بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لإنهاء القتال في جنوب السودان وأكدا الحرص على بذل ما يمكن من جهود لمنع العودة إلى مربع الحرب مرة أخرى. وقد ركز فخامة الرئيس “البشير” على الآثار السلبية والمدمرة لهذه الحرب على كل من السودان ويوغندا، حيث عانى البلدان من إفرازات تلك الحرب وأهمها تدفق مئات الآلاف من اللاجئين إلى أراضيهما.
٧ – أعرب الرئيسان عن استعدادهما للعمل جنباً إلى جنب وتحت مظلة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة للحفاظ على السلام والاستقرار في جنوب السودان والمنطقة بأسرها.
٨ – أشاد فخامة الرئيس “البشير” بنتائج قمة “عنتبي” لدول جوار جنوب السودان وأعرب عن تقديره لدور فخامة الرئيس “موسيفيني” في السعي إلى السلام الدائم في جنوب السودان.
٩ – مشيراً إلى القرارات التي اعتمدتها القمة الاستثنائية التاسعة التي عقدت بلواندا – انجولا في مايو 2015 للمؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات العظمى (ICGLR). ودعا فخامة الرئيس “البشير” يوغندا وجميع البلدان الأفريقية لتصنيف المتمردين السودانيين والفصائل المسلحة كقوى سالبة والتي ينبغي مواجهتها لرفضها التوافق مع عملية السلام في السودان، المتمثلة في الحوار الوطني الذي ابتدره رئيس جمهورية السودان في يناير 2014.
١٠ – اتفق الرئيسان أيضاً على الوسائل المناسبة لتخفيف عبء الديون على السودان، ودعا الدول الأفريقية والمجتمع الدولي العمل على إيجاد وسائل لتخفيف عبء الديون ليس فقط للسودان، ولكن لأوغندا والدول الأفريقية والدول النامية الأخرى بصفة عامة.
١١ – وقد أعرب الرئيسان عن عميق قلقهم إزاء العقوبات الاقتصادية الأحادية المفروضة على السودان والتي تؤثر في معظمها على السودانيين الأبرياء ولها آثار سلبية. وهكذا اتفق الجانبان على بدء حملة سياسية ودبلوماسية نشطة بين الدول الأفريقية والعربية والدول الصديقة الأخرى بهدف إلغاء تلك العقوبات.
١٢ – كما تعرض الرئيسان على القضايا المتعلقة بالحفاظ على الثقافة الأفريقية والمورثات والقيم في مواجهة المحاولات الغربية لفرض قيم أجنبية لا تتوافق معها.
١٣ – عقد البلدان الشقيقان خلال الزيارة مباحثات ثنائية هامة على المستوى الوزاري وعلى مستوى رؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات في البلدين، حيث هدفت هذه المحادثات إلى تعزيز العلاقات الثنائية للبلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
١٤ – خلال جلسة المحادثات الرسمية، وجه الرئيسان وزيري خارجيتهما بتنشيط انعقاد اللجنة الوزارية الدائمة المشتركة برئاسة وزيري الخارجية، ولجنة التشاور السياسي المشتركة برئاسة وكيلي الخارجية والاتفاق على عقدها في أقرب موعد يتم الاتفاق عليه من خلال القنوات الدبلوماسية.
١٥ – في حين تم الاتفاق على إحياء آليات التعاون الثنائي وخاصة فيما يتعلق باللجنة الوزارية المشتركة وآلية التشاور السياسي. وأكد الرئيسان على ضرورة التعاون والتنسيق بين البلدين في المحافل الإقليمية والدولية، وخاصة القضايا ذات الاهتمام المشترك في الاتحاد الأفريقي ومجلسه للسلم والأمن.
١٦ – اتفق الرئيسان على تعزيز ومواصلة التعاون في المسائل الأمنية لصالح البلدين، وقد اتفقا على تنشيط اللجنة الأمنية المشتركة وتعزيز برامج التدريب العسكري في المؤسسات العسكرية للبلدين، فضلاً عن عناصر أخرى للتعاون في المجال العسكري. كما تم التطرق إلى الأخطار الناشئة من انتشار الأسلحة الصغيرة والخفيفة في المنطقة ووسائل مكافحتها والقضاء عليها.
١٧- وجه الرئيسان رؤساء أجهزة الأمن والمخابرات في البلدين على العمل لتعزيز التعاون وتنسيق الجهود في المجالات الأمنية، بما في ذلك استئناف عمل اللجنة الأمنية المشتركة بهدف التغلب على الخلافات الأمنية بين الجانبين. وقد توصل الجانبان إلى تفاهمات هامة متعلقة بالجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والاتجار بالبشر.
١٨- شجع الرئيسان الوزراء المختصين على العمل على توقيع مذكرتي تفاهم بشأن التعاون في مجال التعليم العالي، والتعاون في مجال الشباب والرياضة. وقد اتفق الجانبان أيضاً على الإسراع بإبرام وتوقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الداخلية في السودان ووزارة الشؤون الداخلية في يوغندا.
١٩- وقد اتفق البلدان الشقيقان على بدء آليات عملية لتنشيط وتحسين التجارة والاستثمارات بين البلدين وتأسيس مجلس مشترك لرجال الأعمال.
٢٠- خلال الزيارة ألقى فخامة الرئيس “موسيفيني” محاضرة عن (تطور الديمقراطية في أفريقيا)، في قاعة الصداقة بالخرطوم. وقد تضمن برنامج فخامة الرئيس “موسيفيني” على هامش الزيارة زيارة لجامعة أفريقيا العالمية، وزيارة للكلية الحربية بالإضافة لمنشآت مدنية عسكرية أخرى.
٢١ – قام فخامة الرئيس “موسيفيني” بتوجيه دعوة لفخامة الرئيس “البشير” للقيام بزيارة إلى يوغندا في أقرب وقت مناسب، وقد قبل الرئيس “البشير” الدعوة على أن يتم التنسيق لها من خلال القنوات الدبلوماسية.
بروفيسور إبراهيم أحمد غندور
وزير الخارجية
عن جمهورية السودان
فليمون ماتيكي
وزير الدولة للتعاون الإقليمي بوزارة الخارجية
عن جمهورية يوغندا