د. "التيجاني سيسي" يتذكّر.. يحذّر.. يدق ناقوس الخطر في حديث خاص لـ(المجهر)
قيادات دارفور فشلوا في توحيد الحركات لإنقاذ الإقليم
دارفور على حافة الانهيار الآن والسودان في الطريق
أخشى أن تصبح قواتنا الوطنية قوات لحفظ السلام بين القبائل في دارفور
في هذه الحالة سأتقدم باستقالتي وأعتزل السياسة..!!
حوار – يوسف عبد المنان
في بيت في قلب مدينة زالنجي عاصمة وسط دارفور، المدينة التي تقع على الضفة اليمنى لمجرى مائي عميق أقرب للنهر الثائر..
بيت مثل سائر بيوت المدينة يتألف من عدة غرف من الطوب الأحمر، لا يبدو عليه ثراء الحال ولا أثر السلطة، لكنه يستمد الفخر من التاريخ البعيد والقريب، سلطنة الفور ودمنقاوية “سيسي” التي تعدّ من ركائز الإدارة الأهلية في البلاد.. عند الساعة الحادية عشرة مساءً انقطع الزوار الذين يهرعون لمنزل “سيسي” الدمنقاوي ومنزل “سيسي” الرئيس كما يطلق عليه أهل دارفور.. المنزل بدون حراسات ولا أبواب مغلقة، تدخل وقت ما شئت وتخرج إلى الشارع.. وسوق زالنجي.. بدا الرهق على وجه د. “التيجاني سيسي” للرحلة الطويلة جداً من الضعين إلى نيالا ثم زالنجي.. لكن الوعد الذي بيننا وزميلي وأخي “بكري المدني” جعله يتحدث بصراحة شديدة.. تحدث عن تجربة الحرب في دارفور وهي تجربة شديدة التعقيد اكتنفتها ظروف وانطوت على إسرار وخفايا.. ود. “التيجاني سيسي” يمثل شاهداً على كثير مما جرى.. وكان يُنتظر أن يخوض الانتخابات الرئاسية حاملاً راية حزب الأمة القومي، وربما اتفق على د. “التيجاني” أن يرث الإمام “الصادق” في حزب الأمة.. لكن الدمنقاوي قفز من سفينة حزب الأمة وتركه في عواصف المعارضة والمصالحات وآثر معالجة قضية دارفور التي شكلت عاملاً في تغليب خيار دارفور لمعظم القيادات الدارفورية أينما كان موقعها وكيف كان ولاؤها.. وكيف يفكر “السيسي” الآن بعد سنوات من التصالح مع المؤتمر الوطني، وإن أصبح مساعداً للرئيس في المستقبل؟؟ وهل مسألة الاستفتاء التي نص عليها “اتفاق الدوحة” أصبحت نسياً منسياً؟؟ وهل نتائج الانتخابات الأخيرة تشكل طموح الرجل السياسي وقد انقسم حزبه إلى حزبين؟!
حديث طويل امتد لساعات، حتى قبل بزوغ الفجر.. وأكواب الشاي وقطع فاكهة البرتقال (أبو سُرة) جعلت السمر “طاعماً” والحديث شيقاً، والأسرار تدفقت من بين شفتي الرجل بسلاسة وعذوبة.. فإلى نص اللقاء الذي يمزج بين التاريخ والحاضر ورؤى المستقبل.. فماذا قال د. “التيجاني سيسي محمد أتيم” لـ(المجهر) في هذا الحديث التوثيقي المهم؟!
{ شواهد التاريخ تقول إنك لم تتورط في سفك الدماء سواء في دارفور أو غير دارفور.. وأنت على رأس السلطة الإقليمية في دارفور كيف وصلت إلى هذا الملف؟
_ نرحب بكم في داركم بزالنجي.. شاءت إرادة الله أن أكون من دارفور.. نحن جيل عاش فترة زاهية في تاريخ السودان منذ سنوات “جعفر نميري” في السلطة.. كان هناك حراك على مستوى السودان.. وقد تفاعلت مع هذا الحراك خاصة ما يتعلق بقضايا الهامش.. ودارفور خاصة.. وشاءت الأقدار أن أكون حاكماً عليها.. وهي تجربة جعلتني أتعرف على الكثير مما يجري في الإقليم خاصة ما يختص بالمكونات الاجتماعية للإقليم.. بعد تلك الفترة ذهبت للمعارضة بعد 1989، لكنني في المعارضة أنظر لدارفور كجزء أصيل من السودان رغم أن الاستعمار قد تعمد تركيز مشروعات التنمية في وسط البلاد.
{ لماذا تقول الوسط وكل الحركات المسلحة الطرفية تتحدث عن الشمال؟
_ أنا أقول الوسط.. الشمالية بها أيضاً تهميش.. لو تحدثنا بالاقتصاد التركيز أصبح في الوسط والخرطوم وتم إهمال الأقاليم بما في ذلك الشمال.. لقد ورثنا اقتصاداً مزدوجاً.. إذا كان اقتصاد الوسط رأسمالياً متقدماً وهامش اقتصاده تقليدياً، كان لابد للدولة من البحث عن معادلة لتغيير مثل هذا الواقع لآثاره السلبية الكبيرة جداً التي جسدت الصراع السياسي الآن سواء في كردفان، في مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق أو في دارفور أو أيضاً في مناطق الشمال التي لم يحمل سكانها السلاح خاصة الشمال الأقصى الواقع على الحدود مع مصر.. بعد قيام الحركات المسلحة في دارفور أنا شعرت بأن الاستقطاب بدأ يقوى عوده في دارفور.. استقطاب إثني وقبلي.. وهذه الاستقطابات نخرت في جسد المجتمع، ودائماً الاستقطاب الجهوي ينتهي بالاستقطاب الإثني، والإثنية تنتهي باستقطابات قبلية، والقبلية تنتهي بخشوم البيوت.. هذا هو المسار الذي اختطته قضية دارفور، حتى الاتفاقيات التي وقعت انتهت إلى تشرذمات.. لقد شاركت في اتفاقية (أبوجا) الأولى والثانية.. كنا نقدم النصح لحاملي السلاح وحاولنا توحيد الحركات المسلحة.. رؤيتي أن قيام الثورة في دارفور بحركتين هذا يمثل مدخلاً لاستقطاب يمكن أن يؤدي لتفتيت الحركتين.. قمنا ببعض الجهود مع الإخوة من أبناء دارفور لتوحيد الحركتين من خلال مبادرة طرابلس الأولى والثانية، وهي مبادرة من رابطة أبناء دارفور بالمملكة المتحدة، لكن بكل أسف استمرت انشقاقات الحركات المسلحة.. والغريب في اللقاء الثاني كان أكثر المتحمسين لتوحيد الحركتين د. “خليل إبراهيم”، لكن “عبد الواحد” رفض في ذلك الوقت جهود التوحيد، وحينها غادرت بعد رفض “عبد الواحد” التوحيد مع حركة العدل والمساواة ويقيني أن هذا الرفض تترتب عليه الكثير من الاستقطابات الجهوية.
{ متى تشكلت قناعة أن السلاح لن يحل مشكلة دارفور؟
_ منذ أول يوم.. وأقول لك بصراحة طُرحت فكرة حمل السلاح عندما كنا في القاهرة في بداية التسعينيات، وتبلورت رؤية أن نحمل السلاح نحن ومعنا أبناء كردفان، لكني رفضت الفكرة لأن حمل السلاح يؤدي لاستقطابات سواء في دارفور أو جبال النوبة.. لا يمكن أن تقوم حركة مسلحة في دارفور وكردفان قبل إنهاء الاستقطابات القبلية الموجودة.. أنا قناعتي أن أية حركة مسلحة تقوم سيكون لديها إشكاليات كبيرة.. لقد حاولنا مراراً حل مشكلات الصراع داخل الحركات المسلحة وفشلنا في ذلك.. وعندما كنت في الأمم المتحدة استمررنا حقيقة كتجمع مدني، وأيضاً بالتعاون مع بعض أبناء دارفور الحريصين على توحيد الحركات، منهم الأخ “صديق ودعة” الذي تعرفت عليه من خلال جهوده الكبيرة لتوحيد الحركات المسلحة، وكنت أعلم أنه من الصعوبة بمكان قيام منبر لحل قضية دارفور دون أن تتوحد هذه الحركات، وقد فشلت تجربة (أبوجا) بسبب انقسامات الحركات المسلحة.. هذا هو المدخل الذي جعلنا نهتم بقضية توحيد الحركات المسلحة.
{ أنت كنت في حزب كبير- حزب الأمة- لكن بدلاً من أن تمضي داخل هذا الكيان الكبير لحل المشكلة آثرت الخروج منه والعلاج برؤيتك الشخصية؟
_ الوضع الذي كان قائماً في دارفور جعلني أغلب مصلحة أهل دارفور على مصلحة الأحزاب السياسية مهما كان ذلك، وكان الدافع بالنسبة لي معالجة قضية دارفور التي هي فوق الولاءات الحزبية.. أن نحقن دماء أبناء دارفور وأبناء السودان والمواطنين عامة أسمى بكثير من الولاءات السياسية والحزبية.
{ لماذا قبلت قيادة فصيل دارفور التحرير والعدالة إذا كانت تلك هي قناعاتك؟
– ترددت كثيراً في القبول بقيادة التحرير والعدالة لسبب أساسي، لأنني أدرك حجم التشظي الذي حدث في صفوف الحركات المسلحة، وكنت أحبذ أن يكون القائد من أحد قادة الفصائل التي تحمل السلاح، وفعلاً في طرابلس تم الاتفاق على “عبد الواحد محمد نور” وابتعثنا نحن أربعة إلى باريس لإقناع “عبد الواحد” للحضور إلى طرابلس لقيادة الحركات المسلحة والأربعة هم: شخصي، د.”علي حسن تاج الدين”، السفير “الشفيع أحمد محمد” والفريق “إبراهيم سليمان”.. ذهبت إلى لندن وذهب الإخوان الثلاث إلى باريس، لكن “عبد الواحد” رفض.. وقناعتي أن وحدة الحركات مهمة جداً لحل القضية.
{ لماذا تخلفت عن الرفاق الثلاثة؟
– تخلفت لأن رأيي كان واضحاً جداً بالنسبة لهم، وربما الأخ “عبد الواحد” بوضعه حينذاك يمكن أن يتحسس من وجودي مع المجموعة.
{ هل كانت بينكم غيرة وتنافس؟؟
– لا.. “ما غيرة ولا حاجة”.. أنا كنت قارئاً الموقف صراحة.. وأنا “ما عندي” غيرة من أحد.
{ هل يغير “عبد الواحد” من د. “التيجاني سيسي”؟؟
– هذا السؤال يوجه للأخ “عبد الواحد”.
{ هل شعرت بأنه يتحسس؟؟
– شعرت بأن وجودي مع هذه المجموعة قد يضعه في حرج.
{ أين كان “دريج” من تلك الخطوات؟؟
– “دريج” كان في لندن من حيث الإقامة.. أما كرؤية فقد ذهبنا إليه وشرحنا له الموقف، لكن التركيز على “عبد الواحد” باعتباره الرجل الذي له قدر من القبول من كل الفصائل، وما كان “دريج” مطروحاً أصلاً لقيادة الفصائل.
{ هذا المخاض السياسي الكبير الآن نتيجته دارفور في حالة سيولة كاملة؟؟
– حالة السيولة جاءت من الحركات التي تشظت.. تشظت على أسس إثنية وقبلية، وأيضاً إستراتيجية الحكومة لمقاومة التمرد.. صحيح أن حركة تحرير السودان قامت برئاسة “عبد الواحد” ونائبه “خميس” والأمين العام “مني أركو مناوي” في وقت دارفور كان بها استقطاب (عرب وزرقة)، واستفادت الحكومة من هذه التناقضات وقامت بتسليح القبائل العربية لمقاومة التمرد.. هذا هو الاستقطاب الإثني الذي حدث.. وتباعدت الفجوة بين القبائل العربية والأفريقية، لكن دائماً الاستقطابات الإثنية تتعرض للانهيار.. واستمر الوضع لسنوات ثم بدأت التحالفات الإثنية في التصدع.. تحالفات “الزرقة” أخذت في الانهيار، وتحالفات القبائل العربية كذلك، وبدأت الحرب داخل هذه المكونات.. وهذه مسألة طبيعية جداً.
وحالة السيولة جاءت من هذه الحالة.. أية قبيلة عندها حركة، وأية حركة مسلحة هي واجهة لقبيلة.
{ ماذا حدث في باريس بين “عبد الواحد” والقيادات الثلاث التي ذهبت إليه؟؟
– “عبد الواحد” رفض مقابلة هؤلاء، لكنهم التقوا الفرنسيين الذين طالبوهم بنسيان “عبد الواحد” والبحث عن شخص آخر لقيادة دارفور.
{ لماذا قالت باريس ذلك؟؟
– هي النصيحة التي قالتها وزارة الخارجية الفرنسية للمبعوثين الثلاثة كما نُقلت لنا من هؤلاء الأخوة.. عدنا لطرابلس بهذه النتيجة.. جاءني الأخ “إبراهيم سليمان” وطلب مني أن تتوحد الفصائل تحت قيادتي، لكني رفضت لأنني جئت لتوحيد القيادات لا يمكن أن أصبح قائداً لها.. ونقل “إبراهيم سليمان” ذلك الرأي للفصائل.. وخلال اجتماعين قال البعض “إذا لم تقبل لن تكون هناك وحدة” والمسألة (ستنهار)، وأنا فكرت في الأمر ووضعت أمامهم شروطاً.
{ ماذا يمثل “إبراهيم سليمان”؟؟
– كان من الناشطين في التجمع المدني، وكان له منبر يتحرك من خلاله والأخ “الشفيع”.
{ لم تذكر في حديثك مطلقاً د. “علي الحاج” هل كان بعيداً عنكم؟؟
– د. “علي الحاج” في بون.. لم يكن هناك اتصال بيننا وبينه في إطار هذا النشاط السياسي صراحة.. لأننا بدأنا الحركة كتجمع مدني مقيم في بريطانيا وتجمعات مدنية في الداخل.
{ هل كان “إبراهيم سليمان” و”الشفيع أحمد محمد” يتحدثان من خلال تفويض منحهما إياه النظام أم يتحركان برؤيتهما الخاصة؟؟
– والله أنا لم أسألهما هذا السؤال، لكن كنت أعتقد أن رؤيتهما هي رؤية أخوتنا الناشطين في التجمعات المدنية بدارفور.. وأيضاً من الطبيعي حينذاك أن يكون النظام في الصورة!!
{ أبرز شروط وضعتها لرئاسة الحركة؟؟
– أولها أن لا تنكفئ على دارفور، لأن ذلك يعني مزيداً من التنافس المحلي، وهذا يؤدي لمزيد من الخلافات، ونحن منهجنا لمعالجة هذا الأمر ينبغي أن يكون منهجاً قومياً.
{ لو عرضت عليك الرئاسة لأسباب قبلية باعتبارك (فوراوي) هل كنت مستعداً لهذا الدور؟؟
– كنت سأرفض.. لن أقبل اعتلاء وظيفة في هذا البلد على أساس قبلي على الإطلاق.
{ القبلية أمر واقع؟؟
– نعم هي كذلك، وأنا أفتخر واعتز بانتمائي للفور، واجتماعياً أتواصل مع الإخوان في القبيلة مثلما أتواصل مع الآخرين.. لكن لا يمكن أن أخلط العمل السياسي مع القبلي.. لا يمكن أن أزج بالقبيلة في عمل سياسي.. اللحظة التي أشعر فيها أنني أمثل الفور في عمل سياسي سأعتزل السياسة.
{ الوحدة التي سعيت إليها تصدعت؟؟
– تصدعت بسبب الاستقطابات، وأثناء التفاوض فقدنا بعض الأخوة.. جزء من الإخوان في الحركات المسلحة (نفسهم حار شوية) وأيضاً أعمارهم صغيرة.. ومقاتلون في الميدان.. الشخص المحارب الذي يحمل البندقية قد لا يفطن في بعض الأحيان لبعض القضايا السياسية، وهذا أدى لفقدان بعض الإخوان في الدوحة.. وحتى بعد العودة للسودان وتوقيع اتفاقية الدوحة حدث أيضاً استقطاب.. لكن الحمد لله تجاوزنا هذه المرحلة، حتى وقع الاستقطاب الأخير وأدى لخروج بعض الأخوة وتكوينهم حزباً آخر.
{ خروج مجموعة “أبو قردة” بسبب الإثنية والقبلية أيضاً؟؟
– (أخذ نفساً عميقاً).. والله شوف.. جزء من ذلك فيه طابع قبلي، وجزء منه طموحات شخصية.
{ رسمت المشهد الدارفوري.. لكن ما هي رؤية د. “التجاني سيسي” لخروج دارفور من حالتها الراهنة.. الأحزاب منقسمة والحركات متشظية والقبائل متصارعة.. إلى أين تتجه دارفور؟؟
– هذا يقودنا لانهيار المجتمع الدارفوري وانهيار المجتمع السوداني بعد ذلك.. الوضع الماثل أمامنا، هناك تراجع كبير لدور الدولة في دارفور وهذا مآلاته خطيرة جداً.. الاستقطاب الآن بلغ كل السودان بسبب دارفور.. في دارفور، الوضع القائم لا بد من أن نبدأ ببسط هيبة الدولة.. الدولة بمفهومها الحديث هي التي لها القدرة على فرض القانون بالقوة.. إذا انتفى هذا الأمر سيكون عندنا خلل.. وهذا الذي حدث هو المدخل الصحيح لحل قضية دارفور، تقوية القوات المسلحة والشرطة والقوات الأخرى من احتياطي مركزي وأمن ومخابرات.. أنا مبدأ لا أسمح بقيام مليشيات لأنها تنتقص من دور الأجهزة الرسمية.. مجرد أن تسمح الدولة بقيام المليشيات هذا يعني أنها دولة غير قادرة على حماية المواطنين!!
يجب أن تلعب الأجهزة الرسمية دورها في فرض هيبة الدولة، لا بد أن تبدأ من رئاسات الولايات والمحليات.. ولدينا مشكلة السلاح المنتشر، يجب أن نضع حداً لهذا السلاح بالاتفاق على أسس.. في البداية نسجل الأسلحة ونقننها، ونجمع السلاح من خلال عملية شراء الدولة لأسلحة المواطنين.. هذه هي خارطة الطريق لجمع السلاح.
إذا استطاعت الحكومة بسط هيبة الدولة وجمعت السلاح من المجموعات المسلحة، فنحن بذلك نعبد الطريق لتوحيد المجتمع ونحقق سلاماً اجتماعياً، ونستطيع محاصرة بؤر الصراعات القبلية.. دون ذلك فنحن نسبح ضد التيار، وفي كل يوم يتجدد الصراع القبلي ونرسل القوات للفصل بين المجموعات التي تقاتل بعضها البعض.. أرجو أن لا تكون هي قوات حفظ سلام بين المكونات الاجتماعية المتحاربة.