تدهور مريع للتعليم في محلية الميرم ونقص في المعلمين والمعينات وبيئة سيئة!
التلاميذ يتجهون للعمل في التجارة مع الجنوب
تقرير-آمال حسن
تقع محلية الميرم في الجزء الجنوبي الغربي لولاية غرب كردفان، حيث تحدها من الجنوب منطقة شمال بحر الغزال ومن الغرب ولاية شرق دارفور، وتتكون من ثلاث وحدات إدارية. وتعد المحلية من أكثر المحليات تأثراً بالحرب الأهليةالدائرة في جنوب السودان بحكم الموقع، ومن الناحية الاقتصادية والاجتماعية ظل أهلها يعانون من انعدام الخدمات الأساسية، بالرغم من غناها بالثروة الحيوانية والزراعية، وفي المقدمة من تلك الخدمات التي تفتقر إليها المنطقة هي التعليم الذي يمثل أساس نهضة الأمم، وبه يقاس التحضر والتخلف. ومن هذا المنطلق جاء اهتمام صحيفة (المجهر السياسي) بوضع التعليم بمحلية الميرم الذي بدأ في العام 1970 بحسب رواية معظم سكان المنطقة، وخلال ما يزيد على أربعة عقود من الزمان، منذ أن عرفت المنطقة التعليم النظامي لم يزد عدد المدارس غير واحدة، تتبع للتعليم الخاص، حيث تأسست أول مدرسة خاصة حملت اسم “الفاروق”. أما الآن فعدد المدارس بلغ (13) مدرسة أساس حكومية وثانويتين، واحدة بنين والأخرى بنات وهو موضوع التحقيق، حيث تشهد المنطقة تدنياً في مستوى التعليم الحكومي، إذ تعاني هذه المدارس من نقص في المعلمين والكتاب والإجلاس. ونتج هذا الوضع من انعدام عوامل الجذب للمعلمين وقلة الاهتمام من قبل المحلية، بالإضافة إلى أن البيئة المدرسية سيئة بشكل عام. وتمثل الميرم نموذجاً للعديد من المناطق، سواء في غرب كردفان وغيرها من الولايات، لحالة التدهور في التعليم وغيره من المجالات الخدمية.
تدني التعليم والاحتياجات:
مدير التعليم بالمحلية الأستاذ “موسى عبد الرحمن” الذي تحدث لـ(المجهر) في هذا الشأن، أكد تدني مستوى التعليم، بسبب نقص عدد المدارس وبالمحلية (13) مدرسة حكومية ومدرسة خاصة فقط. وأشار إلى أن عدد التلاميذ والتلميذات (2160) تلميذاً و(1580) تلميذة. وقال مدير التعليم إنه بحسب قاعدة الربط، فإن من المفترض أن يكون عدد المعلمين (139) معلماً، إلا أن العدد الحالي الموجود هو (66) معلماً فقط. وكل مدرسة بها (7) معلمين وفي الريف عدد معلمي المدرسة لا يتجاوز (4) معلمين فقط. وأكد إلى جانب ذلك، وجود نقص في معينات الإجلاس فضلاً عن نقص حاد في الكتاب المدرسي بنسبة (50%). ولخص الوضع بقوله إجمالاً إن هنالك نقصاً حاداً – على حد تعبيره – في معينات التعليم والمعلمين والكتاب والإجلاس، بالإضافة للبيئة المدرسية السيئة.
مشاكل التعليم:
من جانبه أكد مدير التعليم الأستاذ “عبد الرحمن موسى” على مشكلة انعدام وسيلة لحركة مكتب التعليم، وتطرق الأستاذ “عبد الرحمن” في حديثه لـ(المجهر) للأوضاع العامة المضطربة التي تعيشها المنطقة وتأثيرها على العملية التعليمية، فقال: إن انتشار المشاكل القبلية وعدم استقرار الرحل وتجارة الجنوب، قد أثرت سلباً على التلاميذ، الذين يجتذبهم العمل بالتجارة مع الجنوب، وبسبب عدم وجود خريجين بالمنطقة، ومن أبنائها، فإنه يتم تعيين حملة الشهادة السودانية بعد تأهيلهم، كمعلمين في منطقة الميرم.
نقص حادة في المعلمين:
“الحاج حامد عثمان” مسؤول طلاب المؤتمر الشعبي، الذي تحدث لـ(المجهر)، أمن على وجود التدني والتدهور في التعليم ومظاهره، وقال إن هناك تدهوراً في مستوى التعليم بالمنطقة بصورة مريعة، مما يتطلب التدخل العاجل من قبل وزارة التربية والتعليم بالمركز والولاية، من أجل إعطاء أهمية أكبر لأمر التعليم بإكمال النواقص،وتوفير المعلمين والمعينات اللازمة. وأشار إلى أن العملية التعليمية لها ثلاثة أركان المعلم والأسرة والمدرسة، وأن أي خلل في واحد من هذه الأركان، يعني ضعفاً في التحصيل الأكاديمي، سوف ينعكس سلباً على شخصية التلميذ مستقبلاً. واستطرد قائلاً: إن البيئة المدرسية السيئة جداً والأساتذة غير مؤهلين وأغلبهم نساء لا يحملن شهادات جامعية، ومن حاملي الشهادة السودانية، في غالبيتهم،هي بعض من الإشكاليات التي يعاني منها التعليم، على الرغم من جرعات التدريب الذي يحصل عليه أولئك المعلمين والمعلمات، إذ أن عملية التربية عملية معقدة تحتاج لخريجي تربية قادرين على فهم نفسية التلميذ، ومن ثم تعليمه وتربيته وتأهيله.