النشوف اخرتا
أنامل على الجرح
سعد الدين ابراهيم
منذ مدة وأنا أتابع كتابات ثقافية تتضمن طرحاً مختلفاً لا فيه كلاسيكية و(تعسيم) القدامى ولا فيه جموح محموم نحو الحداثة (عمال على بطال)، سواء أكان الكاتب “عوض الكريم مجذوب” أو الكاتبة “نجاة إدريس”.. قبل أيام (الأربعاء تقريبا)ً قرأت لنجاة إدريس في ملف (الصيحة) الثقافي موضوعاً من المسكوت عنه تماماً تحت عنوان (كتابات نسائية يفضحها عطر الجندر)، لامت فيه كاتبات على استسهالهن العمل الروائي فأشارت إلى كاتبة كتبت روايتها حسب اعترافها في أربعة أيام. ووصفت الرواية بأنها ركيكة وممجوجة ولا ترقى إلى وصفها بالعمل الفني.. حقيقة حسدت هذه الكاتبة .. فأنا أكتب رواية (الفكرة المتسلطة) بدأتها في منتصف ثمانينيات القرن الماضي ولا زلت كلما أمسكت بتلابيب الشخصيات .. أجد أنني أهملت المكان حين أعطي المكان حقه انتبه إلى اللغة، وهكذا وانصرفت عنها وكتبت على مدى ثلاث سنوات رواية أخرى (صاحبة الجلالة عفاف). وأنا أسود العمل بعد اكتماله أجد نفسي أعيد الكتابة لذلك فلتسلفني هذه الكاتبة مقدرتها هذه على إنجاز الرواية في سرعة قياسية كهذه، لكنت ملأت المكتبة بالروايات وتفوقت على دكتور “عماد الفضل” في طباعة الدواوين الشعرية، وكذلك صديقي دكتور “شرف”.. انطلقت “نجاة إدريس” في موضوعها فأشارت إلى نقطة هامة في مجاملة العنصر النسائي كأن تكون الكاتبة جميلة الشكل مثلاً أو اعتمدت على رجل (سمكر) لها العمل وخلصت إلى أن الفن فن والكتابة كتابة، لا ينظر إلى نوع كاتبها رجل أو امرأة. وفي ظني أنه حتى بعض الكاتبات المجيدات مثل “استيلا” دخلت عوامل تفرد تجربتها الإنسانية وكونها من جنوب السودان ثم انفصال الجنوب.. أعجبنا اختلاف التجربة وتفردها تقريباً ذلك جعل الجميع ينظرون إلى أعمالها بعين الرضا ولو أخضعت تجربتها لنقد أمين وجاد لاستفادت وتطورت ملكتها .. حقيقة انزعجت عندما صدرت فجأة في سنة ماضية أكثر من خمس روايات لكاتبات ولم أجد متابعة نقدية لكتاباتهن والسبب الأكبر في ظني أنهن لا يقبلن النقد إن مال إلى إظهار بعض المواطن السالبة في نصهن ..وأنهن تعودن على الربت على الكتوف . شاهدت برنامجاً في قناة النيل الثقافية المصرية عن تجربة الكاتبة “أحلام مستغانمي” وهي حسبما عرفت أكثر الكتاب العرب توزيعاً لكتبها، لكن النقاد أوسعوا تجربتها بحثاً وتنقيباً وخرجوا بأنها كاتبة لم تأتِ بجديد وهي لم تكن سوى النصف النثري لنزار قباني ونزار ذاته لم يرحموه ونسبوا كثيراً من أفكارها إلى آخرين.
تحت المجهر:-
في سنة 1997 تقريباً طلبت مني كاتبة جيدة في ظني كتابة مقدمة لروايتها التي تنوي طباعتها فكتبت المقدمة فتضمنت بعض النقد السالب لبعض الأمور الفنية في الرواية.. غضبت ورفضت المقدمة وذهبت إلى كاتب أكثر حنية مني فكتب لها مقدمة ضافية.