رأي

مسألة مستعجلة

مدفعية نواب تشريعي الخرطوم على وزير التخطيط


نجل الدين ادم


تعرض وزير التخطيط العمراني الجديد بولاية الخرطوم سعادة الفريق “حسن صالح عمر” لهجوم بمدفعية ثقيلة من نواب المجلس التشريعي، حول فوضى الأراضي والاعتداءات والتغول الخ..، وانتقاداتهم بأن الوزارة لا تحرك حيال كل ذلك ساكناً، وذلك خلال تداولهم حول بيان الأداء للوزارة.
 طبعاً سعادة الفريق عمل ساتراً وعبرت المدفعية الثقيلة وقدم مرافعة قوية ومعلومات في غاية الأهمية عن المعالجات التي تمت بالخصوص، ففي واقع الحال أن الوزير الجديد غير مسؤول عن الأخطاء والمشاكل التي تحدث عنها النواب وأثاروها، نظراً إلى أنها قضايا مُرحلة من أعوام خلت ولم تحدث في عهده. سعادة الفريق رغم ذلك تحمل المسؤولية وتحدث أول ما تحدث عن وجود مشكلات كثيرة على أرض الواقع ظلت تؤرق الناس، فبدا كأنه أمسك بالملف قبل سنوات خلت وفي الحقيقة هي بضعة شهور لم تمهله حتى من الاطلاع الجيد على كل الملفات، لم ينسَ الوزير في إفاداته حتى المعالجات التي ستتم بشأن مساحات المقابر التي باتت مليئة ولا بديل لها، الوزير تحدث صراحة عن تجاوزات المحليات في الأراضي وكيف أن وزارته تمكنت من استرجاع نحو (2800) منزل تغول عليه.
بداية الإصلاح دائماً ما تبدأ بالاعتراف بوجود المشكلة وليس التستر عليها كما هو معهود عند البعض من المسؤولين، فهذا أول ما فعله الوزير الجديد. وزاد عليه بإشارته إلى خطط إسعافية لمعالجات بعض المشكلات العاجلة. أثلج حديث الوزير صدري وهو يمر على كل ما أثرناه من مشاكل تتعلق بالأراضي والتخطيط وهذه بادرة جيدة تؤكد أن الوزير حافظ لوحه تماماً، وكذلك نلفت نظره إلى مشكلة السكن العشوائي والتي بالتأكيد تعني الانعدام النسبي للأمن وضعف الخدمات وتفشي الأمراض، وغيرها من المشكلات التي لا تقبل إلا بحسم هذا الملف الأهم بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة.
أتمنى أن يستمر سعادة الفريق بذات قوة الدفع التي بدأ بها وأن لا يتراجع إلى الوراء وهنا نحيطه علماً بأن طريق وزارته التي تعني بالتخطيط والأراضي والأخيرة بالتأكيد هي الأهم، لأنها محفوفة بالمخاطر في ظل وجود (لوبيات) ومافيا الأراضي التي لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب، بل تعجبها فوضى الأراضي وضعف المسؤولين ليسرحوا ويمرحوا. هذه نصيحتنا لك سيدي الوزير بأن لا تركن إلى محاولات هؤلاء فإنهم لن يقودوك إلا إلى التهلكة، وفقك الله وأنت تبدأ بالتصحيح من دار الحكومة وتسترد للضعفاء حقوقهم من المحليات وتمضي إلى معالجة كل ما يؤرق المواطن وبالتوفيق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية