قلة الامطار تهدد الموسم الزراعي بشمال دارفور بالفشل
المزارعون ومربو الماشية يتخوفون من نقص الغذاء والعلف
تقرير- الفاشر :محمد زكريا
بدأت تتجمع على الافق العديد من المؤشرات التى تنبئ بتعثر في الموسم الزراعي الحالي، بشمال دارفور، بشقيه المطري والآلي ، وربما تقود الى فشله .و بدا القلق واضحاً على المزارعين ومربي الماشية بالولاية، هذا العام، بعد أن ظهرت نذر فشل الموسم الحالي من خلال قلة الأمطار. وتخوف المزارعون من أن يؤدي هذا الفشل إلي نقص في الغذاء . العم عمر مختار سليمان، نازح من بلدة “كورما” ريفي الفاشر ، يقطن مع أبنائه السبعة، بمعسكر “ابوشوك” للنازحين ، خمسة عشرة كيلو متر شمال مدينة الفاشر ، وهو مزارع ومربي ماشية قال لـ (المجهر) : إنه لا يعي ما إذا كان بمقدوره الحفاظ علي قطيعه من الأغنام والأبقار، حيث أنه بدأ يعاني من قلة في الأعلاف ، بسبب الجفاف وعدم توفر الحشائش، متوقعاً خسارة كبيرة في ماشيته وأغنامه ،ما لم تهطل أمطار كافية خلال هذا الشهر.
وتعتبر ولاية شمال دارفور واحدة من أكبر، ولايات السودان الغنية بالثروة الحيوانية بفضل أراضيها الصالحة للزراعة والرعي ، وتنوع ظروفها المناخية الملائمة لإنبات النباتات وتربية الحيوان، حيث تمتلك الولاية حسب الإحصائيات الأخيرة الصادرة من وزارة الثروة الحيوانية بالولاية ، ما يقارب الـ (خمسة عشر مليون) رأس من الماشية بمختلف أنواعها، منها حوالي سبعة مليون رأس من الضان ،وخمسة مليون رأس من الماعز ومليون ونصف رأس من الإبل بالإضافة إلي أكثر من أربعمائة ألف رأس من البقر. ويقول العم عمر مختار إنه عاد إلي مسقط رأسه ،إحدى القرى القريبة من بلدة “كورما” ،وقام بزراعة مساحات كبيرة بالذرة ،إلا أن قلة الأمطار ، تهدد بافشال العملية الزراعية.
من جانبه قال وزير الثروة الحيوانية بالولاية “أنور اسحق سليمان” في حديثه لـ (المجهر) ،أنه رغم الكميات الكبيرة والهائلة من الثروة الحيوانية بالولاية، إلا أنها في تراجع مستمر ، خلال هذه الأعوام، بسبب ما أسماه بالظروف الاستثنائية التي شهدتها دارفور، والمتمثلة في الحروب وانفصال الجنوب، إلي جانب الجفاف . وأضاف الوزير إن الموسم الزراعي الحالي غير مبشر بالإنتاج، ما لم تهطل الأمطار بكميات كافية في الفترة القادمة ، لافتاً إلي أن التنوع المناخي المتعدد في الأجزاء الغربية من الولاية، قد يسهم في إنتاج كميات كبيرة من الماشية، خلال الفترة المقبلة ،فيما قال رئيس الاتحاد العام للمزارعين بالولاية “صديق ادم بدوي” لـ (المجهر) أن الموسم الزراعي الحالي ينذر بالفشل بسبب قلة الأمطار، وأضاف إنه رغم توفير كافة الإمكانيات لإنجاح العملية الزراعية ،إلا أن الموسم الحالي لم يشهد هطول أمطار كافية، الأمر الذي يشير إلي فشل هذا الموسم . وفي سياق مختلف أشتكي عدد من المزارعين في استطلاع أجرته معهم الصحيفة من قلة الأمطار ،وقالوا أنهم قاموا باستزراع مساحات كبيرة هذا العام، إلا أن الأمطار كانت شحيحة وغير كافية ، مشيرين إلي أن معظمهم يعتمدون على الزراعة المطرية ،محذرين في الوقت نفسه من مغبة فشل هذا الموسم من حيث العملية الزراعية والحصاد. وقالوا أن الأمطار التي هطلت في الجزء الغربي من الولاية أكثر من التي هطلت في الأجزاء الشرقية ،لكنها غير كافية لإنتاج الذرة . وأضاف آخرون أن عدداً من ولايات دارفور قد هطلت فيها أمطار بكميات كافية ،عدا ولاية شمال دارفور، مؤكدين في هذا الصدد عدم وجود أية عقبات أخري تواجه العملية الزراعية خاصة فيما يتعلق بالتمويل ، الذي قالوا أن مؤسسة التمويل الأصغر قد فتحت الباب لجميع المزارعين بغرض التمويل . وكانت السلطة الإقليمية لدارفور ،ممثلة في وزارة الزراعة، قد وزعت خلال الفترة الماضية تقاوي زراعية محسنة للمزارعين بمختلف ولايات دارفور الخمسة، بتكلفة كلية بلغت “مليار جنيه” سوداني . ويأتي ذلك الأمر مواصلة لجهود سلطة دارفور الإقليمية في إطار إنفاذ وثيقة الدوحة لسلام دارفور.