شوارع سوق أم درمان القديمة و (قوات المهدية) و(معركة توشكي) و(تاج الملكة "أليزابيث )
(كرري ) (الصياغ) (التيمان)
أم درمان – تغريد جاد الرب
عراقة مدينة أم درمان جعلت كل ركن من أركانها يتمتع بجذب سياحي دائماً وأنت تسير بين شوارعها وحواريها، تمتلكك الدهشة والرغبة في التمعن في كل التفاصيل امامك خاصة تلك التي تكتسي بعبق العراقة مثل حي “أبوروف” وحي “العرب” و”ود درو”، وحي العمد والمسالمة والعباسية وبانت والفتيحاب) ،وغيرها من الأماكن التي تحتفظ ، بتراثها المعماري القديم رغم ما طرأ عليها من حداثة، ومن الملامح التي تميز أم درمان شوارعها وأزقتها المختلفة ومن بينها شوارع سوقها العتيق (سوق أم درمان). ومن أشهر تلك الشوارع (شارع الصياغ وشارع التيمان وشارع كرري)،
شارع كرري وقوات المهدية
خلال جولة قامت بها (المجهر) بين أزقة سوق أم درمان
التقينا بالعم “يوسف دفع الله الرجوبة” من قدامى تجار سوق أم درمان، والأستاذ “عوض حبيب” شقيق رئيس تحرير صحيفة (المجهر) الأستاذ “صلاح حبيب”، واللذين سردا لنا قصص تسمية هذه الشوارع وتواريخ تأسيسها، وأكدا أن (شارع كرري) الذي يمتد من المحطة الوسطى بوسط أم درمان وحتى يصل حي (العمدة) شمالاً، وأطلقت عليه هذه التسمية نسبة لعبور قوات المهدية في تلك الفترة عبره، وأضاف “رجوبة وحبيب” أن هذا الشارع يضم عدداً من المحال التجارية ويباع فيه عدد من السلع مثل (الخضروات وكافة مستلزمات الأسرة وغيرها)، وكشفاً أن التجارة في هذا الشارع شهدت انتعاشاً ملحوظاً في العام (2003)م وانحصر البيع فيه في الأدوات الإلكترونية، وكانت المنتجات التي تعرض فيه محدودة مثل (التلفزيونات والمكاوي والمسجلات ) ويركز التجار في استيراد تلك الأدوات من “اليابان”، والآن التجارة في هذا الشارع تحولت إلى مجمع للأجهزة الالكترونية بكل تصنيفاتها، وبه قوى شرائية عالية، بجانب إقبال المواطنين الكبير عليه من كل أنحاء السودان، مشيرين الى أن شارع كرري ضم عدد من المشاهير ابرزهم لاعب الهلال السابق “بري” الشهير بـ(القانون)، والكاتب الروائي والأديب الراحل “علي المك”
شارع التيمان.و معركة توشكي
وعن شارع التيمان يقول “عبدالرحمن الجنيد” انه يمتد من سوق (العناقريب) إلى المحطة الوسطى ويقال انه تأسس في العام (1885)، وكشف عن أن تسميته بالتيمان تعود إلى شقيقين ليسا توأمين، بينما أطلق عيهما هذا الاسم نسبة لعدم مفارقة كل واحد منهما للاخر في أي زمان ومكان، وهما “حمزة وعثمان” وكان قد تم أسرهما في معركة توشكي الشهيرة وترحيلهما إلى مصر وهناك عملا بالعطارة وعند عودتهما إلى البلاد أسسا أول محل
عطارة بهذا الشارع الذي أطلق عليه في ما بعد شارع التيمان.
شارع الصياغ وتاج ملكة بريطانيا “أليزابيث
أما (شارع الصياغ) الذي يقع غرب المحطة الوسطى وشرق جزارة أم درمان فحكى “الأمين محمد دفع الله” و”عوض الكريم أحمد” أنه تأسس في العام (1930) ومؤسسوه هم (التبيداب والملاب) وجاءت تسميته بـ(شارع الصياغ) نسبة لتجمع محلات تصنيع المصوغات الذهبية فيه، بيد أن الأمر اختلف حالياً، وأصبح يتم استيراد الذهب إليه، ومن الأشياء اللافتة سابقاً أن بعض الزوار من الخارج كانوا يحصلون على هدايا ذهبية من التجار عند زيارتهم للسوق، وكشفا عن تصنيع تاج من الذهب الخالص لملكة بريطانيا “أليزابيث” ، كهدية لها، وهذا التاج تم تصنيعه بدكان “الحاج محمود كوكو”.