المنتخب الوطني
خسر منتخبنا الوطني السوداني لكرة القدم مباراته أمام القابون (صفر/4) في الجولة الثانية من منافسات المجموعة التاسعة ضمن تصفيات كأس الأمم الأفريقية المقررة نهائياتها عام 2017م وهي المباراة التي خاضها المنتخب السوداني بتشكيلة (مرقعة) ضمت عدداً من اللاعبين الاحتياطيين بالهلال أو المريخ أو لاعبي أندية أخرى، فيما اختفت القائمة الأساسية من أصحاب الخبرات، لأنهم بسلامتهم اكتفوا بادعاء الاعتذار والتمارض لأن المباراة للفريق القومي ولن يسألهم أحد وهم يفضلون الأندية لأنهم هناك يتم منحهم المال والنقد، لذا كان من الطبيعي أن يتخلف كل نجوم القمة عن تلبية نداء الوطن وأضمن لكم لو أن الدعوة كانت للمريخ مثلاً لدورة رمضانية لاقتتل اللاعبون عليها! لكنه منتخب البلاد وحامل رايتها بلا وجيع وهكذا تأتي مبارياته وتنتهي دون أن يشعر أحد بالغضب والاستياء!
البطولة الأفريقية نشاط يحصل الفائزون فيه على مكاسبهم بالتخطيط والإعداد والبذل والعطاء، لا مكان هنا للصدفة أو الكسب بطق الحنك ورفع الأشعار والشعارات وحيث إننا لم نفعل شيئاً سوى الثرثرات، وكل تلك المنتخبات الأفريقية تقوم لمثل هذه المنافسات بقدر كبير من المسؤولية ولا تترك الأمور لتعامل تحس معه أن المنتخب الوطني لا أهل وحسب، وهذا إحساس صار واقعاً بمرور الأيام والسنوات، فلا اللاعبون يأبهون له أو الأندية، ولا الاتحاد ولا الشركات وأصحاب الأموال لأنهم ببساطة قد ينفقون المليارات في التسجيلات ودعم قوائمهم، لكنهم لا يملكون مزاجاً لدفع نصف جنيه لصالح الجميع، وقد حزنت والله وبعض الشركات تسارع لتكريم الهلال والنجمة بمبلغ مليوني لجهة كونهما يمثلان السودان في بطولة الأندية، وهو توجه خاطئ إذ من الأسلم تصويب الأموال والمقدرات للفريق القومي، فلتلك الأندية أقطاب يدعمون ويمولون، بينما انتهى فريق صقور الجديان ليكون فريقاً للمناسبات و(فك الحيرة) مثل مطربي استدراك المواقف بالأحياء الشعبية.
الحق إن الخسارة لمباراة القابون وبالنظر إلى وقائع موضوعية تبدو محصلة متوقعة لمجمل حجم خبرات لاعبينا وشكل الإعداد المسبق ناهيك عن أوجه قصور أخرى تتعلق بالتدريب وحتى إمكانيات بعض اللاعبين، لكن هذا لا يعني أن يستسلم الناس في انتظار معجزة لن تأتي ما لم تقم كل الجهات إلى واجب جمعي لصالح المنتخب الوطني الذي هو فوق الجميع بما في ذلك الهلال والمريخ و”جمال الوالي” والمسألة أكبر من “مازدا” الذي حق له النجاة بنفسه من محرقة النقد الدائم والمستمر، فالقضية أكثر تعقيداً من مجرد تحميل وزرها لشخص واحد، إذ إن هناك مقصرين آخرين لهم دورهم السالب في إشاعة الحروب الرياضية الباردة مرة ضد الاتحاد وتارة ضد اللاعبون، ومرات عديدة ضد أنفسهم، فلا تجعلوا المدير الفني للمنتخب السوداني طلبة لانتقامات أغلبها نابع من تصنيفات رياضية وانطباعات تتولد عنها أحكام نهائية.
إن كنتم جادين في انجاز رياضي في مجال كرة القدم، فإن المطلوب إصلاحه كثير ومتعدد والأهم من هذا أنه معروف.