عز الكلام
ليس في الأمر عجب!!
أم وضاح
في مداخلة هاتفية على برنامج الـ (أف. أم) الصباحي بقناة النيل الأزرق صباح (السبت) الذي يقدمه البروف “عبد اللطيف البوني”.. وبالمناسبة الرجل بجلوسه على مقعد التقديم في قناة كان يعتقد البعض في وقت قريب أنها لا تمنح الفرصة إلا (للمليحات)، غير تماماً من هذا المفهوم ليعطي لصباح (السبت) وزناً ونضوجاً في الأفكار وفخامة وضخامة في وزن المحتوى.
المهم أنني قلت في هذه المداخلة والتي دارت تفاصيلها عن ما يسمى بالغناء الهابط، وإن كان يشكل خطراً على الأغنية السودانية ليمتد سيل الأسئلة حتى الأغنية الأخيرة للفنانة “ندى القلعة” والتي أثارت جدلاً كبيراً وأقصد أغنية “خبر الشؤم” والتي انتهت الضجة بإيقاف مجلس المهن الموسيقية للمغنية من ترديدها!!
قلت للأخ “البوني” إنني شخصياً غير منزعجة من ما يسمى افتراضاً ظاهرة (الغناء الهابط) ولا أظن أنها وصلت مرحلة الوباء الذي يشكل خطراً على المنتوج الغنائي، وقلت للأخ “البوني” إن هذه المفردات ليست نبتاً شيطانياً من حقول هؤلاء الشعراء والفنانين لكنها مفردة جيل بأكمله، يتناولها بكامل الاقتناع بها قد نصنفها في خانة التمرد على النمطية والاعتبارية، أو ربما أنها واحدة من الظواهر التي تعين الشباب في هذه المراحل العمرية ثم تمضي لحال سبيلها بعد أن تغشاهم رياح النضوج العمري والفكري، مثل ظاهرة الخنافس و(الكابوريا) و(الراستا) وما إلى ذلك. مشكلتها الكبيرة أنها أصبحت مشاعة ومسموعة ومفروضة بأمر (سطوة الميديا) ووصلت إلى مدىً ونطاق ما كان متاحاً في الماضي.. وكثير من الفنانين الكبار تغنوا بأغنيات خفيفة ذات إيقاع راقص لا يمكن إطلاقاً أن يغنوها في مقارنة مع أغنيات كبيرة تحفظها لهم ذاكرة التاريخ، لكنها تساقطت وانزوت لأنها كانت دكاكينية وفي نطاق الخاصة، ولم تجد الذيوع والانتشار فاندفنت في المكان الذي ولدت فيه، لذلك لا أظن أن هؤلاء الشباب قد ارتكبوا جرماً يستحقون عليه الإدانة والتجريم، ويكفيهم شكراً إن جاز لنا شكرهم أن أعادوا أذن الشباب السوداني إلى السمع السوداني بأصوات سودانية، بعد أن تفرقت بهم السبل نحو الغرب والشرق إعجاباً وحفظاً لأغنيات الغير. ثم سألني بروف “البوني” عن أغنية “ندى القلعة” “خبر الشؤم” وما إذا كنت أرى أنها أغنية ساقطة.. فقلت له: أقولها يا بروف والملايين يسمعونني من خلال هذه الشاشة بمنتهى الصراحة، إنها أغنية (صادمة) وليست (ساقطة) والفرق كبير بين المعنيين، إذ أنها كشفت للأسف عن (عورة) مجتمعية نغض عنها الطرف ونعمل ما شايفين رغم أننا نعلمها ونعرفها ونشاهدها. وقلت له: إذا كانت بعض مشاهد الإغراء التي يصورها كبار الممثلين والممثلات الذين تدمي أيدينا بالتصفيق لهم وبعضنا يعدها ويعتبرها مجرد ابتذال ليس إلا يعتبرونها هم مشاهد تخدم السياق الدرامي للفيلم أو المسلسل، طيب وبهذا الفهم لماذا لا نعتبر أن كلمات “هيثم عباس” (بسخونتها) قد انصبت بكاملها لخدمة السياق الدرامي للقضية، وقلت للبروف “البوني” إن “ندى” أشجع مننا جميعاً لأنها وضعت أصابعها في عش الدبابير ونالت ما فيه الكفاية من اللدغات واللسعات.
في كل الأحوال أقول إني في القصة دي كلها لم أستغرب إلا لقرار مجلس المهن الموسيقية بإيقاف الأغنية وهو قرار ما عنده معنى، لأنه يعلم ويدرك أنها رصاصة وانطلقت واستقرت كما قال شاعرها في محلها تماماً، لكن كدي بالله عليكم دعوني أسأل هذا المجلس هل مهامه فقط أن يلعب دور البوليس الذي يستدعي ويفتح بلاغات ويحاكم ذاك ويشطب لتلك، أم أنه يقع عليه دور آخر في تطوير الأغنية السودانية نفسها بفتح بوابات المهرجانات والمشاركات الخارجية، ومحاولة خلق جسور تواصل الغناء السوداني للآخر بدلاً من لعب دور الوصاية والرقابة، وهو أصلاً لا يقدم خدمة ولا نصيحة لوجه الله تعالى.
كلمة عزيزة
لازلنا للأسف نتفاعل مع ملف هروب الشباب والشابات إلى الدواعش بكثير من اللا مبالاة ولم نعطِ هذا الملف ما يستحق من الاهتمام رغم خطورته وغرابته، وأنا هنا أستغرب لدور الأئمة والدعاة الذين يفترض أن تتضامن خطبهم في ما يشبه النفرة لوقف هذا المد الداعشي، والاتفاق على صيغة إقناع جاذبة تقف في وجه مد عمليات غسيل المخ التي تجري لبناتنا فيفارقن أسرهن بكل هذا الدم البارد. يا أخوانا الموضوع خطير وكان الله في عون هذه الأسر.
كلمة أعز
حتى أمس الأول نفى وزير الدولة بالمالية فتح مظاريف عطاء القمح وكذب الصحف التي تحدثت عن فرز العطاءات .. الإخوة في صحيفة (الوطن) نشروا (عياناً بياناً) جدول فرز عطاءات القمح والدقيق ورغماً عن نتيجته اشتكت مطاحن (سيقا) أن البنك المركزي لم يفتح لها اعتماداً لاستيراد القمح رغم أن بواخرها تمخر عباب البحر!! يا جماعة إنتو بالظبط الحاصل شنو؟؟ أوعى تكونوا حكيتوا لينا القصة بالمقلوب!!