"مصر". . أول رئيس (مدني)!!
{ عبرت “مصر” (منطقة الخطر)، بإعلان فوز الدكتور “محمد مرسي”، مرشح (الإخوان) والقوى الثورية، رئيساً لجمهورية مصر العربية، كأول رئيس (مدني) منتخب في تاريخ الدولة الأكبر في منطقة الشرق الأوسط.
{ المستشار “فاروق سلطان”، رئيس المحكمة الدستورية العليا، هو رئيس اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، وهو الذي أعلن فوز “مرسي” بالرئاسة.. وهو – نفسه – الذي قرر مع زملائه في المحكمة الدستورية حل (مجلس الشعب) الذي كان (الإخوان) يشكلون أغلبيته!!
{ خطاب (تبريري) مطول تلاه المستشار “سلطان” قبيل إعلان النتيجة، ساق فيه جملة (التصويبات) و(المراجعات) التي قامت بها لجنته العليا، وردَّ خلاله على (الحملات السياسية) ضد اللجنة واتهامها بالتواطؤ والتشكيك في نزاهتها، مؤكداً أنهم – القضاة الخمسة أعضاء اللجنة – لا يخشون غير الله، متمسكين بالقانون والدستور.
{ ولهذا فإن إعلان فوز “مرسي”، هو بمثابة (إعادة اعتبار) وتجديد للثقة في (القضاء) المصري، بعد الهجوم الكاسح عليه والطعن في حياديته ونزاهته، عقب قرار المحكمة الدستورية العليا بعدم شرعية قانون الانتخابات، وإبطال قانون (العزل السياسي)، مما ترتب عليه حل مجلس الشعب، واستمرار المرشح “أحمد شفيق” في سباق الانتخابات نحو القصر الرئاسي.
{ ولا شك أن إعلان فوز “مرسي” (رسمياً) أمس، يعني المزيد من الأمل والتفاؤل بتحقيق قدر من الاستقرار أفضل في مصر، فرغم أنه لم يكن المرشح (الأفضل) لجميع تشكيلات القوى (الثورية)، إلا أنه – بكل تأكيد – صار مرشحها في مواجهة من يمكن اعتباره مرشح المجلس العسكري وبقايا النظام السابق – وليس البائد – في مصر (يحتاج المصريون إلى سنوات طويلة لإبادة رموز ومؤسسات وقوانين النظام السابق، ولا أدلَّ على ذلك من حصول الفريق “شفيق” على نسبة (48%) من مجموع الأصوات، بعدد يفوق الـ (12) مليون صوت بفارق حوالي (800) ألف صوت فقط عن “مرسي”!!)
{ بالمقابل، فإن حالة من (الاحتراب) والفوضى المستمرة كانت ستكون السمة الغالبة في الشارع المصري، لو أن اللجنة أعلنت فوز الفريق “شفيق”.
{ بالنسبة لنا في السودان، فإن جلوس الدكتور “محمد مرسي العياط” على كرسي رئيس الجمهورية في مصر، يعني المزيد من التفاهم والتعاون بين “الخرطوم” و”القاهرة”، ورغم أنني لا أتوقع مكاسب (ذات قيمة) يمكن أن تتحقق للسودان، بصفة عامة، ولحكومتنا بصفة خاصة، من فوز “مرسي”، إذ أنه لا يستطيع أن يعترف أو يساعد على الاعتراف بسودانية (حلايب) و(شلاتين) – مثلاً – إلا أن فوز “شفيق” كان سيشكل (خطراً) بالغاً على النظام الحاكم في السودان، بل سيكون معيناً للتحالف الإقليمي والدولي المناوئ للخرطوم.
{ “مرسي” على أقل تقدير، سيكون متعاطفاً مع (إخوان السودان)، خاصة أنهم دعموه، سراً، وعلناً..!!
{ مبروك لمصر ديمقراطيتها العسيرة.. مبروك لمصر رئيسها (المدني)، ولأول مرة في تاريخها.