مسألة مستعجلة
(كيا) لأمريكا !!
نجل الدين ادم
اُستقبل الرئيس “البشير” ووفده المرافق في العاصمة الصينية “بكين” استقبالاً حافلاً وكبيراً في زيارة قل أن توصف بها أنها تاريخية وناجحة، أثبتت بجلاء عمق العلاقة مع المارد الآسيوي، الصين الشعبية.
وفي سابقة فريدة استقبل رئيسنا بمطار “بكين” بواسطة الرئيس الصيني بصحبة نائبه، لاحظوا قيادات الدولة العظمى، فرغم أن الزيارة جاءت للمشاركة في فعالية احتفالية إلا أنها حملت ما حملت من فوائد كبيرة طابع الجزء الأكبر منها اقتصادي سيجني المواطن ثماره قريباً. “واشنطن” حاولت التشويش على الزيارة وهي تحتج على استقبال “بكين” للرئيس “البشير” وترسل رسائل سالبة بزعم أنه مطلوب لدى المحكمة الجنائية، وما كان عليها أن تستقبله، لكن الرد الصيني جاء سريعاً بأن الرئيس “البشير” صديق قديم ومرحب به، ولعمري إن هذه الزيارة ربما تكون النهاية الفاصلة لاسم المحكمة الجنائية الذي ظلت تلوك عليها بعض الدول الأوروبية.
هذه الزيارة حققت طموحات وأهداف سنين ضوئية طويلة، كيف لا وقد تم وبحضور الرئيس “البشير” على التوقيع على عقود شراء طائرتي أيربص لشركة الخطوط الجوية السودانية التي حاصرتها “واشنطن” بالهزيمة، من جراء حظر الاسبيرات فباتت الشركة عبارة عن فناء تقدم الخدمة بالقطاعي!، أيضاً من المكاسب التوقيع على شراء قطاري ركاب من الصين لربط العاصمة الخرطوم ومدينة ودمدني حاضرة ولاية الجزيرة، بجانب توقيع اتفاقيات في مجال الاتصالات والفضاء، شأنها أن تعمل على تحسين خدمات الاتصال وجودتها، والمكسب الأكبر هو رغبة الشركة الصينية الوطنية في الاستكشاف عن الغاز الطبيعي في منطقة الدندر بولاية سنار بوسط السودان، وهذه ربما تقود إلى تحول اقتصادي كبير في البلاد بعد أن فقدنا الجزء الأكبر من البترول بانفصال جنوب السودان.
الزيارة أيضاً مكنت الرئيس “البشير” من إجراء عدد من اللقاءات مع بعض الرؤساء وعلى رأسهم المصري “عبد الفتاح السيسي”، فقد خطف الأضواء وركزت الوسائط الإعلامية بصورة كثيفة على الزيارة كما لم يكن من قبل، فقط اهتمت به المواقع الإخبارية اهتماماً بالغاً. الرئيس أيضاً حرص في انتقاء وفده المرافق له بعناية في سبيل تحقيق أكبر قدر من المكاسب وقد كانت النتائج.
الصين بكل تأكيد ستظل الحليف الإستراتيجي الذي يدعم السودان وبقوة في الاتجاه نحو التطور الاقتصادي بعكس ما تريده “واشنطن”، فهذه الزيارة من وجه نظري رد على محاولات الإدارة الأمريكية في التلكؤ في إحراز تقدم في مسار العلاقات والتطبيع. ومبعوث “أوباما” يحل ضيفاً بالخرطوم دون أن يحرز أي تقدم إلا فيما يريدونه وهو سلعة الصمغ العربي، لكن انظروا إلى “بكين” زيارة واحدة اختصرت لنا مشاوير إحياء الناقل الوطني وتحقق حلم إعادة ماضي القطارات بجانب الترتيب في مشروع استكشاف الغاز الطبيعي في البلاد.
مبروك هذا الإنجاز الكبير ومزيداً من المشروعات الإستراتيجية و(كيا) لأمريكا.