مجرد سؤال؟؟؟؟
نعم لابد أن نشدد على حمايته
رقية أبو شوك
خلال هذه الصفحة تطالعون حديثاً للدكتور “بابكر محمد توم” وهو يشدد على الاهتمام بصناعة السكر المحلية معدداً مساهماتها الاجتماعية من إنارة وصحة وتعليم ومياه. نعم وأزيد أن مصانع السكر السودانية قد غيرت من وتيرة الحياة الاجتماعية بالمناطق التي تنتشر بها وأذكر هنا كنانة وعسلاية والجنيد وحلفا وسنار وسكر النيل الأبيض، وقد أتيحت لي ظروف عملي أن أزور كل مصانع السكر وقد شاهدت بأم عيني مدى التطور بتلك المناطق وكنت كلما أزور مصانع السكر مرة أخرى أجد الاختلاف الكبير مابين زيارتي هذه وزياراتي الأخرى، وكنت كثيراً ما أعقد مقارنة بين ما وجدته الآن وما وجدته سابقاً لأجد بعد ذلك الفرق الكبير والفرحة التي أشاهدها في وجوه المواطنين …. فكلما يأتي موسم إنتاج يكون هنالك افتتاح لمحطة مياه مثلاً أو كهرباء….كنا نشاهد المواطنين فرحين …ينحرون الإبل ابتهاجاً بهذه المناسبة … إنه المواطن السوداني الذي يشكر القائمين على الأمر ويغرقهم بالكرم السوداني الأصيل ويقول: (هذه لتلك) ويضيف: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)… نعم (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)… فالشكر أيضاً من أسباب استمرار النعمة وزيادتها (ولئن شكرتم لأزيدنكم).أيضاً الوظائف التي تخلقها هذه المصانع سواء كانت وظائف مستديمة أو وظائف موسمية تأتي مع بداية الحصاد لتنتهي رحلتها الموسمية مع طحن آخر قصبة من قصب السكر وهكذا….فصناعة السكر بحاجة إلى حماية كبيرة من قبل الدولة باعتبار أنها تاج يزيننا وسنظل نفتخر بها مدى الحياة طالما أنها من صنع أيدينا.الآن السكر المحلي يعانى ما يعاني من عدم تسويق …فعدم التسويق سيجعله قاعداً لا يستطيع الوفاء حتى بالتزامات الموظفين والعاملين فيما يتعلق بالمرتبات وغيرها.فالسكر يعتبر من السلع الإستراتيجية الهامة جداً ويعتبر من الأسلحة التي تحارب بها الدول بعضها البعض فهو كالقمح والدقيق تماماً لذلك لابد من الاهتمام به وبإنتاجه وصناعته في آن واحد وإصدار عدد من القرارات والموجهات التي تؤكد حمايته …. ولكن أن نتركه ولا نحميه فإن هذا بلا شك سيؤثر في الإنتاجية وسيؤثر في العمالة وكل هذا سينعكس بطريقة مباشرة جداً في وقف عجلة الإنتاج المرتبطة هي الأخرى بالإحلال والإبدال في الماكينات والآليات. ومعروف أن توفير قطع الغيار والإحلال والإبدال في الماكينات بحاجة كبيرة إلى الموارد سواء كانت بالعملة المحلية أو بالعملة الأجنبية وهذه لن تتوفر إلا بالتسويق والإنتاجية العالية وقبل كل هذا حماية الدولة للمنتج المحلى…. فالحماية تؤدي إلى خلق قاعدة متينة من الثقة بين المنتجين والتجار والمستهلكين. أيضاً لابد أن نحمي استثماراتنا الناجحة جداً ونخلق لها بيئة إنتاجية مناسبة، فشركة سكر كنانة كادت أن تقصف الخلافات بها وهي التي كنا ومازلنا نفتخر بها لأنها مثال للاستثمار السوداني العربي الناجح … وعن طريق كنانة السودان صدر تجربة إنتاج السكر السوداني إلى دول أخرى بعد أن جاءت إلينا بكل فخر واعتزاز وهي تشاهد الإنتاج السوداني من السكر والذي جاء بمواصفات ممتازة سواء على صعيد الاستهلاك المحلي أو الصادر…. فالخلافات انعكست على الإنتاج وعلى العمال خاصة وأن اجتماعات مجلس الإدارة والجمعية العمومية تجلس وتنفض لأن النصاب لم يكتمل.وقد سعدت جداً لاجتماعات مجلس الإدارة بالخرطوم مؤخراً والتي بلا شك ستنعكس على الشركة وستخلق جواً إنتاجياً وسط العمال والموظفين لأن الهم واحد.نريد كنانة كما كانت علماً بارزاً …نريد إنتاجاً يزيد عن الربط المقرر حتى تكون مثالاً ناجحاً للاستثمار.التحية لرجال كنانة الذين أعرفهم والذين لا أعرفهم والذين لم أذكرهم فذاكرتي قد خذلتني الآن حيث (الزهايمر المبكر)… (الوقيع) و(عثمان النذير) و(محمد المرضي التيجاني) و(عبد السيد طه) المكلف الآن… هؤلاء وضعوا بصمات في صناعة السكر السودانية سنظل نذكرهم كلما ذكر اسم كنانة وكلما ذكرت كلمة السكر. ومن أجل وطننا نتمنى أن تسير الأمور كما نتمنى في كل قطاعاتنا الإنتاجية حتى نمزق الفواتير ونرمي بها في البحر لتذوب ونقول لها وداعاً إلى الأبد.