عز الكلام
المعارضة العميانة!!
ام وضاح
في أحيان كثيرة لا يستطيع بعضنا أن (يميز) الشعرة الرفيعة التي تفصل ما بين المعارضة للحكومة أو نظام الإنقاذ الحالي، وما بين كسر الإشارة الحمراء والدخول في جسد الوطن مسببين له الكسور والنزيف، وبعضهم للأسف في سبيل أن تذهب حكومة المؤتمر الوطني هو على استعداد للتحالف مع الشيطان، بدون ما يقول بسم الله ويترحمن ، وينظر للمدى البعيد والنتائج العكسية التي تسببها الدعاية السالبة والادعاءات المركبة والمفبركة التي لا يتأذى منها سوى المواطن البسيط في لقمة عيشه وتفاصيل حياته دواءً وكساءً وراحة بال!! لذلك أعتقد أنه شتان ما بين من يعارض لمصحة الوطن ومن يعارض لمصلحته، والأول يوجه سهامه للتصويب والتصحيح والنقد البناء حتى لو كان صعباً وقاسياً ومباشراً ورافضاً ان يوجه سهامه نحو صدر الحكومة لكن بحساب، ودون أن يفلت السهم ويصيب قلب الوطن في مقتل!! والثاني في سبيل أن يعارض كرهاً للحكومة وحكامها سيعميه الاندفاع ،ويقول حديثاً يدين وطنيته ويشكك فيها مجافياً الحقائق وواضعاً نفسه في موقف من يتحرى الكذب عمداً ،لغاية في نفسه تجرح الوطن قبل أن تحس الحكومة. أقول هذا الحديث وقد ألمني جداً حديث ذكرته الزميلة والناشطة “أمل هباني” على فضائية (البي. بي. سي) قبل يومين، وهي تتحدث لمقدمة البرنامج وضيفاتها عن أوضاع المرأة السودانية في عهد الإنقاذ ،بكثير من التجني والابتعاد عن الحقيقة، حيث قالت “أمل” إن النساء في بلادي يتعرضن للظلم والقهر والقسوة ، وإن هناك قوانين سنتها الإنقاذ لتجرم وتجرح وتضطهد المرأة، وقالت إن البنات يقبضن من الشارع باتهام الفعل الفاضح، وإن المحاكمة تتم أسرع مما يحدث في القضايا الجنائية من قتل وسرقة إلى آخره!! ولأني أعيش في الخرطوم صباح مساء ،أرتاد فعالياتها وأشارك في مناسباتها ، استغربت لهذا الفيلم الموغل في (الميلودراما)، أين هي الحكومة التي تضايق المرأة وبناتنا بالكوم والردوم في الجامعات والمعاهد والمكاتب والفضائيات والمصانع يمارسن حراكاً لا تحده قيود ولا تكبله قوانين. من أين أتت “هباني” بهذا الحديث الذي جعل مقدمة البرنامج (تطرب) له وتحتفي، لأنه وقع ليها في حرج ،ولامس أجندتها التي يبدو أن “أمل” انساقت وراءها باندفاع ،أساء لبلادها قبل أن يسيء للنظام الحاكم، وبصراحة تمنيت لو أن مداخلة هاتفية أتيحت لي لأقول لـ”أمل هباني” ،إنها تتحدث عن شريحة هي أصلاً مرفوضة من المجتمع السوداني، بالفطرة والتقاليد والأعراف ، قبل الدخول في جدلية الشريعة والقانون، ومجتمعنا لا يتقبل (الكاسيات العاريات) اللائي تطالب “أمل هباني” بحمايتهن ،لتصفهن في قائمة المظلومات والمجني عليهن من قبل حكومة البشير، بل حاولت أن تعممهن وكأنها حالة عامة، وليست خاصة يرفضها المجتمع، قبل أن يرفضها المُشرع.. بصدق زعلت جداً من حديث الأخت “أمل” لأنها تعلم أنها لا تقول الحقيقة ، وأنها تتعمد أن تحول القضية عن مسارها قصداً ، لتظهر بذلك السودانيات وكأنهن يعشن زمن الجواري، رغم أن العالم لو كان منصفاً لخلع نظارة الظلم وأنصف بلادنا، التي تجد فيها المرأة كل تقدير واحترام، على المستوى الشخصي والمهني، وقد تبوأت مناصب قيادية في سلك القضاء والصحافة والدبلوماسية والتعليم والصحة، كيف بالله يا “أمل” هانت عليك الحقيقة ،وبلعتي الذمة نكاية في الإنقاذ؟
كلمة عزيزة
وفي أحيان كثيرة، أيضاً، أصل إلى قناعة راسخة أننا نتناول القضايا الساخنة بطريقة هجم النمر، وبعد كثير من الصراخ والجلبة ، يتضح أن الموضوع كان مجرد زوبعة في فنجان. وأقول ليكم كيف!! إذ إن آخر القضايا التي شغلت الرأي العام وأثارت الكثير من الأسئلة، وخلقت حالة من الشد والجذب كانت قضية الشركة الروسية واتفاقية تعدين الذهب مع الحكومة السودانية، والتي قيل ما قيل فيها من الحقائق الدامغة ، وما زيد (شوية موية)، لكن انتهت الزوبعة وبصراحة ما فهمنا حاجة، أو بالأصح ما طلعنا بنتيجة، هل كل ما قيل، وعلى رأسه ما قاله المستشار “صابون” ليس حقيقة؟؟ وهل صحيح أن اكتشاف هذه الكميات الهائلة من الذهب مستحيل، أن يتم عبر الأقمار الصناعية، وأنه لابد من تحليل التربة وما إلى ذلك من الجوانب التقنية في التعدين؟؟ ومن هو الشريك السوداني للشركة الروسية الذي جاء الحديث عنه بشكل عابر ، رغم أنه جانب مهم ويقع في لب القضية؟؟ بصراحة السؤال الأهم الناس دي ماله فجأة سكتت؟؟
كلمة أعز
السادة الوزراء الجدد والمعتمدون في حكومة الخرطوم استمعت إليهم في تصريحات تلفزيونية لفضائية (الخرطوم)، بعضهم جاء حديثه معمماً ومكرراً وليس فيه جديد، وهي ذات الوعود التي نسمعها بعد أداء القسم . ما عايزين نستعجل بالحكم عليهم (والخريف) أقصد الموية تكضب الغطاس.