رأي

مجرد سؤال؟؟؟؟

الطب أصبح كالعملة … هو الآخر يُزيَّف!!!!!
رقية أبوشوك
اندهشت وأنا أطالع خبراً أوردته الصحفية المميزة الزميلة الأستاذة “فاطمة عوض” وانفردت به (المجهر)، وهي تورد عدد الأطباء المزيفين الذين يمارسون مهنة الطب البالغ عددهم في ولاية الخرطوم فقط (100) طبيب.
إنه رقم كبير جداً جداً  يدعو للدهشة …إذاً من المسئول ولماذا الأطباء المزيفين وكيف دخلوا المستشفيات؟؟ فهل يا ترى أن السماعة التي يلبسونها والكوت الأبيض هو رسوم عبور للدخول للمستشفى وممارسة المهنة المزيفة، وكذلك النظارة والوجاهة وكم هائل من الكلمات باللغة الانجليزية واللبس الأنيق بالإضافة إلى الموبايل الاستايل.
وأذكر أنني في بداية عملي الصحفي كنت قد تابعت عملاً صحفياً لطبيب يمارس مهنة الطب تزييفاً، وحينها تساءلت كيف نمارس مهنة كالطب تزييفاً وازدادت دهشتي بالأمس لمثل هذه التصريحات وقلت بالإمكان أن تتزيف كل المهن إلا مهنة الطب خاصة وأنها مرتبطة بالموت والحياة للأشخاص الذين يتجهون لهم من أجل الصحة والعافية …فأين الضمائر التي أصبحت نائمة الآن ؟؟؟ هل حصد الملايين من الجنيهات هو الهدف الأساسي دون مراعاة لما يحدث للمرضى جراء العمل الصحي غير المهني، أم عدم وجود الوازع الديني الذي يجعلنا نمارس الغش والخداع للمواطنين البسيطين الذين يقصدونه ولا يعرفونه ….المهم قرأ لافتة جميلة بأن فلان الفلاني طبيب باطنية أو مخ وأعصاب …يلجأ إليه ليحل له مشكلته الصحية، ولكن بعد ذلك يكتشف أن مرضه مازال وتبدأ رحلة أخرى للبحث عن طبيب آخر ربما مزيف أو طبيب بالحق والحقيقة وربما يموت المواطن جراء العلاج الخاطئ الذي أعطى له من الطبيب المزيف وهكذا.
إنها الفوضى بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ أين الرقابة والتفتيش الدوري للعيادات والمستشفيات؟؟؟
فانعدام الرقابة والتفتيش الدوري وراء مثل هذه الأشياء… فلماذا لا يكون هنالك تفتيش دوري يأتي المفتشون لفحص الأوراق التي تثبت المهنة، ولكنى أقول فمادام هؤلاء قد مارسوا المهنة المزيفة فلا أظنهم لا يستطيعون إحضار الشهادات الجامعية المزيفة وكذا الماجستير والدكتوراة المزيفة وربما شهادة الزمالة المختومة من أميز دول شهادات الزمالة … فبالإمكان توفير كل المطلوب في وقت وجيز جداً ولكن أيضاً هذا لا يمنع التفتيش حتى وإن دعا الأمر إلى الذهاب إلى الجامعة المذكورة في الشهادة الجامعية ومعرفة أدق التفاصيل.
فالطب ومهنة المعلم لا يمكن أن تتزيف ولكن للأسف كل شيء أصبح جائزاً في زماننا هذا زمان انعدام الوعي والضمير.
زمن أصبح فيه الإنسان يخشى من أي شيء … يحتالوا عليك ويضربونك مقابل دراهم معدودة لا تسوي ولو تحدثت معهم قبل أن تحتال عليهم لأعطوك دون أن تمسهم بأذى، أين الأخلاق والدين الإسلامي والتربية والأسر؟؟
فعندما يخرج مثلاً هذا الطبيب المزيف من منزله ..يا ترى ماذا هو قائل لأسرته ؟؟؟ أم أن الأسرة ملمة بالتفاصيل الكاملة فقط لا يهم طالما أن ابنها يأتيها بما لذ وطاب، بل ويغدقهم بالمال الوفير الذي يسكتهم في ظل الظروف الاقتصادية المعروفة ولا يهم أيضاً إذا كان مزيفاً أو حقيقة.
أقول إن عدم التربية السليمة هو السبب الرئيسي بالإضافة للمرض النفسي الذي يكون موجوداً بالدواخل، فهؤلاء لعمري مريضون نفسياً فكان يجب على السلطات بعد أن اكتشفتهم أن تعاقبهم عقاباً رادعاً، ثم يتم تحويلهم إلى أقرب مصحة وأن يكون العقاب أمام الملأ حتى يكون عظة وعبرة لغيرهم.
فهذه تحسب سرقة فالسرقة ليس هي سرقة المجوهرات وإنما هي أيضاً أن تسرق الأفكار والرؤى وان تسرق عقول الناس بأن تخدعهم بأنك طبيب مثلاً فمادام أنها سرقة فليكن العقاب أمام الملأ(وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين).
فعلى وزارة الصحة مراقبة الأمر ليس في الخرطوم فحسب وإنما في كل ولايات السودان، فهنالك أناس لا يستطيعون الحضور للخرطوم للعلاج ويكتفون بالأطباء الموجودين هنالك فربما يكونوا مزيفين.
الآن الثقة انعدمت تماماً، فالعملة من السهل جداً تزييفها، ولكن الطب المزيف مرتبط بالحياة أو الموت.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية