"المقبول" جملة من العقبات تقف أمام الصادر
موسم الهدي قاب قوسين أو أدنى
الخرطوم – نجدة بشارة
حالة من الترقب الحذر فرضتها الظروف المناخية لتأخر هطول الأمطار هذا العام.. جعل شريحة مصدري الماشية يصبحون أسرى تكهنات بشأن ما ستؤول إليه الأوضاع، أكثر من مراهنتهم على حسابات واقعية. وموسم الهدي تبقت له أيام قليلة .. ويبدأ معه سباق الأضاحي بين سندان السوق وعرضه من جهة ومطرقة الحاجة والطلب من الجهة الأخرى، ويبدو أن قلة الأمطار هذا العام أدت إلى ضعف في انسياب الوارد بالأسواق بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف.. مما قد يؤدي- بالنتيجة – إلى ارتفاع أسعار الخراف. وكشف نائب الأمين العام لغرفة المصدرين بالغرفة التجارية د.”خالد المقبول” لـ(المجهر) عن تجاوز صادرات الماشية لـ(3,500) مليون رأس خلال النصف الأول من العام ، وتوقع أن تصل جملة الصادر إلى (6) ملايين رأس بنهاية هذا العام.وقال إن العائدات بلغت في النصف الأول ما يقارب الـ(500) مليون دولار وتوقع أن يفوق الإيراد المليار بنهاية العام، ويرى “المقبول” أن صادرات السودان من الماشية تشكل حوالي (22%) من إيرادات الدولة، وتمثل (60%) من القطاعين الحيواني والزراعي.. بينما الآن فإن الصادرات تصطدم -حسب قوله- بجملة من العقبات، في مقدمتها مشاكل التحاويل المالية. وقال إن هنالك- أيضاً- إشكالية تعامل مع البنوك الخارجية رغم الحديث عن فك التحاويل إلى دول الخليج، مشيراً إلى أن بعض البنوك من السعودية والإمارات تتعامل مع السودان، فيما قطع بعدم وجود أي بنك في مصر يتعامل بالتحاويل المصرفية مع السودان.وفيما يتعلق بموسم الهدى، قال إن الغرفة توفرت على حزمة من المقترحات أودعتها منضدة بنك السودان، لغرض تذليل العقبات للمصدرين، وقال بأن الانسياب الآن يسير بصورة طبيعية، ويرى أن خروج إثيوبيا وسوريا وتركيا في السوق أعطى السودان فرصة أكبر في الأسواق السعودية، بالإضافة إلى دخول مصر كمستورد.وطالب أصحاب القرار بالتدخل لتعظيم القيمة المضافة، وتذليل إشكالية التحاويل، وأكد “مقبول” أن تأخر الخريف هذا العام أوجد حالة عدم توازن وبالتالي فجوة في انسياب الوارد من مناطق الإنتاج.. مما سبب زيادة في تكاليف الترحيل، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف.وقال إن من شأن الخريف الباكر أن يساهم في زيادة الإنتاج وتسمين الماشية وبالتالي وفرة الأضاحي.
في هذا الإطار، تشهد أسواق الماشية ارتفاعاً كبيراً في أسعار الماشية (الخراف)، حيث تراوحت الأسعار بين مليون جنيه للخروف و 1800 جنيه، وأرجع عدد من التجار الارتفاع إلى ارتفاع أسعار العلف، نسبة لتأخر فترة الخريف بجانب قلة انسياب الوارد من الولايات إلى الأسواق، بالإضافة إلى هجرة أغلب الرعاة في مناطق الإنتاج إلى مناطق التعدين.
وفي المقابل رسم أمين المال بشعبة المصدرين، باتحاد أصحاب العمل “مهدي الرحمة” في حديثه لـ(المجهر) صورة قاتمة، لموقف الصادرات هذا العام، وتوقع أن تكون أقل مقارنة بالسنوات السابقة. وتوقع عدم قدرة السودان توفير حاجة السوق السعودية ما لم يتخذ التدابير الملائمة العاجلة للحاق بالموسم.وأرجع “الرحيمة” السبب إلى تباطؤ بنك السودان في إنشاء محفظة لتمويل الصادر لموسم الهدي، وأكد دفعهم بمذكرة قبل أكثر من شهر إلى بنك السودان لتوفير التمويل.وقال إن تمويل المحفظة كان يمكن أن يساهم في زيادة كمية الصادر بصورة كبيرة.. إلا أن التمويل تم بصورة فردية مما جعل الانسياب يسير بصورة أبطأ، وفي تقديره أن لدى السعودية رغبة في صادر السودان، إذ أنها طلبت كميات كبيرة، مما يزيد في الطلب على الماشية السودانية.ودعا “الرحيمة” بنك السودان لتدارك الأمر حتى في ظل ضيق الوقت ومنح التمويل للمصدرين، حتى يتسنى لهم تصدير أكبر قدر، وبالتالي زيادة نسبة العائدات، مع الأخذ في الاعتبار كافة العوامل السلبية التي تمت الإشارة إليها، مثل ضعف انسياب الوارد من الولايات وضعفه لارتفاع تكاليف أسعار الترحيل بالإضافة لمنافسة الأسواق، مع اقتراب موسم الأضحية. وأكد “المقبول” أن الضبابية لازالت تخيم على الموقف، فيما لازال القائمون على الأمر يرقبون حركة السوق، وجمع المعلومات، ودراسة الاحتمالات والتوقعات عما يمكن أن تسفر تطورات الوضع.