عز الكلام
لا تحرقوا دمنا!!
أم وضاح
ليست قضية القمح واستيراده واحتكاره (والجوطة) التي تصحبها هذه الأيام هي القضية الأولى والأخيرة التي تهم الشعب السوداني بل هو طرف أصيل فيها والصراع يدخل حتى باب بيته لأنه متأثر اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً طالما أن للقضية علاقة بقوته ورغيف الخبز الذي تضاءل حجمه وانكمش عوده لكنه ظل السلعة الأولى للمواطن التي لا غنى له عنها، ومسار الصراع بين الأفيال المتعاركة فيل مطاحن سيقا وفيل الحكومة لن يتأذى منه ومن غبار المعركة إلا المواطن الغلبان ولن نصل في النهاية إلى نتائج ملموسة وحقائق دامغة توضح من هو صاحب الحق والحقيقة الذي يجب أن ننحاز إليه، وفي ذلك أضرب أمثلة سابقة لقضايا أثيرت ولفتت الرأي العام لكننا لا نعرف لها نتائج ملموسة وزي ما الناس دي (فارت) بردت ولم نر أثراً للبن المسكوب.. وكدي أسألكم عن قضية شركة كنانة الشهيرة وصراع الأفيال بين وزير الصناعة “السميح” ومدير كنانة “المرضي” وكل ما قيل وبرز للسطح يومها أن الحكومة ممثلة في وزيرها ستعيد للشعب السوداني حقه في المال المهدر وأنها أي وزارة الصناعة ستقضي على مافيا تحكرت وتجبرت في كنانة وجعلتها صنيعة خاصة تنهل من خيرها والشعب السوداني يقتله الظمـأ ويا عطشان البحر جنبكم .. وبعد كل هذه الضجة لا شفنا “السميح” لا سمعنا “المرضي” والحكاية بردت ..
حاجة ثانية قضية الأراضي بمكتب والي الخرطوم السابق والتي أقامت الدنيا ولم تقعدها ويومها قلنا أنه أخيراً وقعت مافيا الأراضي وسيعود للمواطن حقه قصاصاً من هؤلاء لكن انتهى الموضوع (ببدعة) التحلل الشهيرة وراحت القضية شمار في مرقة، ليتواصل صراع الأفيال في قضية صالات كومون الشهيرة والتي عُطّل العمل فيها بعد إجراءات وحراك نشط فيه الأستاذ “محمد الحسن الأمين” قيل أن دوافعه شخصية والرجل غاضب لأنه منع من إيقاف سيارته في حرم صالات كومون والرجل مصر أن صفقة عقد كومون فضيحة وفساد ونهش للمال العام وناس كومون مصرين أنهم ظلموا ظلم الحسن والحسين ونحن نتفرج كما الرجال البلهاء نعد قضية وننسى أخرى ليبدأ العد من جديد!!
هذا بالضبط المشهد الذي ترسمه فتح ملفات القضايا التي تشغل الرأي العام الذي هو شريك فيها لأنها تتعلق بالمال العام الذي هو ملكه وحقه، وحتى إن لم يكن متاح أن يسمع رأيه فيها فعلى الأقل هو ينتظر من (يحتسب) له فيها بالإنابة ويعود الحق لأصحابه.
وكدي النرجع لقصة احتكار أسامة داؤود للقمح والتسهيلات الدولارية التي كان يجدها حتى يوفر السلعة للسوق المحلي هل فعلاً أسامة داؤود محتكر قوت الشعب السوداني ومن وراء ذلك (يلعق) الشهد ويشرب الماء الزلال أم أن الرجل وطني يقدم خدمة للسودانيين عجز عنها غيره!! أم أن الحكاية كلها صراع مصالح وهناك من يريد أن يدخل سوق القمح برفع شعارات فك الاحتكار؟؟ فرجاءً إما أن تُحل الغاز هذه القضية وما سبقها أو رجاءً ما تحرقوا دمنا!!
كلمة عزيزة
أعتقد أن حديث الرئيس الأخير كشف حالة اللا توازن التي يعيشها حزب المؤتمر الحاكم الذي يدعي بعض المنظراتية فيه أنه الحزب الأكثر قوة وأكثر ديمقراطية وأكثر تميزاً، والرئيس بكل شجاعة شرح حالة المؤتمر الوطني وهي شجاعة أرجو أن يتحلى بها قادته وعضويته ليعترفوا بالرياح التي ضربت الحزب وقبلها ضربت وحدة الإسلاميين وما عاد منطقياً بعد حديث “البشير” أن يأتي أحدهم ليقول أن الحزب عال العال وليس فيه ثقوب أو ثغور، ولا أظن أن قواعد المؤتمر الوطني قد تزلزلت في داخله فحسب بل أن الزلزلة أصابت حتى قناعات من كانوا يقفون على الحياد من الشعب السوداني دون انتماء لحزب معين في أن يقود المؤتمر الوطني مسيرة البلاد نحو النهضة والرخاء. أخطر ما قاله السيد الرئيس أن المواطن ممكن يصبر مرة واثنين لكن في النهاية حينفجر، وهو حديث لخص تماماً حالة حبال الصبر التي ظل يمدها المواطن بقناعات الحفاظ على وحدة البلد وسلامه وعدم المساس بأمنه لكن كل أول ليه آخر.
كلمة عزيزة
يبدو أن ضربة وزير المالية “بدر الدين محمود” كانت ضربة خطافية قاضية تجاه مسألة احتكار القمح مما جعل السيد أسامة داؤود نادر الظهور إعلامياً يضطر للخروج إلى العلن والوقوف في وضعية الملاكم الذي يحمي وجهه .. عموماً نحن نجلس حول الحلبة في انتظار الجولة الأخيرة.