حوارات

"الشرتاي جعفر عبد الحكم" في حديث الاعترافات والمفاجآت (1 -2)

طلبت إعفائي من منصب الوالي لهذه الأسباب.. ولكن!!
هذه القصة الكاملة لتمرد (سجن زالنجي).. وهؤلاء لعبوا دوراً في تحريض السجناء
“عبد الواحد محمد نور” يحرض النازحين ويتخذهم سلاحاً لمحاربة الحكومة
الحكومة لم تأتِ بعربي واحد من “النيجر” لتوطينه في “دارفور”
“عبد الحكم”: عزوف المواطنين عن التجنيد في الجيش جعلنا نستعين بـ(المليشيات)
حوار – يوسف عبد المنان
الاستثناء الذي حصل عليه “الشرتاي جعفر عبد الحكم إسحق” مع حاكم كردفان الشمالية “أحمد هارون” و”حسين أبو سروال” في جبال الأنقسنا ما كان له أن يحدث لولا شهادة المواطنين في أداء هؤلاء الولاة قبل شهادة المركز التي تبدو في أحيان كثيرة مجروحة.. وإلا لما فرض على “الشرتاي جعفر” في يوم من الأيام التنازل عن مقعد حصل عليه بعرق الجبين ومن خلال انتخابات حرة وديمقراطية.. “شرتاي الفور” الذي حكم وعدل بين عشيرته الفور وبقية قبائل وسط الإقليم.. متفق عليه في حياده وعدله.. لذلك تعيش ولاية وسط دارفور استقراراً نسبياً في هذا الحوار يتحدث “جعفر عبد الحكم” لـ(المجهر) وهو مقل جداً في الأحاديث الصحافية.. يصمت كثيراً ولكنه حينما يتحدث يضع كثيراً من النقاط على حروف السياسة، فماذا يقول “الشرتاي” وعن ماذا سألت (المجهر) في حديث مطول بمنزله بمدينة “زالنجي”.
{ هل الاستثناء الذي جعل منكم حاكماً على أهله يمثل عبئاً على أكتافكم؟؟ أم هي شهادة ترفعها وقت شئت؟؟
– أولاً هذا الاستثناء يشكل لي أعباء كبيرة جداً لأنه يعاظم المسؤولية علينا.. ما كنت أتوقع أن أبقى في ولايتي طبقاً للأحاديث التي جرت في أروقة الحزب والدولة أن يذهب أي شخص لولاية غير ولايته، وقد طلبت من القيادة أن أخرج من الولاية، ولكن الأخوة هم الذين رفضوا خروجي، وعلمت من التداول في المكتب القيادي أن السيد الرئيس هو الذي كان مصراً على بقائي في “زالنجي”.. بالتالي الرئيس يقدر الأشياء بمقدارها ولكنها ليست بعيدة عن المشاكل التي حدثت في الولاية وتم حلها، الشيء الثاني إن قضية دارفور تحتاج لشخص يجب أن تتوفر فيه مرجعية جيدة خاصة هذه الولاية التي أنجبت كثيراً من قيادات التمرد.. وقد عاصرت ميلاد التمرد ولم أخرج مطلقاً من “دارفور”.. بهذه الخلفية قد تكون هذه هي أسباب بقائي.. الصراعات التي نشبت في الولاية أنا بشكل حيدة تامة لأنها صراعات عربية عربية، وأنا لدي علاقات جيدة مع كل بطون القبائل وكذلك طول الفترة التي مكثتها في “دارفور”، عطفاً عن مشروعات التنمية التي بدأ تنفيذها.. كثير من الأخوان في رئاسة الجمهورية وقيادة الحزب يعلمون حجم المشروعات التي نقوم الآن بتنفيذها.. وكذلك تأسيس الولاية ربما قصد الأخوان في القيادة منحنا فرصة لإكمال المشروعات والتنسيق بيننا والسلطة الإقليمية بدرجة ممتاز.. لقد أكملنا مشروعات 2014م، والآن اقترحنا مشروعات على السلطة وتم قبولها بعد الدراسة وتوفير التمويل وطرحت الآن في العطاءات، هذه تشكل هموم للحكومة في المرحلة الحالية.
{ الصراعات القبلية الشاهد أنها الآن قد انتهت مع أن الولاية أنجبت عدداً كبيراً من قيادات التمرد.. ولكنها الآن مستقرة جداً.. ومع ذلك الحكومة مصرة على قانون الطوارئ.. ما هي الأسباب؟؟
– نعم نحن أنهينا الصراعات التي لنا قصة طويلة معها.. عند مجيئي لأول مرة قلت للناس إننا كحكومة محتاجون لجهد كل الناس، في أول أسبوع خرجت للطواف على كل المحليات حتى المناطق التي بها تمرد ذهبنا إليها، وكان معي الأحزاب والطرق الصوفية والحركات المسلحة التي وقعت على السلام والإدارة الأهلية والشباب والطلاب، خرجت بأكثر من خمسين عربة وهي رسالة للتمرد بأننا نخاطب الناس بالسير على الأرض.. الآن هناك تصافٍ مجتمعي وتصالح، التمرد تمت محاصرته لم ينته بعد.. في هذه الولاية تسع محليات التمرد يوجد في محليتين فقط في محلية (شمال جبل مرة) وعاصمتها “ركرو” وهذه منطقة “عبد الواحد” في “طرة”، والمحلية الثانية هي محلية (قولو)، في كلا المحليتين هناك حوالي ثلاثة معسكرات في كل معسكر القوات الموجودة حوالي سرية فقط.. هذا حجم التمرد مجموعة (عبد الواحد محمد نور) ومجموعة (طرادة) بخلاف ذلك لا وجود للتمرد.
{ هل وجودهم في حالة سكون أم لهم نشاط عسكري؟
_ في بعض الأحيان ينزلون من الجبل ويقومون بقطع الطرق.. ويناوشون بعض الوحدات العسكرية وبذلك التمرد لا يشكل مهدداً لأمن الناس بقدر ما هناك (متفلتين) يجعلون الحكومة تتمسك بقانون الطوارئ.. هم مجموعة معتادين على الإجرام يلبسون الزي العسكري وهم لا ينتمون لأية جهة نظامية.. يسرقون ويعتدون على المواطنين.. وهؤلاء غالباً يقومون بتلك العمليات في وضح النهار في سوق المدينة.. وأحياناً يأتي شخص ويخطف (موبايل) من مواطن ويهرب.. مثلما حدث الأسبوع الماضي.
{ ما هي أسباب تنامي الظاهرة في “دارفور”؟
_  انتشار السلاح أحد أسباب تنامي الظاهرة، كذلك عندما تعلن الحكومة قرارات يحاولون هزيمتها ويلوذون أحياناً بالقبائل لافتعال الصراعات القبلية.. نحن قمنا كحكومة بإعادة تنشيط الطوارئ وتم تفعيل الحالة.. وقررنا حظر التجوال بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً.. هذا القرار يشمل المحليات الثلاث (زالنجي وقارسيلا ونرتتي) هذه هي العواصم الكبيرة.. تمت إجازة قانون أمن المجتمع الذي يحظر السلاح، ويحرم لبس (الكدمول) وحمل السلاح للعسكريين بملابس مدنية، إطلاق الأعيرة النارية، التجمعات غير المشروعة، العربات غير المرخصة والتي لا تحمل لوحات وكذلك المواتر، كل الظواهر السالبة شملها القانون ووضع عقوبات إذا تم إلقاء القبض على شخص متلثم.
{ هل الأحداث التي وقعت في (سجن زالنجي) لها علاقة بالمتفلتين؟
_  لا ليست هناك علاقة، ولكن بعد وقوع الأحداث استغلها بعض المتفلتين.. أحداث السجن قادها المتمردون اعترضوا قافلة قادمة من “أم درمان” للولاية ووقع اشتباك مع هؤلاء المتمردين، واستطاعت القوات المسلحة القبض على هؤلاء المتمردين ومعهم (14) عربة لاندكروزر وتمت محاكمتهم بالإعدام.. وتم وضعهم في السجن في الانتظار لنقلهم للخرطوم لتنفيذ حكم الإعدام عليهم.. حدث تباطؤ وفي اليوم الذي قررت السلطات نقلهم إلى الخرطوم رفضوا التنفيذ.. قاموا بشغب داخل السجن واستولوا على أسلحة اثنين من منسوبي الشرطة.. وهرب بعضهم من السجن وكذلك هرب بعض المسجونين في الجرائم العادية.. وبعد ذلك تمت السيطرة على الوضع بتدخل عدد كبير من القوات المشتركة.. تمت إعادة عدد كبير منهم، وقتل في الأحداث اثنان، ومن المحكوم عليهم بالإعدام هرب أربعة فقط وتم القبض على ثمانية.. لكن أحد الأشخاص الذين قتلوا في أحداث السجن وجدت السلطات بحوزته أرقام بعض الناس المتفلتين وكان على اتصال بهم.
{ البوابات تشكل هاجساً يورق مضاجع المواطنين.. خاصة والأفراد الذين يتحصلون الأموال تذهب إلى جيوبهم.. فكيف تتنازل الدولة عن وظيفتها لهؤلاء الأشخاص؟
_ البوابات كانت تتبع للقوات المسلحة لمراقبة الطرق وسؤال المواطنين ومعرفة هواياتهم.. بعد انحسار التمرد أخلى الجيش هذه البوابات، ولكن جاء العرب وقاموا باحتلال هذه البوابات، هم قبائل عربية مسلحون يدعون أنهم يحرسون الطرق والمناطق التي يمر بها الطريق لا تحدث فيها، ولكن إذا جاء لوري عليه دفع مبالغ مالية.. لقد فكرنا في محاربة البوابات في الشارع الرئيسي بين “زالنجي” و”الجنينة” تمت إزالة كل البوابات والطريق آمن جداً.. في طريق (الجنينة قارسيلا) تم الإبقاء على بوابتين فقط.. وقد وضعنا فيها الشرطة وقوات حرس الحدود التي وضعتهم أنا شخصياً في نقطة (الأبراج) الخاصة بالاتصالات.. لأن المجرمين اتخذوا هذه الأبراج (كتخته) يتعلمون فيها ضرب السلاح وفي الأخير تم تخريب تلك (الأبراج).. وهذا أدى لقطع الاتصال عن أربع محليات وقد التزمت لشركات الاتصالات بحراسة هذه (الأبراج) ووضعت حرس الحدود هناك ودفعت لهم ثمانية ملايين في الشهر نظير قيامهم بحراسة تلك النقطة.. وهؤلاء لا يتحصلون مبالغ مالية من الناس، لكن هناك مشكلة في طريق (زالنجي نيالا)، هذا الطريق به أكثر من (35) بوابة.. في عهد الأخ “علي محمود” اتخذ قراراً بسحب هذه البوابات، ولكن في أول أسبوع بدأ نهب السيارات كأنما نفس المجموعات التي تحرس البوابات هي التي تمارس النهب.. لذلك قررنا السحب البطيء.. لدينا بعض المناطق إذا لم يوجد بها حراس البوابات سيأتي التمرد ويحتلها.. لأن التمرد إذا لم يجد هذه القوات سيتمدد.. لذلك الآن نحن بين نارين.
{ فضلتم التعايش مع (الحرامية) بدلاً عن التمرد؟
_ نعم هذا هو الواقع.
{ لماذا تتنازل الدولة عن سيادتها لشخص عادي يحمل السلاح؟
_ طبعاً لأنه منتشر على الأرض أكثر منا.. نحن في الولاية قوتنا غير كافية لحراسة كل الطرق.. رغم أننا نسعى لتجنيد فرقة عسكرية كاملة لكن ليست هناك رغبة من المواطنين للتجنيد في القوات المسلحة.
{ إذا لم تكن هناك رغبة لماذا لا يتم تجنيد هؤلاء؟
_ لقد فتحنا الأبواب للتجنيد الطوعي ووجدت عزوفاً البديل هو استيعاب هؤلاء الناس.. وقد تم فعلياً استيعاب عدد ألف من المقاتلين من هؤلاء الناس، لكن طبعاً لا نستطيع تجنيد كبار المجرمين في البلد أمثال “علي أبو بكر وسوار”.. هؤلاء حاولنا التفاهم معهم من أجل الاستفادة منهم بترتيبات خاصة.. على أن نقبل منهم أصحاب السلوك القويم تم استيعاب (700) فرد منهم.. هؤلاء قد يساهمون في حل المشكلة.. هناك طريق آخر هو (نرتتي قولو روكرو)، هذا الطريق لا يستطيع أحد السير فيه إلا أنا قد ذهبت به لثلاث مرات.. لأن التمرد هنا يستهدف أي قوة، أنا حينما أذهب أضاعف عدد القوات لأكثر من (70) عربة مسلحة، لذلك لا يستطيعون مواجهتي.
هؤلاء الناس لأن التمرد موجود في المنطقة ويستطيع النزول من الجبل في ربع ساعة وقطع الطريق، لذلك هناك مجموعة عربية مسلحة جزء منها حرس حدود وجزء منها عشوائيين يقومون بوضع نقاط ارتكاز.. نحن محتاجون للمواد التنموية.. هؤلاء يؤمنون العربات التجارية لكنهم يأخذون أتاوات البرتقال الذي يغذي الأسواق.. نحن غير قادرين على السيطرة على الأوضاع نقبل هذه الأوضاع ومتفقين على الرسوم التي يأخذونها.. ومن يقوم بحراسة هذه البوابات قوات حرس الحدود شبه النظامية وهؤلاء قيادتهم معروفة.
يظهر للناس أن ما يحدث في هذا الطريق عملية عشوائية وهذا غير صحيح، المسألة مقننة ونحن متفقون عليها.. لوجود حرس الحدود التمرد لا يستطيع تهديد الطرق.. ظاهرة البوابات غير مقبولة، لكن إذا تمت إزالتها فجأة ستكون لذلك انعكاسات كبيرة على الأوضاع الأمنية.
أحياناً يحدث اتفاق بين المتمردين و(الحرامية).. والمتمردون من الفور و(الحرامية) من العرب يتفقون في بعض الأحيان على أن أي عربة تمر بالشارع يقوم العرب بخطفها وتسليمها للمتمردين في الجبل، ويقومون ببيع البضاعة في الأسواق ويقتسمون العائد فيما بينهم.
{ مناطق التمرد قريبة من المدن وهي جزء من التكوين الاجتماعي للمنطقة.. إذا كانت قيادة التمرد في الخارج لماذا عجزت الحكومة عن استقطاب مواطنيها لصالح مشروعها؟
_ هذه الولاية أنجبت أغلب قادة التمرد منهم “عبد الواحد و”أحمد إبراهيم دريج” و”التجاني سيسي” هو رئيس القوم و”أحمد عبد الشافع” و”أبو القاسم إمام” وفيها (طرادة) معظم هؤلاء من مدينة “زالنجي”، لذلك نحن في تحدٍ معهم وصراع حول المواطنين.. نحن لدينا فكرة وهم لديهم فكرة مشروعنا بالديمقراطية.. وبالعدد الكبير جداً لقبيلة الفور تستطيع أن تحقق أي شيء وبالتالي لا مبرر لحمل السلاح مطلقاً.. هم يقولون لا نختصر الطريق ونحمل السلاح.. تجاربنا في الجنوب يجب أن نستفيد منها.. الصراع ما يزال قائماً النازحون والمستقرون نحن نقول حديثنا وهم يقولون حديثهم.. عندما قلت لك إنني أستطيع الصعود إلى قمة الجبل ذلك لأنني وجدت ضوءاً أخضر منهم للحوار معهم حتى الاجتماعات التي أعقدها مع المواطنين المتمردون يشكلون حضوراً فيها.. لذلك رسالتي بتصل.. لقد حدثت اختراقات الأخ “يوسف ديسو” رئيس أركان قوات “عبد الواحد” عندما بدأ يحاورنا تسربت معلومات عنه وتم القبض عليه ووضع في السجن، هناك مجموعات وصلت لتفاهم متقدم جداً، لكن الصراع بيننا والمجموعات المقاتلة ما يزال على أشده وعنيف جداً.. “الأخوان في المعارضة وخاصة “عبد الواحد” يوم (الجمعة) طبعاً كل الناس يذهبون إلى المساجد ومناطق النازحين، يأتي شخص قبل أن ينصرف الناس يتم ربط المصلين بـ”عبد الواحد” من خلال الهاتف ويتحدث (بالرطانة) عن ثلاثة أشياء وكلها كذب.. يطالب المواطنين بعدم العودة لمناطقهم لأن الحكومة لديها جنجويد ومليشيات سيقاتلونكم، حتى أقوم بطرد العرب من بلادكم.
ثانياً: الحرب أفقرت المواطنين وبالتالي لا عودة طوعية، نحن لدينا تعويضات شخصية للمواطنين ونشيد لهم منازل.
ثالثاً: إذا لم نصل السلطة ونأتي أنا “عبد الواحد” إلى حكم السودان لن تقوم للفور قائمة، ولذلك لابد من الصبر.. الشيء الرابع لا يقولها علناً إن المنظمات سوف ترعى النازحين ولو عندي رسالة ستصلكم عبرهم”.. ويعقد بعض الناس البسطاء أن “عبد الواحد” فعلاً سيأتي لهم بالدولارات والبيوت.. عندما نأتي نحن نقول كلاماً مختلفاً لا مال يذهب لجيوب الناس.. لا تنتظرون الأوهام لن يبني لكم أحد بيوتاً.. لو هناك تعويضات ستكون جماعية وليست فردية أفضل أن يعود المواطنون لأنهم سيفقدون أراضيهم إذا لم يبقوا فيها.. الرسالة التي يقولها “عبد الواحد” عن طرد القبائل العربية، ليس هناك شخص جاء من “النيجر” هذا حديث كاذب أنا زعيم قبيلة وصاحب حاكورة وأعرف الناس.. ما في زول عربي جاء من النيجر.. العرب الموجودون بها جاءت بهم الحكومة من “النيجر”.. أنا أعرف هؤلاء منذ الصغر ليس هناك شخص واحد جاء من “النيجر”.. لكن البلد حينما يهاجرها السكان يأتي آخرون يسكنون فيها، في السابق كان العرب يسيرون عبر مسارات محددة الآن البلد أصبحت خالية من السكان.. لذلك يعتقدون أن العرب تم توطينهم في أراضي الفور الذين تركوا أراضهم وذهبوا إلى المعسكرات ينتظرون حديث “عبد الواحد” كيف لا يأتي آخرون ويقطنون فيها.. الآن أصبحت البلد كلها مسارات خالية للرعاة، علاج هذه المشكلة أن يعود الناس إلى قراهم والقانون هو الذي ينظم الزراعة والرعي حددت المسارات وحرمات القرى والمراحيل، وتم تمليك هذا القانون لكل الإدارات الأهلية ولكن هناك رفضاً للعودة الطوعية.. لماذا لا يعودون أولاً النازحون عندما كانوا في الأرياف كانت ظروفهم سيئة جداً والحياة متعبة.. الريف ليست به طواحين ولا مدرسة ولا شفخانة ولا نقطة شرطة ولا مركز صحي.. حتى الأسواق لا وجود لها، المرأة تخرج من الصباح وتذهب للاحتطاب وتحمل الماء على رأسها.. هم الآن يعيشون حياة المدنية والرفاهية في المعسكرات.. كل الخدمات موجودة النساء عرفن الحناء ولبس الذهب لماذا يعودون إلى المناطق النائية ليعملوا شنو؟؟ هذه هي المسألة الأساسية.. النازحون وجدوا العلاج المجاني.. والتعليم وكل رغد الحياة لماذا يعودون؟.
{ إذن لماذا لا تخططون لهم أراضٍ سكنية وجعل المعسكرات نفسها عبارة عن مدن؟
_ أي طرح للتخطيط يجد الرفض منهم.. لأن ذلك يعتبر هزيمة لمشروعهم.. يتمسكون بالبقاء في الخيام حتى يعود “عبد الواحد”.. بدأنا الحديث مع الناس في معسكرات (وادي صالح ومكجر أم دخن ورومتاس) جزء كبير منها تم تخطيطها.. مشكلتنا الآن في “زالنجي” في معسكر (خمس دقائق والحميدية والحصاحيصا)، هذه المعسكرات نواجه بها مشكلات كبيرة خاصة في معسكر (الحميدية) الذي به مشاكل كبيرة، لأن معظم قيادات “عبد الواحد” السياسية التي تشتغل له قضيته موجودة في هذه المعسكرات.
{ لماذا لا تدخلون المعسكرات وتتحدثون إليهم؟
 _ هم لديهم مشكلة حتى الساعة الخامسة يقومون بإغلاق المعسكرات لا شخص يدخل ولا يخرج منها.. لديهم بوابات من حق النازح الخروج منذ الصباح لممارسة عمله، ولكن بعد الخامسة غير مسموح بالدخول.. الحكومة لا يسمح لها بالدخول إلا مؤسسات بعينها مثل (ديوان الزكاة والشئون الاجتماعية، تعليم مدارس)، لكن أي نقاش حول العودة الطوعية مرفوض وغير مسموح به في المعسكرات، لديهم حساسية شديدة حول العودة الطوعية.. طرحنا عليهم فكرة العودة الزراعية.. يذهبون للزراعة ويعودون بعد موسم الزراعة.. هذا يعني رفع اقتصاد البلد.
{ كم عدد النازحين؟
_ تقريباً كل المعسكرات بها نحو (210) ألف من النازحين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية