عز الكلام
لا يا سعادة الفريق!!
ام وضاح
أمس(الثلاثاء) استمعت وشاهدت السيد الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” والي الخرطوم في اجتماعه الأخير مع حكومة الولاية السابقة، وهو يزجي الشكر والتقدير لمجمل الحكومة وهو تقليد بتنا نشاهده ونسمعه في الآونة الأخيرة، حيث يقوم أفراد الحكومة إن كانوا وزراء اتحاديين أو ولائيين بالتقاط الصور التذكارية مع السيد الرئيس أو مع الولاة. وبصراحة لا أدري إن كان هذا التقليد والطقس (سوداني بحت) أم أنه أمر دارج في كل حكومات الدنيا. المهم ما قلنا حاجة أن يتم وداع السابقين واستقبال اللاحقين، لكن بصراحة السيد الوالي (مكتر المحلبية) شوية وهو يقول إن الوالي السابق الدكتور “عبد الرحمن الخضر” قد أفلح بل ونجح تماماً في اختيار حكومته السابقة، وأنهم أي الوزراء والمعتمدين قد نجحوا تماماً في ما أوكل إليهم. طيب يا سعادة الفريق إن هم فعلاً بهذه الصفات وهذا النجاح وهذه الكفاءة (مغيرنهم) لشنو ما تخلوهم مستمرين في ما بدأوه من نجاح، أم أن من مستلزمات تغيير الوالي تغيير حكومته حتى لو كانت حكومته ناجحة وفاعلة!! أعتقد أن ما قاله الوالي “عبد الرحيم محمد حسين” تعدى المجاملة التي يمكن أن تقال في مثل هذه المواقف إلى مجافاة الحقيقة تماماً، ومعظم ولا أقول (كل) حتى لا أكون من الظالمين ومعظم أعضاء الحكومة السابقة لم تقدم لولاية الخرطوم ما يدخل في باب العمل الجاد والمؤسسي الذي انعكس على الولاية ومواطنها، خدمات أم مردود ونتائج لمشاريع يتلمسها في حراكه اليومي والمعتادـ كيف يكون هؤلاء قد أدوا أداءً طيباً يستحق الشكر والاستحسان والخرطوم غرقانة في شبر موية ومدفونة في أطنان النفايات؟ كيف يكون هؤلاء قد أدوا أداءً حسناً والأسواق تشهد عدم انضباط وصل حد الانفلات!! كيف يكون هؤلاء قد أدوا أداءً طيباً والخرطوم الولاية بلا فعاليات ثقافية أو سياحية تعيش في حالة من السكون والسكوت الفكري والإبداعي لا يتحرك إلا بالمناسبات بين كل حين وحين!!
لا يا سيدي الفريق الحكومة السابقة لا تستحق الشكر في المجمل وقد فشلت في أهم ملفاتها بمنح أصحاب الخطط السكنية المستحقة في الحلفايا وغيرها حقوقهم، وعرضت أمن البلد لخطورة ردة أفعالهم الغاضبة والساخطة على التجاهل وعدم الإيفاء بالوعود.
لا يا سيدي الوالي شكرك لم يكن في محله وليتك كنت أبديت ملاحظات حقيقية حتى لو كانت قاسية في مجمل الأداء التنفيذي، لتعطي إشارة حمراء للقادمين الجدد حتى يتأملوا ويتفكروا (أنه جاييهم يوم زي ده) يسألون فيه سؤال منكر ونكير. لكن أن تكون خواتيم دورتهم شكراً مبذولاً بلا حدود وعناقاً أخوياً دافئاً، فهذا معناه (سووا سواتكم) وعين المواطن تعاين لترتفع قيم المجاملة على حساب المهنية ويؤهل لعبارات الخوة في شأن عام بدلاً من جرد الحساب ووضع النقاط على الحروف!!
في كل الأحوال لا أظن أني كنت وحدي من استغرب لعبارات المديح من الوالي الحالي للحكومة السابقة، أو لم ترق له، على أقل تقدير. فهي سنة غير حميدة تغبش الأشياء (وترمد) أي تجعلها رمادية اللون للحقائق والثوابت.
كلمة عزيزة
الخلاف الذي يدور داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي أوضح بجلاء الحالة المأساوية التي تعيشها معظم الأحزاب السودانية، وللأسف أن خلاف الاتحاديين أوضح أيضاً أن الديمقراطية التي هي اسم وعنوان للحزب لا علاقة لها بالممارسة التي تنم داخله، ومقاليد الأمور جميعها في يد مولانا الذي بينه وبين قواعد حزبه (حجاب وسُتر) في موقف غرائبي وعجيب في شكل الممارسة الحزبية!! ولعل الخلاف الأخير الذي أخرج “إبراهيم الميرغني” عن سكونه جعلني أتأمل حديث الشاب في يوم واحد على قناتي أم درمان والنيل الأزرق وفي كلا البرنامجين بدا ناضجاً فكرياً وسياسياً تحدث بصراحة من غير اندفاع شارحاً وموضحاً للأزمة الاتحادية، ليؤكد بذلك أن بالحزب طاقات وأفكاراً تستحق أن تجد المتنفس لتشكل الحالة المستقبلية للاتحاديين بعيداً عن عباية (آل البيت الميرغني) الذين تصدر بعضهم الواجهة، بل وقادته هذه الصفة حتى القصر الرئاسي.. بالمناسبة في ذات الحلقة بقناة النيل الأزرق شاهدت الأخ “عمار شيلا” يطرح نفسه كمحلل للحدث المهم. واللافت وأحسب أنه وبخلفيته الاتحادية أجاد وبرع بحديث منطقي وعقلاني وناضج، والحلقة في مجملها كانت مباراة شبابية بين “عمار” و”إبراهيم” مما ينفي فرضية أن الشباب ما جايب خبر أو أنه على هامش الأحداث!!
كلمة أعز
طولت لم أسمع مفردة غنائية (جديدة) تهز المشاعر كما تفعل أغنيات الكبار، وطولت لم أسمع صوتاً طروباً (يعطي) الكلمات بعسل الإحساس، إلى أن وقعت في أذني أغنية للطيب مدثر على واحدة من الفضائيات عنوانها (قبل ما تأخذ قرارك كنت تتريث شوية). فاتني أن أعرف شاعرها وملحنه، التحية للطيب الصوت الجميل والإحساس الرائع والأداء المكتمل!!