عز الكلام
شكة إبرة بـ(نُص مليون)!!
ام وضاح
ظللت ولمدة (48) ساعة تتنازعني مشاعر الدهشة والإعجاب بالأطباء والممرضين في مركز معروف لطب الأسنان بالقاهرة بعد أن أجرت ابنتي عملية صغيرة في أسنانها هي ليست الأولى، فقد سبقتها واحدة بالخرطوم كادت أن تتسبب لها (بعاهة) في الفك لولا لطف الله. ظللت متنازعة بهذه المشاعر وأنا أشاهد كيف أولى الطبيب كامل اهتمامه لابنتي لدرجة أنني شعرت به وكأنه أحد أفراد العائلة، وتعدى اهتمامه ليغمرني أنا ووالدها تطميناً فاق حد المعتاد مهوّناً علينا الأمر، وجعله عادياً بعد أن كنا نشعر به في غاية الصعوبة!! والاهتمام والرعاية بالمريض لم يكن أمراً استثنائياً في حالة ابنتي، إذ أن والدتي هي الأخرى وبعد أن داخت السبع دوخات بالعيادات لعلاج ألم أصاب رجلها، قررنا أن نعرضها على طبيب وصفوا لنا عيادته بحي الدقي الشهير، وما أن دخلناها حتى قام بما يليه من كشوفات وتحاليل وأفادنا بأن الوالدة تعاني من خشونة في الركبة، والأمر بسيط لا يحتاج مني لكل هذا القلق الذي ربما قرأه في عيني، وقرر لها فقط ثلاث حقن زيتية قام بإعطائها واحدة في ذات اليوم والثانية بعد (48) ساعة. ولما كان موعد سفرنا قد اقترب استأذنته في أن تأخذ الثالثة في الخرطوم. وليتنا لم نفعل.. وأقول ليكم كيف إذ إنني وبعد وصولي اتصلت مباشرة بالأخ الصديق الدكتور “وليد” وهو رجل إعلامي إلى جانب كونه جراحاً بمستشفى (رويال كير)، واستشرته في أنني أرغب في أن يقترح عليّ طبيباً من أهل الاختصاص، لأن الوالدة تحتاج للحقن في مكان معين من الركبة، وبالتالي لن أثق إلا في صاحب الاختصاص. وبالفعل تجاوب معي الأخ “وليد”، وبالتلفون الداخلي للمستشفى قام بالحجز عند الاختصاصي المعني، وحدد لنا حضوراً الساعة الثامنة مساءً وذهبنا في الموعد تماماً. وقبل أن ندخل على الطبيب دفعنا قيمة الكشف كاملة ثلاثمائة جنيه، وقلنا هذا حقه طالما أننا سندخل لمقابلته، وليتنا لم نقابله، إذ إن الرجل ما أن حكينا له قصة (دور بي القطر دا) للعلاج بالسودان، وذهابنا إلى مصر حتى ورانا الوش الثاني، وقال لوالدتي التي جاءت من هناك بمعنويات عالية: (إنتِ قايلة ده علاج.. بعد تلاتة شهور ح ترجعي أسوأ، وإذا عايزة العلاج النهائي تجيني تاني)، وسألته: (طيب يا دكتور هسع ما تقول لينا العلاج شنو)، قال: (لا بعد تعملوا صور أشعة تخصني)، وليست التي أجريناها هنا أو هناك. فما كان مني إلا أن شرحت له سبب حضورنا الذي هو مجرد احتياجنا له لإعطائها الحقنة ليس أكثر، وعندها بدأت المحاججة بيني وبينه إذ قلت له إن الطبيب المصري قام بحقن والدتي بالبنج أولاً ثم حقنها بالدواء، فما كان منه إلا أن قال لي: (دي حركات مصريين ساي إنتِ قائلة الطب ده وقف في مصر وبس). وقام بحقنها وهي بكامل الألم ولم يفتح الله عليه بكلمة تطمئنها أو تطيب خاطرها، وقبل أن نخرج لم ينس أن يتصل بهاتفه الداخلي بالشخص في الخارج، وقال له: (أخد منهم 250 جنيه حق طعن الحقنة)، رغم أننا من اشترينا الدواء ولم يكن من عيادته على الإطلاق ليكون مجموع شكة الإبرة في (رويال كير) بخمسمائة وخمسين ألف!!
لم أقصد من هذه الحكاية أن أوجع دماغ القراء الكرام بأمر شخصي يخصني، لكنني على ثقة أن ذات السيناريو تتكرر تفاصيله صباح مساء، ليتحول الطب المهنة الإنسانية الأرقى والأهم إلى تجارة واستنزاف. ويا ريت لو كان معها احترام وتقدير ورأفة بالمريض وبعض الأطباء من مستلزمات المهنة عندهم رفع النخرة وصرة الوش، وكأنهم مجبورون على التعامل مع هذه الكائنات المرضى، وهو برأيي ما جعل الثقة تهتز بالطب والطبيب السوداني، لنضطر إلى البحث عن العلاج الناجع والمعاملة الطبية ولو خارج الحدود. أما أمثال هؤلاء فإنهم لا يعتمدون إلا على الاختباء خلف أسماء المستشفيات الكبيرة التي لا أدري ما هي أهميتها، إن لم يكن اعتمادها على السمعة الطبية بدلاً عن الاعتماد على البهرجة الفندقية وسماحة جمل الطين!!
{ كلمة عزيزة
تركت وزارة المعادن كل الموضوع وقبضت في رقبة المستشار “صابون”، وكأن القضية هي الرجل وليست اتفاقية الشركة الروسية. وبطريقة الأفلام الهندية تسربت إلى الـ(واتساب) وثيقة لطلب ممهور باسم الرجل، كان يطلب فيه التصديق له بمساحة يقوم فيها التعدين كاستثمار خاص له، ولا أدري ما الغرابة في الطلب ولا حتى الجريمة في ذلك، والرجل بلغت به الشفافية أن طلب من الوزارة أن تخصم مستحقاته عندها كقيمة للتصديق نفسه. في العموم القصة ليست استقالة المستشار أو عدمها.. القضية هل الشركة الروسية على قدر الثقل والوجود الذي تتحدث عنه الوزارة؟ أم أننا سنصحو لنكتشف أن المستشار “صابون” فضح فقاقيع الصابون؟!
{ كلمة أعز
رغم قرارات الوالي السابق للخرطوم دكتور “عبد الرحمن الخضر” بوقف استعمال عربات الدفع الرباعي للوزراء والمعتمدين، إلا أن بعضهم ما زال (يقدل) بها في شوارع الخرطوم.. هل ذهب القرار بذهاب “الخضر” يا سعادة الفريق؟؟ ووين عربات (جياد) نركب مما نصنع؟!