رأي

مسألة مستعجلة

دستة طماطم وكيلو برتقال !!
نجل الدين ادم
لا تستغرب إذا وجدت شخصاً في هذه الأيام يحدث (الخضرجي) بأحد الأسواق أو محال البيع ويقول له (جيب دستة طماطم وكيلو برتقال)، لأن واقع الحال تبدل تماماً فطارت أسعار الطماطم وهبطت أسعار فاكهة الرفاهية البرتقال بأمر السماسرة!.
 تخيلوا أن سعر كيلو الطمام أصبح  بـ(50) جنيهاً وقد تزيد، أو تهبط اضطرارياً في اليوم التالي، فكأنما أغنية (إتعزز الليمون) ذائعة الصيت قد تبدلت وحلت أغنية (إتعزز الطمام)، حيث لا تستطيع في هذه الأيام الوصول إلى الطماطم، إلا أن تكتفي بأبيات (وقام اتعزز الطماطم) .. بدل الليمون، وأنت  تصف غرور فتاة.
معروف عن الطماطم عندنا في السودان أنها من أرخص الخضروات على الإطلاق وهي تعتبر محبوبة الجماهير أو الشعب شأنها شأن الفول حيث  لا تغيب عن وجباتهم البتة، والكل يردد اعملوا لينا كسرة بطماطم ما أشهاها وأنت تمتلئ منها حتى التخمة دون أن تصاب بأي ضرر، لكنها الظروف فقد تغيبت العزيزة الطماطم هذه المرة بأمر الارتفاع الجنوني للأسعار!
وللمعلومية .. فإن كيلو الطماطم الذي يمكن أن تشتريه في هذه الأيام على ارتفاع سعره لا يتجاوز بأي حال من الأحوال عدد خمس قطع..  يعني دستة الطماطم أو الـ(12) قطعة من الطماطم تعادل اثنين كيلو ونصف ودسة الطماطم أبو (12) قطعة ستكون بموجب هذه (الحسبة) بمبلغ (125) جنيهاً طبعاً برضو على أقل تقدير!.
يمكن أن يكون لظهور الطمام في غير موسمها سبباً من أسباب ارتفاع سعرها، ولكن ليس بهذا الحد، حيث أن (صفيحة) الطمام في فصل الشتاء تكون بمبلغ  (20) جنيهاً.
طبعاً من (تفانين) و(تقليعات) السوق هو بيع (السلطة) خالية من الطماطم لزوم الأسعار مرتفعة وكدا، معقولة بس طيب الفائدة ما في الطماطم .
من هو المتهم الأول بالمغالاة في سعر هذا الخضار الذي يجده الضعفاء ملاذاً آمناً للهروب من الأسعار العالية للحوم الحمراء والبيضاء؟! .. وماهي القاعدة التي ترفع الأسعار في يوم إلى حد هروب المستهلكين وفي اليوم التالي تهبط به إلى حد خسارة (الخضرجية)، معادلة عجيبة ومعقدة لا ينفع معها إلا أن تتدخل سلطات القطاع الاقتصادي لوقف هذا الاستنزاف المستباح للضعفاء والمواطن البسيط سواء كان بغلظة القرارات النافذة أو التدخل بطرح كميات موازية من الطماطم في السوق كما يحدث في اللحوم وغيرها من السلع، لا تستهينوا بذلك، فلم يتبقَّ من أحلام أكلة هنية لأي مواطن في ظل ارتفاع أسعار السلع كافة إلا أن يشتهي ويقول يا جماعة أدونا كسرة بطماطم .. لا تحرمونا منها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية