شيخ "الأمين"
حرت واستبدت بي الحيرة وأنا أتسقط كثيراً منشوراً متداولاً، مكتوباً ومروياً عن الشيخ “الأمين عمر الأمين”، شيخ أحد الطرق الصوفية وصاحب مسيد معروف بأم درمان أثار كثيراً جلبة كبيرة وعريضة في أكثر من مناسبة وحدث، لم ألتق شيخ “الأمين” هذا ولم أغشى له مجلساً ولا أستطيع حتى الآن تمييزه بكونه منتم لأي الطرق الصوفية أو المشائخ ولا أعرف عنه إلا كونه تحول إلى ظاهرة بين التأييد والمقت، بيد أني أحسست تجاه الرجل بقدر من الإشفاق إذ لا يبدو لي منطقياً هذا التعريض والتعرض المستمر بشخص وليس هو بقاطع طريق أو (كتال كتلا)، بل هو شخص متصوف وصاحب سلوك ديني وراية صوفية تجمع حوله نفر من الشباب المؤمنين بطريقته وما يقول ويشرح، ولا أعتقد أن هذه ميزات تزري بصاحبها إلى الأسفل إن لم تنقله إلى مقامات علية.
قد يقول قائل إن له مآخذ سلبية، سواء على صعيد الممارسة أو التأسيس الفكري، أو لآي رؤية أخرى وعلى القائلون بهذا في مناهضة الرجل تحري طرقاً أكثر حضارية وموضوعية في عرض مواقفهم وآرائهم وتصوراتهم بعيداً عن الانجراف إلى التهاتر ومناهج قتل الشخصية، والتصويب إلى خارج نطاقات الرأي والرأي الآخر لأني وبصراحة ومما أرى لا يمر يوم أو ليلة أو حدث ومناسبة إلا وكان شيخ الأمين هذا عرضة لإيمان الحانقين وثورتهم الضجرة والحانقة عليه دون أن يقدم أحد منهم دفوعات موضوعية بعيدة عن التشنج لمبدأ أني أكره شخصاً ما فعلى الآخرين أن يكروه معي وهذا منطق معتل ثم معوج بل شديد الاعوجاج.
يحق للشيخ “الأمين عمر الأمين” أن تكون له أنشطة رياضية وسياسية واقتصادية ومصالح في هذا البلد، ليس في هذا ما يعيب ولا اعتقد أن إصابة شيء من الدنيا بالحق والاستحقاق والطرق المشروعة، فهو ليس بدعاً من رجال دين ومشائخ آخرين لهم حضورهم المجتمعي بالمبادرات والأعمال، بل ووصل بعضهم حتى إلى الدوائر السياسية بين قريب من خطوط الحكومة أو موال للمعارضة ولاء ظاهراً وفي الوقت نفسه يحق للشيخ الشاب دعم مشروعه الذي يطرحه طالما أنه لم يتعارض وصحيح الدين والمعلوم منه بالضرورة، ومن كان يملك خروقات أو إشكالات يعرفها في هذا الجانب فهناك أكثر من طريقة لتبيان الحقيقة دون تحويل المنازلة إلى قضية (استلطاف) و(بغض) يتأرجح فيه الأنصار بين الخيارين فلا نكسب سوى ارتفاع سقوفات الكراهية.
من كثافة التعرض والتعريض بهذا الرجل بت أشعر أن بالأمر شبهة حسادة أو غيظاً، أو شيء لا أعرف توصيفه، بقو للزول في العزيزة !!!