رأي

مسألة مستعجلة

توقيت تصريحات “المهدي”!!
نجل الدين ادم
من غير المتوقع، سارع رئيس حزب الأمة القومي السيد “الصادق المهدي” بإعلان نيته العودة إلى البلاد دون أي شروط أو قيد أو ضمانات، وذكر أنه أبلغ الحكومة بذلك، على أن تتم الخطوة بعد الفراغ من ثلاث قضايا أو أمور محلية وإقليمية ودولية.
 حديث “المهدي” يعطي إشارات إيجابية في اتجاه مصالحته مع الحكومة أو المؤتمر الوطني وإمكانية مشاركته في عملية الحوار الوطني الذي تنشط جهوده هذه الأيام على قدم وساق، وقد حرص “المهدي” خلال الحوار الذي أجرته معه فضائية (الشروق) على الإشارة إلى أنه ليس هنالك من جهود أو وساطات لعودته، يعني عودة تلقائية، رغم أن ثنايا الحديث تشير إلى أن هناك وساطات انتهت إلى هذا المصير، وإلا فإنه ما كان لـ”المهدي” أن يقول إنه أخطر الحكومة بعزمه العودة إلى البلاد دون شروط.
“المهدي” شخصية سياسية مؤثره لا يختلف عليها اثنان، وكذلك حزبه ذو قاعدة جماهيرية كبيرة، لذلك فإن دخوله في عملية الحوار الوطني يمثل قوة دفع قوية يمكن أن تأتي بآخرين سواء أكانوا أحزاب معارضة أو حركات مسلحة.
والإشارة المهمة في حديث “المهدي” وتأكيده على عودته الطوعية إلى البلاد، هي أنها تزامنت مع مقدم رئيس الوساطة الأفريقية السيد “ثامبو أمبيكي” إلى البلاد، الذي ينشط في دفع جهود الحوار. ولا أظن أن الحديث جاء مصادفة لأن “المهدي” سياسي متمرس في إدارة الملفات، يعرف متى يرمي بكلامه.. وأين.. وكيف.. وقد بدا لي كأنه يريد أن يوصل صوته للوسيط بتأكيد حرصه على العودة للبلاد دون ضمانات، وأنه ليس طرفاً في تعثر جهود الحوار الوطني الذي دعت له الحكومة.
تصريحات “المهدي” وضعت الحكومة أمام محك تقديم المزيد من التنازلات والقيام بالجهود التي تضمن دخول كل الرافضين لعملية الحوار أو المتحفظين عليه.. السيد “أمبيكي” سيكون أمامه وهو يقرأ في أوارق الحوار موقف واضح لـ”المهدي”، وفي مقابل ذلك يريد موقفاً واضحاً من الحكومة حتى تستقيم الأمور وتمضي إلى الإمام.. فهل يفلح في ذلك؟!
“أمبيكي” ربما يلتقي أحزاب حكومة الوحدة الوطنية اليوم أو غداً، وبالتأكيد سيكون موقف “المهدي” حاضراً في هذا اللقاء.. وهذه التطورات ربما تعمل على فتح آفاق بدء الحوار الوطني سيما وأن اللجنة التنسيقية للحوار ستلتقي الرئيس يوم غد (الأربعاء).
“المهدي” اختار التوقيت السليم لإعلان موقفه دون أن يعطي لجهود الوساطة السبق في الالتحاق بالحوار، ليضمن موقفاً إيجابياً وأكثر جدية من الحكومة أو المؤتمر الوطني بغية إنجاح الحوار الوطني، وهذا ما ستحدده الأيام القادمات.. ويا يوم بكره ما تسرع تخفف لي نار انتظاري.
وبالتوفيق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية