رأي

عز الكلام

حصلوها قبل تخرب!!

أم وضاح

ما يحدث هذه الأيام في الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون أمر بالغ الخطورة، تداعياته وانعكاساته داخل الحوش ستبلغ حداً من الانطباعات السيئة لا تدركه عقلية وذهنية المدير الجديد “الزبير عثمان” الذي ربما يظن أنه بهذا المسلك وهذه القرارات يغازل ود الحكومة، أو الأجهزة الرسمية التي تدير الإعلام، وهو في ظني واهم ولا يقدر حجم ردود الأفعال التي يفتعلها وهو جالس في مكتبه. والأخ “الزبير” للأسف الشديد انحنى قبل فترة لعاصفة مسلسل (بيت الجالوص) الذي أوقفه بجرة قلم ليضرب بذلك عرض الحائط بمفاهيم المؤسسية والتراتبية التي جعلت المسلسل يشق طريقه نحو الأثير، إذ أنه برأيي وبغض النظر عن ما يحويه المسلسل في ثنايا حبكته الدرامية، إلا أن الرجل شطب الدور الأساسي والمهم للجان التي تعرض أمامها النصوص وهي التي يخول لها أن توافق أو ترفض  عرض النص الموجود أمامها، بما لأفرادها من خبرة ومعرفة وعلاقة بالشأن الإبداعي جعلهم أهلاً للتقييم وللمصادقة على جواز مرور هذه النصوص!! وبالتالي وبهذا القرار العجيب أصبحت الأبواب مفتوحة لأي جهة في أن ترفع سماعة الهاتف وتتصل بالأخ المدير، بدعوى أن النص الفلاني يسيء إليها أو الشاعر الفلاني همزها أو غمزها بالبيت الفلاني، وفي ستين داهية اللجان التي تقيم واللجان التي تجيز. أمس الأول صادق مدير الهيئة على قرار مجحف بإيقاف عدد من موظفي التلفزيون لأنهم مارسوا حقهم في المطالبة بحقوقهم دون خروج عن النص أو آداب الاحتجاج، رغم أن الإدارة السابقة شهد عهدها أكبر عدد من الاحتجاجات والوقفات، لكن رغم ذلك لم تتجرأ على هذا القرار المعيب، وبالتالي فإن الأخ المدير الجديد “الزبير عثمان” رغم أنه لم يأتِ المنصب (بترفيع) سياسي إذ أنه من أبناء الحوش وأصحاب الوجعة (ده قبل ما يبقى مدير)، وهو الأعلم والأدرى بحجم وكم المعاناة التي يعانيها أهل الفضائية السودانية، وهذا كله كان حري به أن يجعله منحازاً إليهم. ما قلنا (سل سيفك) لوزارة المالية لكن على الأقل مخاطبتهم وتطمينهم بأنه سيحدث حراك يحرك هذه البركة الآسنة مما كان سيجعله محط تقدير واحترام، لكن أن يبادر بإيقاف وقطع عيش أبناء قبيلته، برأيي هو قمة الملكية أكثر من الملك نفسه. وإن كان “الزبير” بهذا التطرف يظن أنه يسدي جميلاً للحكومة فهو لا يدري أنه يضرها ويؤلب عليها مكامن السخط والغضب، بتصرفات منافية ومجافية للفهم الذي ظلت الحكومة وعلى أعلى مستوياتها تحاول توطينه، بأن سقف الحرية مرتفع للحد الذي يجعلنا نتنفس هواءً نقياً بعيداً عن عوادم كبت الرأي وسلب الحقوق ورفض الآخر!!
أعتقد أن تطور الأحداث في تلفزيون السودان بإيقاف بعض منسوبيه تطور في الاتجاه غير الصحيح، يجعلنا نهمس في أذن صانع القرار أنه ليس كل مذيع ناجح يمكن أن يصبح مديراً ناجحاً، وأنه ليس كل من أدار مؤتمراً إذاعياً قادر على إدارة هيئة بحجم الإذاعة والتلفزيون وحصلوها قبل ما تخرب.
{ كلمة عزيزة
الطبيعي والمنطقي أن تقوم كل فضائية وعقب انتهاء برمجة شهر رمضان بقياس رأي أكبر شريحة من مشاهديها حول البرامج التي قدمتها، وبذلك تضمن تقييماً حقيقياً ليس فيه قدر من المجاملة حول ما قدم، أما أن تنغلق الفضائيات على نفسها وتعيش (وهمة) أنها قدمت الأفضل والأحسن وأنها أي الفضائية كانت الأولى في السباق الرمضاني فهي (وهمة) لا تولد إلا مزيداً من التراجع والفشل، خاصة وأن الشفافية في التقييم فيها فرصة كبيرة لتطوير الأفكار واستنباط أخرى جديدة بعيدة عن التقليد الواضح أو التقليد الذي (يغبش) الأفكار. وكثير من البرامج لا تختلف إلا في الاسم والمقدم والشبه يتسلسل إلى الفكرة وحتى الضيوف أنفسهم فيصبح كله عند (الشاشات) ليمون!
{ كلمة أعز
أحسب أن الجميع في انتظار تشكيل حكومة ولاية الخرطوم الجديدة والتي لازالت على ما يبدو في مرحلة المشاورات من أصحاب القرار، وهي مشاورات نرجو ونتمنى ألا تكون تفاصيلها تدور حول من يعين بمبررات الولاء والحزب فقط، وإنما نرجو أن يكون التأخير فحصاً وتمحيصاً لمن يستحق أن يدير أقدار الناس في هذه الولاية وبكرة نشوف.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية