النشوف اخرتا
جاطت
سعد الدين ابراهيم
أعجبني جداً حوار الأستاذ “الصادق الرزيقي” رئيس اتحاد الصحافيين، خاصة وجهة نظره النقدية عن مسلسل (بيت الجالوص) الموقوف. فقد ورد في حواره مع الرأي العام.. قوله: (اعتقد أن هنالك خللاً فنياً في رؤية الكاتب.. المسلسل نفسه من الناحية الدرامية كان مسلسلاً ضعيفاً لم أجد فيه الحبكة الدرامية المتقنة).. وقال: المسلسل ضعيف لا يخدم أي قضية.. وقال: “آفة المسلسلات الإذاعية هذا النوع من الكتاب الذين لا يقدرون الأمور تقديراً صحيحاً”
والمسلسل لفائدة القارئ فكرته لبروفيسور “بلدو” التي كتبها في عمود راتب له.. وأعدها للإذاعة الصحافي الشاب “معاوية السقا” وهو كاتب درامي ناشئ أو جديد.. وأول مسلسل ألفه للإذاعة كان يدور حول ذات الموضوع .. إذا اتفقنا مع رئيس الاتحاد في نقده.. يظهر السؤال لماذا يحدث هذا؟.. ولماذا يحدث في دراما الإذاعة المعروفة بالحصانة وبالإتقان منذ “حمدنا الله عبد القادر” ومروراً بـ”هاشم صديق”.. و”محمد شريف علي” و”محمد رضا حسين” عليه رحمة الله و”الخاتم عبد الله”.. وتوقفاً عند “عبد الناصر الطائف”.. و”أنس عبد المحمود” وقبلهما شخصي الضعيف.. أول مشاكل الدراما الإذاعية الأجر المتدني سواء للمؤلف والمخرج أو للممثلين والممثلات.. وبالتالي هروب المؤلفين الكبار.. “هاشم صديق” على سبيل المثال أنا على يقين من أن لديه في درج مكتبته أكثر من مسلسل كما أعرف قدراته على التأليف إن وجد مناخاً صالحاً.. وخطورة منع المسلسل بتحريض من الاتحاد في إنه ابتدر بادرة رقابية غير حميدة.. وأوحى للقائمين بالأمر أن يشددوا الرقابة على النصوص قبل البث.. وهذا يفتح مجالاً للتزود وللملكيين أكثر من الملك.. ويفتح نافذة الرقابة وكعادتنا سيتم إيكالها إلى موظفين ينظرون إلى الأمر من وجهة نظر سياسية أو رقابية تجعلهم يبعدون عن الشر ويغنون له..
لذلك كان الأولى التصدي للمسلسل بهذه الطريقة النقدية التي وردت في حوار رئيس الاتحاد.. وأنا مره في ونسة مع الجنرال “حسن فضل المولى” قال لي: انتم الصحافيون تنتقدون كل شيء وكل شخص ولا تحتملون النقد وتقارنون برامجنا بالفضائيات العربية في حين لو قارنا صحفكم بالصحف العربية فستصل إلى ذات النتيجة.. وبدا في مقال للأستاذ “السر السيد” ما يشي بأن الصحافة تنتقد الإذاعة والتلفزيون بكل جرأه..
ولكنها لا تحتمل النقد بالمثل.. ضرب “الرزيقي” مثلاً بفئات مثل الأطباء والمحامين والمعلمين هل يقبلون مثل هذا النقد العادي.. هم لا يقبلون ولكن لا يوقفون الأعمال الدرامية. احتج من قبل ضباط الشرطة على مسلسل الشاهد والضحية ولم يوقفوه، احتج الأطباء من قبل على مسلسل تلفزيوني رأوا إنه يشوه صورتهم ولم يوقف المسلسل.. احتجت طالبات الولايات في داخليات العاصمة وأسرهن على مسلسل (الشيمة) الذي رأين أنه يشوه صورتهن ولم يوقف المسلسل.. فلماذا تم إيقافه، هنا للأسف الشديد مارس الاتحاد ضغوطاً على متخذي القرار حتى توقف المسلسل وفي هذا استخدام خاطئ للنفوذ والتأثير.. أعان الله كلاً على كلٍ