(الشروق) تجدد.. (النيل الأزرق) تواصل بالنمط القديم.. و(القومي) خارج المنافسة
نظرة على برامج رمضان
الخرطوم ــ محمد جمال قندول
بدأ العد التنازلي للحكم النهائي على ما عرض من برامج في رمضان عبر الفضائيات السودانية المختلفة، وبعد مرور (25) يوماً من الشهر الكريم بدأت الآراء تتبلور بعد منافسة شرسة بين (الشروق، النيل الأزرق، أنغام، قوون، أم درمان والتلفزيون القومي).
(1)
يبدو أن (النيل الأزرق) فشلت في استيعاب رضا المشاهدين ببرنامجها الأشهر والسنوي (أغاني وأغاني)، حيث بات البرنامج مدعاة للسخرية ومادة مفضلة لدى مواقع التواصل الاجتماعي لإبداء التعليقات الساخرة، ويرجع ذلك إلى الاختيارات، بجانب استخدام بعض الفنانين الشباب له في أغراض دعائية واستعراضية لشخصياتهم، وواجه البرنامج موجة من الانتقادات بالأسبوع الأول من الشهر الكريم وصلت إلى المطالبة بإيقافه في نسخته العاشرة.. بينما فشل المذيع “سعد الدين حسن” في أقناع المشاهدين ببرنامجه (شق الديار) الذي تم تصويره بفكرة جديدة وهي العرض من داخل عربة متحركة.. وبشكل عام يبقى برنامج (زول في الساحة) هو البرنامج الوحيد الذي حفظ للمحطة الزرقاء ماء وجهها في ظل اعتمادها على شكل برامجها القديمة.
(2)
وعلى الجانب الآخر جددت قناة (الشروق) من شكل برامجها بإدخالها عدداً من الأنماط الجديدة، وبرز برنامج المذيعة العائدة بعد غياب طويل “تسابيح مبارك خاطر” الذي حمل عنوان (كلام نسوان) في واجهة الأكثر مشاهدة نسبة لجديته في الطرح وتخصيص البرنامج في إطار محدد، فيما واجهت المذيعة “سلمى سيد” انتقادات عنيفة جراء برنامجها (مع سلمى) الذي جزم المتابعون أنه إعادة تكرار لبرامجها السابقة، فيما نجحت المذيعة “إيمان بركية” في تقديم برنامج (بغنيلك) الذي يعد من أميز المعروض بـ(الشروق).
(3)
ويبدو أن قناة (الخرطوم) لم تتعلم من تجربتها بعد أن أضحت فضائية متطورة من قناة محلية، حيث لم تقدم أي شيء يقنع الجمهور بتحويل الريموت صوب ترددها، وفشلت في جذب المشاهدين حتى من خلال برنامجها الجماهيري التي تبثه من صالة (دينار) بالعمارات حيث كان الحضور ضعيفاً.. أما قناة (أم درمان) الفضائية فآثرت تقديم السهل الممتنع، حيث حافظت على رونقها وتطورها من عام لآخر بـ”كوكتيل” من البرامج يبرز في مقدمتها (بت ملوك النيل)، فيما عرضت (أنغام) بعض السهرات الغنائية التي لم تصل لمستوى التوقعات، وابتعد (التلفزيون القومي) عن المنافسة وعرض مجموعة من البرامج الغنائية لكنها لم تحظ بإثارة الصدى والجدل.
(4)
الكاتب الصحافي والناقد الفني “سعد الدين إبراهيم” يرى أن هنالك جهداً قدم من قبل الفضائيات من خلال الاستعداد، لكنه أعاب عليها عدم نجاح برنامج مكتمل الأركان، وإن كان الجهد في الإعداد والتصوير هو الذي ميز الفضائيات.
ودلف أستاذ “سعد الدين” للتعليق على برنامج (أغاني وأغاني) مؤكداً بأنه مرضٍ وبات من ثوابت رمضان بالنسبة للسودانيين، وأشار إلى أن نجاحه يكمن في إثارته للجدل. واستطرد قائلاً: (الناس السنة دي ركزت على الأزياء والتعليق عليها في أغاني وأغاني.. وفنانين زمان برضو كانوا بلبسوا، مثلاً الكاشف كان بلبس شارلستون.. وتبقى الأزياء شيء شخصي للفنانين)، وزاد: (من المفترض الحكم يكون بالمجهود والعمل الفني المقدم). وأثنى “سعد الدين” على برنامج (بغنيلك) الذي وصفه بالممتاز.