عز الكلام
ملك في الساحة..!!
أم وضاح
رغم أنه كان بإمكاننا أن نتابع حفله من خلال الشاشة، إلا أننا قصدنا ساحة مول الواحة لنستمع ونستمتع به دون فواصل زمانية أو مكانية، لأن لـ”صلاح بن البادية” عطراً في الصوت يفوح ملامساً أنوف عاشقيه ليتسرب إلى دواخلهم بلا استئذان، نحسه نحن من نحب أغانيه حداً يفوق الوصف والخيال. ولعل “بن البادية” الذي يمثل ما تبقى من جيل الرواد (أطال الله في عمره) وحفظه وصانه من كل شرٍ ومرض، ما زال يواصل العطاء بروح الشباب لم تنقصه منه العصا التي يتكئ عليها، إذ إنني كثيراً ما أشعر أنها زادته ركوزاً ورسوخاً في تجربة فنية يستحيل أن تتكرر بذات التفاصيل وذات السيناريو وذات الخلود وذات النقاء الذي يميز صوته وطلته وتجدد شبابه، ودعوني أقول إنني وأسرتي جميعاً نعشق “بن البادية” مغنياً ومنشداً وحتى متحدثاً، لذلك أبذل جهداً كبيراً في (التركيز) معه، فلا يفوتني شيء يتعلق به مظهراً أو مخبراً.. وإطلالته أمس في ساحة مول الواحة من خلال البرنامج التلفزيوني الذي تنقله فضائية النيل الأزرق، جعلتني أدير في نفسي حواراً ساخناً إذ كنت أنا من يسأل وأنا من يجيب والحضور يبدي تجاوباً وحفظاً وانسجاماً مع أغانٍ عمرها ربما أكبر بكثير من أكبر الحاضرين عمراً، لكنها خلدت لأنها ذات مضمون وذات مغزى.. والفنان الذي أعنيه جدير بأن يحمل (درجة الأستاذية) في مدرسة الفن الكبير، وهذا الرسوخ والشموخ لم يحتاج من “صلاح بن البادية” إلى ابتذال في المنتج أو المظهر ليعطي بذلك درساً بالمجان لمن يظنون أن الرسوخ والخلود يمكن أن يتم للفنان عبر خانة عارض أزياء، وهي خانة يمكن أن تضعه تحت ضوء دائرة إثارة الجدل، لكنها على الإطلاق لا يمكن أن تمنحه شرف أن يكون في دائرة من أثروا أو جملوا أو عطروا وجدان الشعب السوداني.
في كل الأحوال وكما العادة كان “بن البادية” سمح الطلة وسمح القول وسمح الغُنا، لتطوف كاميرات النيل الأزرق بهذا الجمال إلى كل مشاهديها، وتهديهم أمسية رمضانية عامرة بالجمال وباذخة الأناقة.. وعلى ذكر النيل الأزرق أقول وقد كنت أجلس في الكواليس أراقب التيم العامل الذي مؤكد سجل حضوراً إلى الساحة قبل ساعتين أو ثلاث من موعد البث، وجميعهم يعملون بفدائية محارب سلاحه الكاميرا وديسك الإخراج لتصل الصورة والصوت حدثاً ولوحة دون أن يكلوا أو يملوا، ويظلون على الدوام جنوداً مجهولين خلف الكواليس.. يزعجني، بل يغضبني أن تضيع مذيعة أو مذيع (دائش) جهدهم لهفوة أو غلطة أو عدم مذاكرة للنص، لكن أكثر ما لفت نظري التناغم والانسجام بين مدير البرامج “عمار شيلا” وأركان حرب النقل المباشر، وهي خطوة فسرتها بأن الرجل (سلك) وهو القادم الجديد إلى بيت أهله، الأسرة الواحدة التي يجمعها الحب الكبير سر النيل الأزرق وواسطة عقدها المنضوم الذي أرجو ألا ينفرط، والنيل الأزرق جمعت أهل السودان في الداخل والخارج ووحدت وجدانهم على قبلة الإبداع، لتخلق حالة جمالية جعلت كثيراً من الفضائيات غاية أمانيها أن تكون نسخة ولو مصغرة من النيل الأزرق.. ولأنها قناة بهذا التوجه وهذا العمق في أوساط السودانيون حريٌ بأفرادها والعاملين فيها أن يجدوا أفضل أوضاع وأكبر إنصاف مادي ومعنوي، ليتفرغوا لرسالة الإبداع وتأصيل الهوية السودانية في نفوس أجيال مكشوفة لرياح فضائيات عربية وأجنبية تحتاج لمثل النيل الأزرق سداً وحاجزاً.
في كل الأحوال، التحية للأخ “الفرزدق”.. والتحية لـ”عادل إلياس” و”أيمن بخيت” و”لؤي بابكر صديق”، ولـ”عمار شيلا”، وللجنرال “حسن فضل المولى” المدير الذي يقف خلف الكاميرات مراقباً ومتابعاً دون (طنقعة) بحثاً عن مقاعد الـ(VIP) لأنه مدير القناة.. والتحية لمن هم خلف الكاميرا وأجهزة الصوت.. والتحية بالتأكيد لـ”مودة” التي نضجت وتملكت الشاشة بذهن صافٍ وحضور متقد.. والتحية لكل زول سوداني مبدع وجميل يستحق أن يكون زول في سوح وجداننا ودواخلنا ومشاعرنا.
{ كلمة عزيزة
حتى أمس، كل المعاملات المالية متوقفة لأن المعاملات الإلكترونية تواجه مشاكل لوجستية، وكان بالإمكان أن يظل التعامل التقليدي جنباً إلى جنب مع التعامل الإلكتروني حتى يصل إلى بر الأمان.. لا أدري كم من الأموال فقدتها الخزينة الأيام الماضية؟ وهل ستتم محاسبة من ركب رأسه وأصر على التجربة رغم عدم نضوجها؟!
{ كلمة أعز
غداً أكتب عن الدراما السودانية في الفضائيات.. عن الذين خاطبونا والذين استهبلونا.