"إبراهيم" (بياع السبح): الشغل عال العال
يأمل أن يعود للدراسة بعد أن جمّدها عند الصف الثامن
الخرطوم – محمد جمال قندول
أثناء خروجنا من أحد مساجد السوق العربي بعد صلاة الظهر كان ملفتاً للانتباه وجود شاب أسمر البشرة يتجول بمجموعة من “السبح” مصفوفة على قطعة معدنية طويلة، أمام باحة المسجد مشكلاً لوحة جمالية رائعة من خلال ألوانها الزاهية وتصميمها الأنيق.. اقتربنا منه ليحكي لنا عن طبيعة مهنته خاصة في نهار الشهر الكريم، فعرفنا أنه “إبراهيم هجو” (بياع سبح متجول)، حدثنا عن الظروف التي دفعته لامتهان هذه المهنة، وما يحققه من كسب من بيع السبح وما يصادف من عقبات أو مشاكل.. فإلى إفاداته..
(1)
“إبراهيم” جمد دراسته، وهو في الصف الثامن ابتدائي لظروف خارجة عن إرادته، وعنها يقول: (تركت الدراسة لظروف اقتصادية خارجة عن إرادتي، ولكن أملي كبير في أن أعود إلى قاعات الدراسة وإتمامها في المستقبل). ويواصل حديثه، ويحكي عن تفاصيل مهنته، ويقول: (أنا أصلاً من قرية أبو حجار غرب سنار، وجيت الخرطوم ولي ستة سنة، شغال بياع سبح، وساكن أم بدة الجميعاب).
(2)
يقول “إبراهيم”: (الحمد لله الأمور ماشة تمام التمام والمكسب فل الفل، وخاصة في الشهر الكريم دا، والسبح أسعارها تتراوح ما بين (5- 10 – 20) جنيهاً للواحدة حسب نوعها.
“إبراهيم” يأتي بالبضاعة من سوق ليبيا، حيث يستثمر في بيع (السبح) التركية والمصرية لكونها مرغوبة.
وعن ساعات عمله في الأيام العادية والشهر الكريم يوضح: (طبعاً تختلف، حيث أعمل بمعدل 18 ساعة يومياً في الشهور العادية، ولكن في رمضان أتجول فقط من الثامنة صباحاً حتى الواحدة ظهراً كحد أقصى، ومن ثم أعود للمنزل).