المشهد السياسى
وأخيراً .. اللهم أحفظ مصر..
موسى يعقوب
“المشهد السياسي” السابق الذي جاء بعد تشييع النائب العام المصري الدكتور “هشام بركات” والذي كان حدثاً مؤسفاً وكبيراً، كان عنوانه المختار والمناسب جداً – فيما نرى (أم الدنيا.. مالها..؟) وذلك لما لجمهورية مصر من تاريخ يذكر ويشار إليه في عون الآخرين للحصول على الاستقرار وغير ذلك من مقومات ومطلوبات حياتية وثقافية وأمنية…الخ.
بيد أنه من قال إن الأمور تقف عند حدها وهو التشييع وإبداء الحزن والذكر الحسن للراحل “هشام بركات” والسيئ لمن فجر سيارته وقضى عليه..؟ حيث إنه كانت بيانات وتصريحات رسمية وخارجية كلها تصب في الوجه الآخر الذي يزيد الأمور (عسراً) ولا يفتح لها باباً لليسر ومنه التئام الجميع وإجماعهم على أن ما حدث ليس في المصلحة العامة كما أن غيره وما سبقه لم يكن كذلك كذلك..!
يوم الأربعاء – الأول من يوليو الذي يعد شهر النصر على إسرائيل في العام 1973 – كان يوم انفجارات وأحزان أخرى في “سيناء” وفي مدن ومواقع مصرية أخرى تعتبر وقوداً لما هو غير مرغوب، بل مرفوض جملة وتفصيلاً، ذلك أنه حسب الوكالات والمصادر:
_ (17) عملية (إرهابية) ضربت مصر في ذكرى الثلاثين من يونيو.
_ وفي سيناء في 1 يوليو 2015 قامت القوات المسلحة بقتل مائة من الإرهابيين.
فالمعارك الدموية وغير السياسية بعد النظام الحاكم وخصومه مستمرة ومتعددة الجوانب، والجيش المصري أيضاً تجاوز عدد ضحاياه الـ(70 قتيلاً وجريحاً) في هجمات وتفجيرات – حسب المصادر – استهدفت (7 مواقع عسكرية) في مناطق الشيخ “زويد” و”رفح شمال سيناء”.
غير أن القوات المسلحة المصرية في بيان لها وجهته للشعب المصري وجاء فيه:
شعب مصر العظيم إن قواتكم المسلحة تقود حرباً شرسة ضد الإرهاب ودون هوادة.. لينعم وطننا الحبيب بالأمن والاستقرار.
فالحرب مستمرة وتجد من يدعمها ذلك أنه وفيما يبدو لا بديل يلوح لذلك، وبعد كل حدث يأتي حدث آخر يزيد الأمور تعقيداً وصعوبة، وإن كان واجب السلطة الحاكمة أن تحمي أمن المواطن واستقراره، إلا أن السلاح – كما ذكرنا في المشهد السياسي السابق – ليس وحده المتاح في مجال الأمن والاستقرار وإنما أمور أخرى معترف بها وممارسة عملياً (قطرياً وإقليمياً ودولياً)، وهي الحوار مع الآخر والتفاهم بغرض الشراكة في تحقيق المصالح والمنافع القومية.
ونتصور من باب المراقبة والرصد والمتابعة، أن هذا ما ينقص النظام الحاكم في مصر والأطراف الأخرى بطبيعة الحال، وإن كانت المبادرة دوماً تأتي من جانب من يمسك بمفاتيح السلطة.
وما نقوله ليس بكلام يلقى على عواهنه وبلا مبررات أو دواعٍ.. فمن ينظر حوله يجد أن غياب الحوار والتفاهم أفضى بكثير من الدول والأنظمة من دول الجوار وغيرها إلى حالات من عدم الاستقرار، بل والانقسامات والتمزق. فما الذي انتهت إليه جمهورية (العراق) العربية وقد انفتح فيها الباب واسعاً للخلافات والتدخلات الأجنبية التي قادتها إلى ما هي عليه الآن، حيث فقدت استقرارها وموارد وثقلها العربي والإقليمي. و”الجمهورية العربية السورية” التي كانت مركز توازن في المنطقة.. ما الذي انتهت إليه هي الأخرى ونراه اليوم مع كل الأسف والحزن تدخل في حرب وشتات وعدم استقرار. شأن الوضع في “جمهورية اليمن” الشقيق اليوم أيضاً، وفي “ليبيا” وغيرها من دول الربيع العربي التي تعيش في حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار.
تأسيساً عليه، اليوم ونحن نقول (اللهم أحفظ مصر) نقول ذلك أملاً في أن يهدئ المولى – سبحانه وتعالى – الأحوال ويجعل الجميع أياً كانت أوضاعهم ومسمياتهم في حالة رغبة في الحوار والتفاهم والعمل المشترك على أسس ديمقراطية ووطنية.
فغير ذلك من الطرق يقود إلى نهايات سبق أن انتهت إليها دول شقيقة هي الآن في حالة غياب عن دورها الذي كانت تقوم به وتعمل من أجله. فالحوار.. الحوار والتفاهم والشراكة الوطنية أيها الإخوة في “جمهورية مصر العربية”.