عز الكلام
تواضع في غير محله!!
أم وضاح
في حوار تلفزيوني سألني الأستاذ “مصطفى أبو العزائم” رئيس تحرير الزميلة (السياسي)، ومقدم البرامج (الحريف) عن أهم ما يمكن أن أوجهه من نقد للشخصية السودانية، ولم أُطل التفكير في السؤال، فقلت له إن التواضع في غير محله هو واحد من عيوب الشخصية السودانية، لأننا دائماً ومهما فعلنا نشعر بما يشبه مركب النقص، ونظل نقارن أنفسنا بالآخر ونعطيها الدرجات الأقل حتى لو كنا نستحق (الفل مارك)، وضربت مثالاً على ذلك، المشتركة السودانية في برنامج (أمير الشعراء)، الذي تنتجه فضائية أبو ظبي وهي بالمناسبة شاعرة بارعة ومجيدة احتلت المركز الخامس في ترتيب حوالي ثلاثة آلاف مشترك، عندما سألها أحد أعضاء لجنة التحكيم عن واحدة من أمنياتها التي ترجو أن تتحقق فقالت إنها تتمنى مقابلة “أحلام مستغانمي” الكاتبة الجزائرية، وعلى غير ما نتوقع أعطاها الرجل درساً، حيث قال لها: (يا سيدتي أنت من تتمنى “أحلام مستغانمي” مقابلته، لأنك نجمة في مجالك ولا تقلين عنها شأناً أو قيمة)!!
ولعل حالة الانكسار الداخلي التي تجعل أكثر مبدعينا والعباقرة عندنا يمارسون تواضعاً في غير محله تحتاج إلى تأمل لمعرفة الأسباب والدوافع لذلك.. فهل مرد ذلك إلى طريقة التربية والنشأة التي تكون شخصية الفرد منذ طفولته؟ أم أننا نفتقد في مؤسساتنا التعليمية من المدارس وحتى الجامعات الآليات التي ترسم شخصية القائد داخل الأطفال والشباب، فينشأ الشخص (معتز بحاجاته) وشايف نفسه فلا يشعر إطلاقاً بدونية في العطاء أو المستوى، أو ربما مؤسساتنا الإعلامية نفسها لا تحسن التسويق أو التصفيق لهؤلاء المبرزين حتى يشعروا بقيمة ما يقدمون ويتبرأون من حرج المقارنة التي هي دائماً ليست في صالحهم.
في كل الأحوال، أعتقد أن لدينا شخصيات سودانية لو أنها وجدت ما تستحق من تسليط الضوء عليها وكسر قيود المحلية التي تكبلها، فإنها أكبر وأعلى قدراً من كثير من الشخصيات التي ننظر إليها بعين الإعجاب والانبهار.. واحدة من الشخصيات هي الأستاذة الصحفية “آمال عباس” التي أحسبها من رائدات العمل الصحافي والسياسي في الوطن العربي، وهي سيدة مثقفة وعلى درجة عالية من النضج الأدبي والسياسي، ومكانها بالتأكيد هو الصف الأول للصحافيات العربيات.. استمعت إليها أمس الأول في حوار تلفزيوني مع الأستاذ “حسين خوجلي” عبر سهرته (مطر الألوان)، فأمطرت فيه السيدة حلو الحديث وشجي الذكريات بمفردة أنيقة عطرتها التجربة والخبرة وفيض الحكايات.. أنا شخصياً تعجبني هذه السيدة التي عاصرت أهم فترات الحراك الفكري والسياسي السوداني، لذلك اختزنت كل مشاهداتها وتجاربها لتبدو بهذا النضوج وهذا الطرح القوي المتكامل!
“آمال عباس” ليست أقصر قامة من “روز اليوسف” أو “سكينة السادات” أو “أحلام مستغانمي”، أو الشاعرة الكويتية “سعاد الصباح”، لكننا كما قلت لا نجيد التسويق ولا التصفيق، لذلك تظل بضاعتنا محلية رغم أنها تستحق أن تكون في أولويات الصادر وفرز أول كمان!! في العموم تنافس الأستاذ “حسين” في طرح الأسئلة والمحاور مع “آمال عباس” التي تجلت في الإجابات والردود، فكان اللقاء فوق السحاب.. بعضه نزل علينا مطراً للألوان وبعض تنسمناه دعاشاً.
{ كلمة عزيزة
مؤكد أن الاتجاه إلى التحصيل الإلكتروني فيه كثير من الإيجابيات التي تقلل من الروائح غير المستحبة التي شابت عمليات التحصيل عبر الطرق التقليدية المعتادة.. لكن السؤال المهم كيف نضمن ألا تتعثر عمليات التحصيل بسبب (طششان) الشبكات الذي يحدث فجأة وبلا مقدمات؟؟ وأمس الأول ظل ابني حتى الساعة الرابعة فجراً عاجزاً عن التقديم للجامعة بواسطة النت، لأن الشبكة كانت في أسوأ معدلاتها.. في العموم الخطوة جيدة، لكن أخشى أن ينقصم ظهرها بمثل هذه المسببات.
{ كلمة أعز
سبق وأن أشدت بالأستوديو الخارجي الرائع الذي تنقل منه فضائية أم درمان برنامجها الصباحي.. لكن يا فرحة ما تمت، والكاميرا أمس تنقل الصحف موضوعة على تربيزة، ومتكلة (بحجر)! معقول يا فضائية الحرية والجمال؟!