تقارير

تداعيات التعديلات في قيادة المؤتمر الشعبي…. قراءة لما خلف السطور:

“بشير آدم رحمة” يمتنع عن التعليق و”كمال عمر” يوضح الأسباب
“عبدالله دينق نيال” يعود للأمانة العامة و”أبوبكر عبدالرازق” يطالب بقيام المؤتمر العام
الخرطوم – طلال إسماعيل
يصمت الأمين العام للمؤتمر الشعبي “حسن الترابي” عن التعليق على قضايا سياسية متعددة في السودان أبرزها الحوار الوطني، ولا تكاد وسائل الإعلام تظفر بالشيخ الذي تجاوز الثمانين عاماً لتسأله إلى أين يتجه السودان في ظل خضم الاضطرابات التي تحيط به، وفي مناسبات اجتماعية وسياسية معدودات يلقي الشيخ الترابي ببعض كلماته قبل أن ينصرف الى داره في المنشية ليواصل صومه عن الكلام.
لكن الرجل الذي تعود على قلب الطاولة وصنع الاحداث لا يهدأ ولايستكين، وبدأت الاسئلة الحائرة تلوح في افق التعديلات التي أجراها الشيخ الترابي على الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي، لتنطلق التكهنات عن المرحلة المقبلة خصوصا في ظل ترقب خروج الحوار الوطني من عثراته، فماذا يخفي الشيخ من مفاجأت؟

أوكلت  قيادة الشعبي في تعديلاتها  أمانة العلاقات الخارجية إلى “نادر السيوفي” خلفاً لـ”بشير آدم رحمة” الذي انتقل إلى الأمانة الاقتصادية، وأبقى على “كمال عمر” في موقعه أميناً سياسياً للحزب. وشملت التعديلات عودة “إبراهيم عبد الحفيظ” ليتولى ملف التجارة والصناعة.
ويقول القيادي بالمؤتمر الشعبي “أبوبكر عبدالراق” لـ(المجهر) أن التعديلات طبيعية، وتجرى مراجعات دورية للأداء ولاعتبارات متعلقة بالصرف أو لظروف متعلقة ببعض الأمناء أو لبعض الموازانات التي ينبغي أن تجرى تبعاً لمرحلة محددة، لكن أنا أتوقع أن يكون هنالك فرق كبير جدا بعد الحوار باعتبار أن هذه المرحلة مازالت ممتدة، ويجيب على سؤالنا: هل تتوقع تعديل آخر بعد مرحلة الحوار الوطني؟ قائلا :  (المرحلة بعد الحوار مرحلة فارقة وأتوقع أن تحدث عدة تعديلات والآن حدثت تعديلات طفيفة في الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي، تقلد “نادر السيوفي” أمانة العلاقات الخارجية لأن  نادر لديه علاقات متميزة في الخارج وهو جزء من موازنة شرق السودان وهو من (كسلا)،  و”إبراهيم عبد الحفيظ” طبعاً أدى أداءً مميزاً في الاتصال التنظيمي عندما كان يتولى الأمانة، وكان لديه بعض الظروف الخاصة قدرت القيادة أن تعفيه من التكليف والآن عودته طبيعية، ليمسك بملف التجارة والصناعة لأنه هو أصلاً زول تجارة، تخرج من كلية الزراعة جامعة الخرطوم ومنذ تخرجه يعمل بالعمل التجاري، وهو مستثمر بالعمل التجاري وباسقات في مجال العمل السياحي)  ويمدح “أبوبكر عبدالرازق” مجهودات “نادرالسيوفي” ويقول: (كان رئيساً لاتحاد طلاب الخرطوم وكان أميناً للجبهة الإسلامية بالولاية الشرقية قبل الانقاذ وكان اميناً للمؤتمر الوطني محافظة كسلا وفي نفس الوقت يتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة وهو شخص مثقف ومطلع وهو جزء من الاعتبارات، غير كفاءته الشخصية يمثل شرق السودان ويمثل فيها ثلاث ولايات القضارف والبحر الأحمر وكسلا) ويدعو “أبوبكر عبدالرازق” إلى قيام المؤتمر العام للمؤتمر الشعبي لا سيما أن الأداء التنظيمي في هذه المرحلة ممتاز، وهناك تواصل مع كل الولايات وقيام بناء تنظيمي وعلاقة إدارية يومية منتظمة، “ولذلك الآن الوضع مهيأ خلال هذا النجاح الداري لقيام  المؤتمر العام لكن فقط ينقص الأمر توفير الموارد المالية واتخاذ القرار”.
“كمال عمر”: التعديلات في الأمانة العامة ممنوحة للأمين ونوابه
ويوضح الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي “كمال عمر” قانونية التعديلات التي أجرتها الأمانة العامة ويقول لـ(المجهر): (أول شئ التعديلات هي سلطة منحها النظام الأساسي للأمين العام ونوابه وفقاً للنظام الأساسي، من حقهم أن يجروا تعديلات في الأمانة العامة وهي تكون تعديلات مؤقتة لحين اجازتها بواسطة هيئة قيادة المؤتمر الشعبي في أول اجتماع للقيادة لأنها هي في النهاية التي تؤمن التأمين النهائي على التعديلات ولكنها الآن من سلطة الأمين العام ونوابه، ويجري تعديلات بتقديراتهم والأمين العام يتشاور مع نوابه الثلاثة وهم “الشيخ عبد الله حسن أحمد” و”إبراهيم السنوسي” و”ثريا يوسف”، وهم تشاوروا ورأوا أن يعدلوا تشكيلات الأمانة)، وأضاف كمال (أن الأسباب من وراء التشكيل في غالب الأحوال تخص القسم الرئاسي هو الذي يجري التعديلات يناقش ويبتدر مقترح التعديل بحيثيات ثم بعد ذلك تكون كاختيار للتعديل) وأضاف: (تقديري أن الأمين العام لم يوضح الأسباب لأنها سلطته أنا أفتكر لحد كبير هي في المقام الأول مقصود بها الدفع لمسار الحزب بصورة عامة، وهنالك جوانب متعلقة بالحركة الثقافية والسياسية والعلاقات الخارجية والاقتصاد والسياسة. التعديل قطعاً يخاطب هذه المصلحة الكبيرة والحزب الشعبي الآن حزب كبير وممتد في كل أرجاء السودان والتعديل في تقديري جاء ليلبي مطلوبات معينة مطلوبة في الساحة السياسية).
وأضاف “كمال عمر”: (الاقتصاد مؤثر على الحياة العامة كلها ونحن لدينا ضعف في الحركة الاقتصادية وخطابنا الاقتصادي محتاج إلى تنشيط، تم اختيار “بشير آدم رحمة” باعتباره لديه باع في الاقتصاد وله خبرته الاقتصادية، الدفع به في الجانب الاقتصادي هو مفيد للحزب، الجانب الثاني الأخ “نادر السيوفي” وهو حقيقة اسم على مسمى، لديه تجربته من أيام الجبهة الاسلامية وله خبرة في العلاقات الخارجية مع الدول مع السفراء وهو يجيد اللغة الانجلزية ويتمتع بقدرات عالية. “إبراهيم عبد الحفيظ” عبارة عن شعلة من النشاط والحيوية وفي التنظيم لم يتم اختيار إبراهيم لمهمة إلا وكان إبراهيم أمة في كل ما أوكل إليه، وهو مفيد في التجارة والصناعة مفيد للحزب؛ وللسودان يعطي صورة جديدة).  ويكشف “كمال” عن دخول مرشح  المؤتمر الشعبي  لرئاسة الجمهورية في انتخابات عام 2010 “عبدالله دينق نيال” إلى صفوف الأمانة العامة للحزب ويقول: (هنالك تعديلات أخرى مثل “عبد الله دينق” وهو الآن موجود في السودان يحضر في الدكتوراه ولدينا إيمان بأن الجنوب جزء عزيز علينا نحن في المؤتمر الشعبي رغم الانفصال السياسي، لذلك لم نقطع الجنوب من دواخلنا التنظيمية ولذلك تم اختيار “عبد الله دينق” في الأمانة العامة وهو قطعاً يظهر اهتمام المؤتمر الشعبي بذلك، أما مسألة الجنسية لـ”عبد الله دينق” فنحن بالنسبة لنا جنسية المسلم أرض الله الواسعة ونحن لا نؤمن بالجنسية ولا بحدود المستعمر ولكن نؤمن بحدود الله سبحانه وتعالى، ويرد “كمال” على سؤال بخصوص موعد قيام المؤتمر العام للحزب ويقول: (الحزب يعمل في إعادة القواعد ولكن الحزب تنقصه الامكانيات وهي مسألة خطيرة ولا يستطيع القيام بالمؤتمرات إلا الحزب الحاكم بما له من امكانيات هو الذي يستطيع إقامة المؤتمرات ونحن نعتمد على اشتراكاتنا الضعيفة جداً وأنا أفتكر أن المؤتمر الشعبي في أفضل حالاته التنظيمية). وحول الحوار الوطني يقول الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي: (بالنسبة للحوار الوطني نحن في الأيام الماضية عملنا اجتماعات مع مساعد رئيس الجمهورية “إبراهيم محمود” وهو الشخص الثالث في حزب المؤتمر الوطني، وبما أن حزب المؤتمر هو المبتدر للحوار وبما أننا نفتكر أن العلاقة بيننا والمؤتمر الوطني مهمة في دفع الحوار الوطني وفي دفع الاستقرار والوفاق السياسي، اجتمعنا أكثر من مرة أو ما يقارب الثلاث مرات مع “إبراهيم محمود” والتنسيق الثنائي بيننا والمؤتمر الوطني مهم، ولذلك يعني الآن نفتكر أن قضية الحوار الوطني رغم تعطله ولكن لدينا رجاء أن تنطلق مسيرته في الايام القادمة، ونريد فقط أن ننشط اوراقنا والشخصيات، وأنا أفتكر أن الحوار رغم التعطيل الذي حدث لمسيرته، ولكن عندما نرى ما حولنا في مصر وسوريا وغيرها نصر على هذا الحوار، وإن شاء الله تسمعوا كلام مبشر في المرحلة القادمة).
 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية