مسالة مستعجلة
فشل الأورنيك الإلكتروني.. ونهاية بيت (الجالوص)!!
نجل اليدن ادم
حاول وزير المالية بكل ما أوتي من قوة تنزيل برنامج التحصيل الإلكتروني لأورنيك (15) على أرض الواقع والبدء في تنفيذه ليقول للأورنيك الورقي (باي باي)، لكن ماذا حدث؟ عملياً اصطدمت التجربة بعقبة الفشل في مؤسسات كثيرة وتعذر تحصيل الربط المحدد من الإيرادات ليوم أمس حسبما علمت، حيث كانت النسبة قليلة جداً.
الولايات كجهة منفذه للأورنيك سارعت بإصدار صرخات مسبقة بوجود إشكالات تعترض تنفيذ أورنيك (15) الإلكتروني على رأسها ولاية جنوب دارفور والجزيرة والقضارف وغيرها.. يبدو أن حجم التحضير لتنفيذ البرنامج رغم ما يحمله من إيجابيات كبيرة، ضعيف ويحتاج لشيء من التروي في التنزيل السلس بخاصة في الولايات، وأقترح أن تبدأ الوزارة بإنجاحه مؤسسة مؤسسة، حتى تكتمل الدائرة، وكذا الولايات، وقتها يمكن أن نضمن نحاجه خلال فترة بسيطة مع استصحاب التدريب والتأهيل للكوادر المنفذة.
الأورنيك وحسب مبلغ علمي يحمل جوانب إيجابية كثيرة في إطار تنفيذ الحكومة الإلكترونية، ومن أهم ميزات هذا الأورنيك أنه يمنع تجنيب المتحصل من المال في أيدي المحصلين لأيام ويكون مالاً (سايباً) تتحكم فيه أمزجة المتحصلين بالتوريد.
وفي حالة الأورنيك الجديد هذا، فإنه وبمجرد “قطع الأورنيك” إلكترونياً أو تدوينه يظهر مباشرة لدى (الستنرال) أو الكابينة الرئيسية المتحكمة في الأرانيك، بمعنى أن وزارة الصحة مثلاً إذا ما قامت بتحرير عدد (100) أورنيك إلكتروني في اليوم فإنها تظهر في الجهاز الرئيسي فلا يكون هناك مفر للمتحصل بالوزارة المعنية من توريد المبالغ التي حصلها في ذات اليوم أو الذي يليه كيفما يتم الاتفاق.. وقس على ذلك.
نحن ندعم تجربة هذا الأورنيك بقوة، لكن رفقاً ببعض المؤسسات والولايات حتى تتمكن منه جيداً، وعلى وزارة المالية في هذه الحالة أن تقوم بتوفير المعينات اللازمة لتنفيذ البرنامج من أجهزة وتدريب للكوادر، وإلا فإني أخشى على وزارة المالية إذا ما أصرت على التنفيذ والاعتماد على أوهام أن هناك جهات تقف أمام تنفيذ التجربة، أخشى أن يكون تحصيلها المالي عبر الأورنيك الجديد صفراً وتضطر للعودة للأورنيك القديم، وفي ذلك انتكاسه ستعجب الشامتين، لذلك لطفاً السيد الوزير، قم بالتهيئة الكاملة أولاً حتى يكتب للتجربة النجاح.
مسألة ثانية.. حمل عدد من صحف الأمس قرار الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون القومي بوقف بث مسلسل (بيت الجالوص) عبر الإذاعة السودانية لدواعي تضرر بعض الجهات من السيناريو لما يحمله من طعن ولمز بيّن وواضح.. المسلسل في ظاهره يبدو جيداً وشيقاً في معالجة أوجه الاختلال في المجتمع وظاهرة الفساد، ولكنه في ذات الوقت يحمل شيئاً من اللمز ويتضح ذلك من خلال السيناريو، تعجبت تماماً للحديث الاعترافي من الدكتور الشهير “علي بلدو” كاتب السيناريو لبعض الصحف أول أمس بأن هناك جهات نافذة ورؤساء تحرير وراء هذا التوقيف، وإشارته إلى جهة نافذة ، أحست أنها هي المقصودة.. بالتأكيد السيد “علي بلدو” وطالما أنك أقررت بذلك فإن الأمر يصبح غير طبيعي إذا لم يتخذ مدير الإذاعة والتلفزيون الأستاذ “الزبير عثمان أحمد” هذا القرار التعسفي، ولو أنك صمت عن هذه الإفادة ربما وجدت تعاطفاً، لكنك (عميتها).. لا يستقيم أن يقوم سيناريو مسلسل على فضح شخص لتجاوزات أو فساد على عينك.. أنصح “بلدو” أن يقف عند هذا الحد وإلا فإن الأمر سيعود عليه بالسالب ويصبح هو متهماً بدلاً عن تشهيره بالمتهم الضحية.